لا خوفَ على استقلالِ لبنانَ وارضِه المحميةِ من كلِّ عدوان، فلهُ من اليوبيلاتِ ما لن يُعَد، ما دامَ انَ الحافظَ للوطنِ واستقلالِه معادلاتُ الذهبِ العصيِّ على تبدلِ الايام، المصنوعِ من معدنِ شعبٍ لا يَكِلُ وجيشٍ لا يَمِلُّ ومقاومةٍ تَحمي ضمنَ معادلةٍ كأرزٍ مزروعٍ في علَمٍ سيَّجَهُ اهلُه بالقاني..
خمسةٌ وسبعونَ عاماً من الاستقلالِ المضافِ اليه تحريرانِ وانتصاراتٍ على كلِّ محتلٍ او عدوان. لكنَ المفارقةَ انَ وطناً بحجمِ كلِّ هذه الانتصاراتِ والحضارةِ المسابقةِ للتاريخِ وكلِّ الحضارات، يسبقُه الزمنُ بخلافِ اهلِه عشيةَ عيدِه، وكأنهم يحترفونَ التنغيصَ على انفسِهم .. بينَ عيدِ استقلالٍ مضى تمكنَ خلالَه اللبنانيونَ من تحريرِ رئيسِ حكومتِهم من احتجازٍ سياسيٍ واستقالةٍ مفروضة، وعيدِ استقلالِ اليومِ الذي يَحتجزُ فيه رئيسُ حكومتِهم المكلفُ نفسَه والبلدَ معه، يصعبُ على اللبنانيينَ التفسير، وعلى كلِّ المفسرينَ والمعبرينَ السياسيينَ والاقتصاديين..
فالامنُ مضمونٌ بوحدةِ الاجهزةِ الامنيةِ كما قالَ قائدُ الجيشِ على مسمعِ الرؤساءِ الثلاثة، والعينُ الى الحدودِ الجنوبيةِ كما اجمعَ قادةُ الاجهزةِ الامنية، لكنْ من يضمنُ الواقعَ الاقتصاديَ في ظلِّ التشظي السياسي..
ورأبُ الصدعِ بيدِ الرئيسِ المكلفِ تشكيلَ الحكومة، وعندَه بوصلةُ التشكيل، بانْ يوزِّرَ احدَ نوابِ اللقاءِ التشاوري الستةِ او ما يُرضيهم من حصةِ الوزراءِ السنةِ الستة، بحسبِ نائبِ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. فهو الطريقُ الحصريُ لاكتمالِ عِقدِ حكومةِ الوحدةِ الوطنية، فهناكَ وقائعُ على الارضِ يجبُ الاعترافُ بها قال الشيخ قاسم..
وقبلَ ان يجتمعَ السياسيونَ غداً على منصةِ الجيشِ اللبناني في العرضِ العسكري، خطابٌ رئاسيٌ بعدَ قليلٍ لرئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون، فيهِ للبنانيينَ رسالةٌ عشيةَ عيدِ الاستقلال..
المصدر: قناة المنار