ما بين سورية وإيران علاقات تمتد على أربعة عقود من الزمن، علاقات أخذت المنحى التصاعدي في جميع المناحي، السياسية بداية والعسكرية، واليوم يأخذ الاقتصاد مساره الأبرز، لتكون العلاقات بين البلدين أمتن، وتعطي طابعاً أكبر من الارتقاء ، خاصة في المواجهة مع من يحاول الوقوف بوجهها وعرقلتها من واشطن إلى الكيان الصهيوني.
احدى عشرة اتفاقية بين الطرفين وقعت خلال اليومين الماضيين، وتأسست غرفة للتجارة المشتركة بين سورية وإيران يوم أمس الثلاثاء أي بعد يومين من توقيع البروتوكول بينهما ، برئاسة رجل الأعمال السوري عمران شعبان، وتضم نخبة من رجال الأعمال الموجودين بين سورية وإيران، لتتولى ضبط العلاقات الاقتصادية وتقويتها، وتجعلها أكثر فعالية وضمن جدول واضح، لتمر العلاقات التجارية أو اقتصادية الفردية والجماعية عبر هذه الغرفة، وعن طريقها يتم تحديد دقيق لما هو ضروري للتبادل التجاري من مواد ومنتجات، تهم وتفيد المواطنين، وترتبط مباشرة بحكومتي البلدين وتحت اشراف اتحاد غرف التجارة السورية.
الاقتصادي السوري مصان النحاس عضو غرفة التجارة السورية الإيرانية المستحدثة، وفي لقاء خاص مع موقع قناة المنار، أطلعنا على أهمية ما تم في جميع الجوانب ضمن البروتوكول الأخير الموقع في دمشق بحضور نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانغيري، والتوقيع المشترك مع رئيس الحكومة السوري المهندس عماد خميس.
يؤكد النحاس لموقع المنار أن العقوبات الاقتصادية على كل من سورية وإيران والتي تستهدف واشنطن من خلالها العلاقات بين البلدين، يتم مراقبتها بحذر شديد، وتتم مجابهتها بشكل فاعل، مؤكداً قوة العلاقات ومتانتها وتطورها أكثر.
يقول النحاس إن الحرب العسكرية تم قطع قرابة 90 بالمئة منها، ودخلت سورية في مرحلة الحرب الاقتصادية، ولمجابهة هذه الأخيرة لا بد من الوقوف بحزم “ومجابهتها بالتكاتف مع الأصدقاء والحلفاء، وخاصة الأخوة الإيرانيين”.
ويلفت ضيف الموقع، بأن هذا البروتوكول الموقع في دمشق من شأنه أن ينهض بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين نحو إلى المستوى المطلوب، الذي يزيد القوة في تكاتف البلدين قوّة أكبر.
الأبرز بين الاتفاقيات الموقعة يأتي في السياق المصرفي، حيث سيتم تأسيس مصرفٍ مشتركٍ بين كل من دمشق وطهران، وهذا ما سيذهب إلى تجاوز عقبات تحويل الأموال، وهو مطلب مشترك وتدفع الرسوم بعُملتي البلدين، وبهذا تنتهي العقبات الناجمة نتيجة العقوبات الاقتصادية.
الحصار على سورية وإيران، يُبرز العلاقات في موضوعات عديدة، النفط ومشتقاتها، كما حال المواد الغذائية والزيوت والنقل البري والبحري بين البلدين، إضافة للزراعة والصناعة والسياحة، والسياحة والدينية، كلها موضوعات شملتها الاتفاقيات الموقعة بحضور نائب الرئيس الإيراني ورئيس الحكومة السورية.
العصبان الأهم في قيام الدول، النفط والغذاء، سيتم تبادلهما حسبما ينص الاتفاق، علاوة على موضوع الكهرباء الذي تعاني منه سورية.
عملية إعادة الإعمار تأتي على رأس هذه العلاقات الاقتصادية، حيث يؤكد عضو غرفة التجارة السورية الإيرانية مصان النحاس، أن إيران ستكون في مقدمة الدول التي ستشارك في هذه العملية. وعلى صعيد البناء أيضاً، خلال بنود الاتفاقية، ستتم المباشرة في بناء ما خربه الإرهاب من بنى تحتية، على صعيد محطات توليد الكهرباء.
الإقلاع بالعمل الاقتصادي المطوّر بين البلدين، سيتم خلال أيام قليلة جداً، لتنتقل هذه الاتفاقيات إلى مرحلة الحيّز التنفيذي، وتبدأ خلال ثلاثة أشهر نتائج العمل الإيجابية بالظهور واضحة، وتعود بالنفع والفائدة على كل من الشعبين السوري والإيراني.
من خلال ما تقدم من حديث للاقتصادي السوري عضو غرفة التجارة السورية الايرانية، يمكن تأكيد متانة تصاعدية للعلاقات بين البلدين، واستمرار ما صنعه كل من الإمام الخميني (قدس) والرئيس الراحل حافظ الأسد منذ 40 عاما، ويُبعد أي احتمال لنجاح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني في قطعها أو تخفيفها.
المصدر: موقع المنار