الصحافة اليوم 31-10-2018: رفض وحدة معايير التأليف… ويوم تاريخي في الجولان – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 31-10-2018: رفض وحدة معايير التأليف… ويوم تاريخي في الجولان

صحف محلية

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على استمرار عقد تأليف الحكومة اللبنانية. واقليميا تركيز على تحركات اهالي الجولان المحتل اضافة الى استمرار تناول مفاعيل الازمة السعودية، وسط حديث اميركي مستجد عن “وجوب وقف الحرب في اليمن”.

الأخبار

 الحريري مصرّ على رفض “المعايير”: لا حكومة قريباً

الاخباركتبت صحيفة “الاخبار” تقول: لا حكومة قريباً. هي الخلاصة التي خرج بها كل الأطراف أمس، في ظل إصرار المعنيين بحل عقدة تمثيل سُنّة المعارضة، أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وحزب الله، كل على موقفه. وهي الخلاصة التي ثبّتها اللقاء المسائي “غير المعلن”، الذي جمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في قصر بعبدا أمس. رئيس الجمهورية يرفض أن يتمثل هؤلاء من حصته، وحزب الله مصرّ على احترام نتائج الانتخابات النيابية ووحدة المعايير، فيما رئيس الحكومة لا يزال عند المربع الأول، رافضاً، حتى يوم أمس، تقبّل جلوس سُنّة المعارضة معه على طاولة مجلس الوزراء، وهو ما يتضح من خلال استخفافه بمطالبهم، إلى حد عدم قبوله اللقاء بهم منذ الاستشارات النيابية التي عقدها في المجلس النيابي بُعيد تسميته. وعلمت “الأخبار” أن الحريري أبلغ عون أمس بأن تمثيل نواب سُنّة 8 آذار “مستحيل من حصّتي”. وقال الحريري: “في السابق، احتسبوا فيصل كرامي وجهاد الصمد في تكتل (النائب السابق سليمان) فرنجية. وبعد ضمان الأشغال للأخير، صار كرامي والصمد في كتلة النواب السُّنّة المستقلين”. ويتمسّك الرئيس المكلّف برفض أي معايير لاحتساب عدد وزراء الكتل النيابية، قائلاً: “أنا المكلَّف تأليف الحكومة، ولا أحد يفرض أي معايير عليّ”.

وبعد أن أشيع أول من أمس أن الحريري واجه العقدة الأخيرة أمام التأليف، بالقول: “فتشوا عن غيري”، وصلته إشارات عديدة تؤكد تمسك الجميع به رئيساً للحكومة. لكن حزب الله كان يلفت إلى أن من انتظر القوات لخمسة أشهر، لم يهدد خلالها يوماً بالانسحاب، كيف له أن يهدد بالاعتذار بعد يوم واحد من تيقنه من جدية مطلب تمثيل المعارضة السُّنية؟

أما بعد أن انتهى مفعول التهديد الحريري، فقد انتقل البعض إلى الإيحاء أنه بعد حلّ عقدة القوات، لم يعد الرئيس المكلف تحت الضغط من جراء تأخير الحكومة، وبالتالي فإن الحل عند رئيس الجمهورية وحزب الله، وهما الأكثر تعرضاً للضغط، وخاصة حزب الله، الذي أصرّ على تمثيل هؤلاء بعد أن حلت كل العقد.

في المقابل، يبدو حزب الله مطمئناً إلى أن الحريري يدرك أكثر من غيره أن الحزب وحركة أمل كانا أكثر من سهّل التأليف منذ اليوم الأول، من خلال خفض سقف مطالبهما إلى الحد الأدنى. أما الإشارة إلى وضع الحزب تحت الضغط، فلا تشكل بالنسبة إليه هاجساً فعلياً، ولا تجعله يقدم يتنازل عن المطلب الذي أبلغه للحريري منذ اليوم الأول للتأليف. وتذكّر مصادر مطلعة بأنه أثناء التشكيل كان الحزب يُتهم حيناً بعدم رغبته في تشكيل الحكومة بانتظار تثبيت الانتصار في سوريا، وانعكاسه على لبنان، وحيناً برغبته في الإسراع بتشكيل الحكومة لمواجهة العقوبات الأميركية عليه وعلى إيران، فيما الواقع يشير إلى أنه لا يزال هنالك عقدة بسيطة بحاجة إلى الحل، وعلى رئيس الحكومة المكلف أن يجد لها هذا الحل، أسوة بما فعل مع عقد التمثيل المسيحي والتمثيل الدرزي وحقيبة الأشغال. أما التوقيت، فلا يزال من المبكر الحديث عنه، في ظل اللاءات المرفوعة حالياً التي تؤخر البدء ببحث جدي عن الحلول.

