أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “لا شيء جديد” على مستوى تشكيل الحكومة، موضحاً أن الحزب “ينتظر قرار رئيس الحكومة السيد سعد الحريري ليتخذ الخطوة المناسبة فيما يتعلق بتمثيل اللقاء التشاوري المؤلف من 6 نواب من السنّة”. وفي حوار خاص مع صحيفة الوفاق الايرانية، رأى الشيخ قاسم أنه “إذا حسم هذا القرار، تصبح الحكومة قابلة للإعلان بين يوم وآخر”.
من جهة ثانية، وفي رده على سؤال حول مساعي العدو الصهيوني استهداف المقاومة في غزة ولبنان، قال نائب الأمين العام لحزب الله “كانت هناك مساعي لإيجاد جو من التهدئة في قطاع غزة وكان الجانبان موافقين على مبدأ التهدئة وأثناء الخطوات العملية أراد الاسرائيلي أن يقوم بعملية أمنية تحت عنوان أن العمل الأمني لا علاقة له بالتهدئة ليوجد قواعد اشتباك جديدة”، مضيفاً أن “الفلسطينيين اجتمعوا كقيادات من كل الفصائل داخل غزة واتخذوا قراراً جريئاً وشجاعاً بأنهم سيردوا على هذا العدو حتى ولو تطور الأمر الى الحرب؛ لأنهم لا يستطيعون التسليم له بقواعد الاشتباك وبما أن نتنياهو ليس مهيئاً ليخوض حرباً ولا يعلم نتائج هذا الحرب، كما أن الجبهة الداخلية لديه ستكون متضررة وهذه نقطة ضعف موجودة لديه، سارع الى التسليم بالنتيجة التي عكست نجاح المقاومة الفلسطينية، وكان لها نتائج عسكرية وسياسية لدى الكيان الاسرائيلي”. وتابع الشيخ قاسم “لقد استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تُوجد معادلة جديدة وهذا يريح القطاع كثيراً ويحميه من المفاجآت”.
وفي السياق، أوضح الشيخ قاسم أنه “قبل أن تحصل عملية غزة وتنجح فيها فصائل المقاومة، لم يكن وارداً لدى العدو الصهيوني أن يقوم بعمل عسكري ضد لبنان، لأنه منذ عام 2006 هو مردوع بقدرة المقاومة”، مضيفاً أن “الصهاينة في نقاشهم لا يتحملون هذا المستوى لذلك لن تكون فكرة الحرب على لبنان واردة حتى عندما يحللون ويهددون يقولون اذا اعتدى علينا حزب الله، يعني يعتبرون أنهم سيقومون بردة فعل وليس بفعل، قواعد الاشتباك التي أوجدها حزب الله في لبنان صعبت كثيراً فكرة الحرب الابتدائية من “اسرائيل” على لبنان، الآن الجبهة الداخلية الاسرائيلية معرّضة حتى تل ابيب، ولا توجد نقطة في الكيان الصهيوني إلا وهي معرّضة لصواريخ حزب الله”.
وبشأن مستقبل التطورات في سوريا، قال الشيخ قاسم “الوضع في سوريا يتحسن يوماً بعد يوم والآن انجازات الدولة السورية والجيش السوري والحلفاء، إنجازات موصوفة وموجودة على الأرض، وكل الناس يعرفونها، لكن لابد من حل سياسي، والحل السياسي الى الآن غير مفرج عنه، أمريكا والتي هي طرف أساسي في الحل السياسي تعيق هذا الحل، بانتظار أن تتكشف أمور تساعد على بداية الحوار للحل السياسي، صحيح بأنه سيكون هناك فترة من الانتظار ولكن الدولة السورية تعمل وتبني وتقوم بمهماتها وكأنه لا توجد مشكلة وهذه نقطة مهمة لمصلحة الرئيس بشار الأسد والإدارة السورية، على كل حال ما لم يتضح الموقف الأمريكي من الصعب أن يكون هناك حل سياسي قريب”.
وعن الأوضاع في اليمن، قال قاسم “السعودية جزء من المشروع الأمريكي ووجود هذه العائلة المالكة وتسلّطها وسرقتها للمال العام في السعودية كله يأتي في غطاء الإبتزاز الأمريكي، قرار محمد ابن سلمان والملك دفع 450 مليار دولار ثمن أسلحة لأمريكا، هو في الواقع ثمن الحماية من أمريكا الى السعودية”، مصيفاً أن “هذه الدولة تقوم على الظلم والمال والسلطة والسيطرة؛ ولذلك رأت السعودية من واجبها أن تسيطر على اليمن”.
وفي السياق نفسه، رأى الشيخ قاسم أن “قضية خاشقجي أخذت هذا البعد لإعتبارات داخلية أمريكية وأوروبية؛ وإلا فمن يقارن بين هذه القضية وبين ما يجري في اليمن كان يجب أن يتحرك من ثلاث سنوات وليس الآن فقط”، موضحاً أن “هذا أمر مهم جداً ولكن لم يحصل هذا التحرك لأنه مطلوب أن تأخذ السعودية ما تريد من هذا الشعب اليمني الذي لن يعطيها ان شاء الله تعالى وسيبقى منصوراً”.
وفي رده على سؤال آخر حول الهجمة الأمريكية ضد إيران وفرض العقوبات، قال نائب الأمين العام لحزب الله “كل هذه الهجمة الأمريكية على إيران هي لأن إيران تنجح ولأن إيران تتخطى الصعوبات وكل ما تخطت صعوبة تحاول أمريكا أن تضع أمامها صعوبة جديدة، عندما ذهبت أمريكا الى الإتفاق النووي كانت في لحظة تعتقد فيها أن هذا أمر يضع حداً لإنجازات إيران، لكن ترامب وجد أن هذا أمر غير صحيح فأقام ردة الفعل في إلغاء الإتفاق النووي من جهته وبدء العقوبات”، مضيفاً “أنا برأيي العقوبات كلما تصاعدت كلما دل هذا الأمر على نجاحات إيران، واليوم العقوبات بصيغتها بما أنها فقط أمريكية وليست شاملة قد تكون أخف من ناحية وأصعب من ناحية أخرى ولكن ان شاء الله الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتخطاها”.
المصدر: صحيفة الوفاق الايرانية