اظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة “ذي لانسيت” العلمية، ان معدل الاعمار المتوقعة لذوي الوزن الزائد، تقل عن غيرهم بعام واحد الى عشرة اعوام في حالات السمنة المفرطة.
واجريت هذه الدراسة على لما يقارب اربعة ملايين شخص من اربع قارات، وركزت على المخاطر المؤدية الى الوفاة المبكرة، قبل سن السبعين.
ويقول الباحث في جامعة كامبدريدج البريطانية، ان “هذه الدراسة التي اشرف على اعدادها تظهر بشكل اكيد وجود صلة بين الوزن الزائد ومخاطر الوفاة المبكرة”.
ما المصابون ببدانة مفرطة، فيتراجع مدى الحياة المأمول لديهم عشر سنوات مقارنة بغيرهم.
ويضيف الباحث في الجامعة “لدى البدناء خطر اكبر للاصابة بأمراض الشرايين والسكتات الدماغية والامراض التنفسية وامراض السرطان”.
وعلى ذلك، تزداد مخاطر الوفاة المبكرة كلما ازادات الكيلوغرامات الزائدة، وفقا للباحثين.
واشارت الدراسة ايضا، الى ان اثر الوزن الزائد على امد الحياة المتوقع يزداد لدى الرجال ثلاث مرات عما هو لدى النساء.
في حين اصبحت السمنة التي تضاعفت منذ الثمانينات من القرن العشرين مشكلة على مستوى العالم.
وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد البالغين المصابين بالبدانة في العالم بمليار و300 مليون، وعدد المصابين بالبدانة المفرطة بست مئة مليون.
ويعاني 39 % ممن هم فوق سن الثامنة عشرة من وزن زائد، و13 % من البدانة.
ولاعداد هذه الاحصاءات ، تعتمد منظمة الصحة العالمية على مؤشر يطلق عليه اسم مؤشر كتلة الجسم، وهو حاصل قسمة وزن الانسان على مربع طوله.
ويكون مستوى هذا المؤشر طبيعيا لدى البالغين في حال كان يراوح بين 18,5 و25. أما في حال تخطى هذا المؤشر مستوى 25 وصولا الى 29,9 فإن الشخص المعني يعتبر من اصحاب الوزن الزائد. ويمكن التحدث عن مشكلة البدانة اعتبارا من مستوى 30 لهذا المؤشر. وفي حال تجاوز المؤشر عتبة الاربعين يعتبر الشخص في حالة بدانة حادة.
ويكون الشخص الذي يبلغ طوله مترا و60 سنتيمترا بدينا اذا كان وزنه بين 60 و80 كيلوغراما، اما الشخص البالغ طوله مترا و80 سنتيمترا فيكون بدينا ان كان وزنه بين 80 و100 كيلوغرام.
وعند الاشخاص الذين يكون مؤشر الكتلة لديهم طبيعيا، تبلغ نسبة الوفاة قبل سن السبعين 19 % لدى الرجال، و11 % لدى النساء.
وترتفع هذه النسبة الى 29,5 % لدى الرجال و14,6 % لدى النساء ممن لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع (من 30 الى 34,9).
وهذه الدراسة التي شارك فيها 500 باحث من 300 مؤسسة هي ثمرة تعاون دولي، واستند معدوها الى 239 دراسة اجريت بين العامين 1970 و2015، وشملت عشرة ملايين و600 الف شخص بالغ في اوروبا واميركا الشمالية وأوستراليا ونيوزيلندا واسيا.
واستبعد الباحثون من دراستهم الاشخاص المدخنين، لتكون النتائج مستقلة تماما عن مخاطر التدخين على الوفاة المبكرة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية