تساءل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “أية تربية تقدمها لشبابنا سياسة هدامة تعرقل وتعطل حالياً تأليف الحكومة”، مضيفاً، خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، أن “عمل الوزارات والإدارات العامة يستشري فيها التعاطي الكيدي والمذهبي والفساد، وسلب لمال الخزينة وهدره، ومعاشات لمئات من الأشخاص الوهميين، ومصاريف على مؤسسات وهمية”.
وأشار الراعي ايضاً إلى السياسات التي “تعطل عمل مؤسسات الرقابة بتعطيل مقرراتها وأوامرها”، متسائلاً “هل يدركون أنهم بتعطيل النهوض الإقتصادي، يتسببون بإقفال مئات الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية وسواها، ويرمون عائلات في حال البطالة والعوز، مع عدم الاكتراث لثلث الشعب اللبناني الجائع والمحروم من أبسط مقومات العيش، والعاطل عن العمل والانتاج.”
وفي السياق، رأى الراعي أن الشعب “ثار وعبر عن غضبه ورفضه لمثل هذه السياسة الهدامة في تظاهرات متتالية محقة وعادلة، فلا يحق للمسؤولين أن يصموا آذانهم عن أنين الشعب في مطالبه الحياتية”، داعياً إلى “حكومة مصغرة من اشخاص ذوي اختصاص ومفهوم سليم للسياسة وحياديين، يعملون أولاً على إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات وفق الآلية التي وضعها مؤتمر سيدر الذي التأم في باريس في نيسان الماضي، وقد مضى عليه تسعة أشهر، ويوظفون الأحد عشر مليار دولار ونصفا في مشاريع إقتصادية منتجة”.
كما دعا الراعي إلى أن “يعمل فخامة رئيس الجمهورية على بناء الوحدة الوطنية الحقيقية بين مختلف الكتل النيابية حول طاولة حوار، أما القول بتأليف حكومة وحدة وطنية والجو مأزوم للغاية بين مكوناتها، فهذا يؤدي إلى تعطيل رسمي للحكومة ولمؤسسات الدولة، ويشد خناق الأزمة الإقتصادية والمعيشية على أعناق المواطنين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام