حرَكَت زيارةُ وزيرِ الخارجية الايرانية الركودَ السياسيَ نهايةَ الاسبوع، فهل تُحرِكُ تصريحاتُهُ الخمولَ السياسيَ تُجاهَ المبادراتِ الايرانيةِ المتتالية؟ محمد جواد ظريف أعلنَ من المطارِ استعدادَ طهرانَ للتعاونِ مع بيروتَ في المجالات كافةً وذلك بعدَ ايامٍ من كلامٍ مفصلٍ في هذا المجالِ أطلقهُ القائدُ الصادقُ وصديقُ الجمهورية الاسلامية السيد حسن نصرالله.
فهل يُغَلِّبُ المسؤولونَ اللبنانيونَ المصلحةَ الوطنيةَ، ويتغلبونَ على عُقدةِ الخوفِ من الاميركيِ وأتباعِهِ في المِنطقة؟ فاذا كانَت ايرانُ سباقةً الى مَدِّ يدِ المساعدةِ، فلماذا نُردُّها، فقَبولُها لا يُلغي المساعداتِ من الدولِ الاخرى، ولا يأخذُ لبنانَ الى مِحورٍ دونَ آخر. هذا اذا آمنَ المسؤولونَ فعلا بأنَ مِحورَ نشاطِهِم يجبُ أن يدورَ حولَ حلِّ أزماتِ اللبناني التي باتَت لا تُعَدُّ ولا تُحصى.
فسياسة النأي بالنفس التي يتلطى خلفها البعض لا تعني أن تذهق المزيد من الانفس على طريقة جورج لانه لم يعد قادرا على سداد أقساط المدارس لاولاده، ولا تعني أنَّ يعيش البلد في العتمة ، ولا أن يفتقد المواطن الى الف باء الخدمات، ولا أن تبقى اجؤارنا منتهكة يسرح ويمرح فيها الطيارون الصهاينة. أسئلة وتساؤلات كثيرة يُجب تطرح على طاولة مجلس الوزراء الجديد ان لم تكن من داخل جدول الاعمال فمن خارجه.
وحتى لا نبقى رهينة للخارج ، فلا بد من قرارات جريئة تشكل خطوة أولى في مسيرة اخراج لبنان من النفق المظلم الذي اُدخل فيه. فالجمهورية الاسلامية الايرنية فيما تقدمه من عروضاتٍ لا تطلبُ مقابلا ، ولا ثمنا للحماية على شاكله الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
آخر المذعنين لاوامر الدفع على سبيل المثال لا الحصر كوريا الجنوبية التي أعلنت أنها ستزيد الخوة مقابل الحماية لالاف القوات الاميركية الموجودة على شبه الجزيرة الكورية.
المصدر: المنار