عثر علماء على جين مرتبط بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، في منطقة يُقال إنها واحدة من آخر مواقع الأنظمة البيئية “البكر” على الأرض.
وكُشف لأول مرة عن هذه الجينات (ARGs) خارج المختبر في عام 2010، في المياه السطحية في دلهي بالهند.
ويقول الخبراء الآن إن الجينات انتقلت حوالي 8 آلاف ميل (12 ألفا و800 كم)، من خلال النشاط البشري وبراز الطيور وغيرها من الحيوانات البرية، للوصول إلى منطقة نائية في الأرخبيل النرويجي، سفالبارد.
ولا يبشر هذا الاكتشاف بالخير لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، التي نمت لتصبح أزمة صحية عالمية في السنوات الأخيرة.
وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة “البيئة الدولية”، قام باحثون بإعداد تقرير “جامعة نيوكاسل”، الذي يتحدث عن اكتشاف جين “blaNDM-1” وجينات الأخرى في Kongsfjorden، سفالبارد. ويتواجد هذا الجين في أمعاء الحيوانات والبشر.
وقال ديفيد غراهام، وهو مهندس بيئي في جامعة نيوكاسل: “المناطق القطبية من بين النظم البيئية السابقة البكر على الأرض، ما يوفر منبرا لتوصيف خلفية الأنواع المقاومة في عصر ما قبل المضادات الحيوية، والتي يمكننا من خلالها فهم معدلات تقدم التلوث. ولكن بعد أقل من 3 سنوات من الكشف الأول عن جين (blaNDM-1) في المياه السطحية بالمناطق الحضرية في الهند، نجده على بعد آلاف الأميال في منطقة كان فيها التأثير البشري في حده الأدنى”.
وحُددت السلالات التي تحمل “blaNDM-1” لأول مرة في المختبر عام 2008، قبل العثور عليها في المياه الهندية بعد عامين فقط. وفي السنوات القليلة الماضية، اكتشفت في أكثر من 100 بلد.
وأضاف غراهام: “ما فعله البشر من خلال الاستخدام الزائد للمضادات الحيوية على المقاييس العالمية، هو تسريع معدل التطور وخلق عالم جديد من السلالات المقاومة، التي لم تكن موجودة من قبل”.
وعلى سبيل المثال، عند تطوير دواء جديد، يمكن للبكتيريا الطبيعية التكيف بسرعة معه لتصبح مقاومة له، وبالتالي، هناك عدد قليل جدا من الأدوية الجديدة في طور الإعداد، لأنها ببساطة ليست فعالة من حيث التكلفة.
وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل الحمض النووي من 40 عينة مأخوذة من 8 مواقع ترابية عبر “Kongsfjorden”. ووجدوا ما مجموعه 131 من “ARGs” في العينات.
وأوضح غراهام أن جينات المقاومة المكتشفة، ارتبطت بـ 9 فئات رئيسة للمضادات الحيوية، بما في ذلك aminoglycosides وmacrolides وβ-lactams، التي تُستخدم لعلاج العديد من الإصابات.
ويقول فريق البحث إن التحسينات المتبعة في إدارة النفايات وجودة المياه في جميع أنحاء العالم، ستظل في مقدمة إجراءات وقف انتشار “ARGs”.
المصدر: ديلي ميل