المجزرة الإرهابية التي حصلت في نيس، تعكس تقصير أجهزة الأمن في فرنسا خصوصا وفي أوروبا عموما في حماية تجمعات المدنيين في احتفال حاشد بالرغم من وجود تهديدات أكيدة وفي عدم القيام بعمليات أمنية استباقية تتوقع منهجية عمل التكفيريين بناء على فكرهم الإرهابي والتكفيري في آن .
يكمن تقصير أجهزة الأمن الفرنسية في عدم إتخاذ إجراءات أمنية إحترازية وتدابير استثنائية لتوفير أقصى درجات السلامة للمدنيين الذين احتشدوا بأعداد كبيرة للإحتفال بعيد الإستقلال الوطني.
وقد إستعمل الإرهابي شاحنته في اقتحام جموع المواطنين دون الحاجة إلى إستعمال الأسلحة التي كانت بحوزته نظرا لضخامة عدد الضحايا البريئة التي قتلها دهسا قبل ان تنتبه اليه عناصر الشرطة وتطلق النار عليه وترديه .
استغل الإرهابي الثغرات الأمنية في حماية الحشود واستعمل عنصر المفاجأة لصالحه باعتماد أسلوب مبتكر بقيادته شاحنة لارتكاب المجزرة البشعة عن سابق تخطيط محكم . فالمنفذ فرنسي من أصل تونسي ويعيش في نيس أي أنه يعرف عادات وتقاليد المدينة وسكانها.
والخطأ القاتل الذي اقترفته أجهزة الأمن الفرنسية بأنها لم تضع الإرهابي قيد المتابعة الأمنية علما بأنه من أصحاب السوابق الإجرامية. وتشترك أجهزة الأمن الاوروبية في تقصيرها في إنشاء غرفة عمليات مشتركة لتبادل المعلومات الامنية. وقد اثبتت هذه المجزرة عجز أجهزة الإستخبارات الأوروبية في استخلاص العبر من عمليات التكفيريين في الخارج لوضع خطة محكمة لإحباط الهجمات الإرهابية في كل أوروبا دون استثناء حيث وضعت داعش أوروبا في رأس قائمة أهدافها .
فالعمليات الأخيرة في تركيا استهدفت أهم منشأة فيها أي المطار ومحطة القطارات واستعمل الإنتحاريون الأسلحة الرشاشة والأحزمة الناسفة . فالهدف كان استراتيجيا بامتياز وحشود المدنيين متوافرة على مدار الساعة وكان المطلوب انزال أكبر عدد من الضحايا البريئة التي كانت متواجة لحظة الهجوم . فلم تستخلص أجهزة الأمن الأوروبية أية عبرة من التركيز على استهداف أكبر تجمع بشري في منشآت حيوية لتلقي المزيد من الرعب في قلوب المدنيين ولتشعر الأجهزة الأمنية بالعجز عن مواجهة قدرتهم في خرق التدابير الأمنية .
ومن جهة أخرى لم تستطع أجهزة الأستخبارات الاوربيية حتى الساعة استخلاص العبر من فهمها للفكر التكفيري النابع من الفكر الوهابي الذي يكفر كل ما عداه .
ولا بد لأجهزة الأمن الأوروبية اتخاذ خطوات حاسمة لمتابعة الخلايا النائمة من رعاياها ومن الإرهابيين الذين تسللوا ضمن قوافل المهاجرين وفرض نوع من الرقابة الأمنية على وسائل التواصل الإجتماعي للحفاظ على أمن المواطنين في المجتمع الاوروبي.
المصدر: موقع المنار