وتأكيداً لموقف أمل وحزب الله الداعم لحصول سُنّة المعارضة على مقعد وزاري، استقبل الرئيس نبيه بري، أمس، وفد “لقاء النواب المستقلين” الذي ضم: فيصل كرامي، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي والوليد سكرية، وغاب عنه عبد الرحيم مراد وقاسم هاشم بسبب السفر.

وأكد سكرية، بعد اللقاء، “موقفنا الثابت في حقنا بوزير من السُّنة المستقلين وفقاً لنتائج الانتخابات”. ونقل عن بري تأكيده أنه “لا بد من تمثيل هذا اللقاء المستقل بوزير في الحكومة، والمسألة هي عند رئيس الحكومة أن يوجد الحلول لذلك”.

انتفاضة تُسقط «الانتخابات»: لا «مجالس إسرائيلية» في الجولان

يوم مفصلي وتاريخي سجّله أهل الجولان أمس، بإسقاط انتخابات المجالس المحليّة الإسرائيلية. وسط كل الانهزام العربي والتطبيع مع العدو، انتفض الجولان على الاحتلال، معيداً إلى سوريا ورقة قوّة حاولت إسرائيل سلبها في السنوات الماضية بحجّة الضعف السوري

أسقط أهالي الجولان أمس، بالضربة القاضية، مشروع الاحتلال الإسرائيلي انتزاع شرعية شعبية منهم، لدعم مطالبة إسرائيل باعتراف الدول الكبرى «بسيادتها» على الهضبة المحتلة. الانتخابات المحليّة التي أرادتها تل أبيب باباً لتطبيع أهالي قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنيا مع سلطة الاحتلال، تحطّمت أمام الهبّة الشعبية بالمقاطعة ومحاصرة أقلام الاقتراع، في مشهد أعاد إلى الأذهان الإضراب العام الذي شكّله الجولانيون عشيّة قرار الضّم في عام 1982.

فبعد أن سقطت الانتخابات خلال الأيام الماضية في قريتي مسعدة وبقعاثا جراء انسحاب المرشّحين بعد الضغوط الشعبية عليهم، أسقطت مجدل شمس وعين قنيا القرار الإسرائيلي أمس باحتفالية شعبية ومواجهات بطولية مع شرطة الجليل وقوات جيش العدوّ، الذي أطلق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المتظاهرين وأصاب بعضهم بالجراح وحالات الاختناق.
منذ ساعات الصباح الأولى، زحف أهالي مجدل شمس وعين قنيا، كباراً وصغاراً، إلى مراكز الاقتراع وحاصروها بهدف منع «حفنة من ضعاف النفوس والعملاء» من الحضور والاقتراع لمرشّحين متعاونين مع الاحتلال أصلاً. ومن أصل 12 ألف مواطن في مجدل شمس ونحو ثلاثة آلاف في عين قنيا، لم يسجّل سوى اقتراع أقل من 30 ناخباً في مراكز البلدتين. ولم يكن هؤلاء ليتمكّنوا من الوصول إلى مراكز الاقتراع لولا إطلاق قوات العدو الرصاص والغاز المسيل للدموع على المحتشدين من الأهالي.
وبدا لافتاً أمس، زجّ العدو بقواته من شرطة الجليل وقطعات عسكرية أخرى مع غالبية درزية بين عناصرها من الفلسطينيين أبناء الجليل والكرمل، بغية وضع هؤلاء في مواجهة أقاربهم من أبناء الجولان المحتل، خصوصاً أن الصور التي انتشرت لعناصر من جيش الاحتلال يعتدون على أهالي الجولان من المشايخ أثارت الغضب في قرى الجليل الفلسطينية.

هو يوم تاريخي ومفصلي سجّله الجولانيون في مسار الصراع مع العدو ومستقبل الأراضي المحتلّة، في وقت ترتفع فيه رايات العدو فوق عواصم الخليج ودول «الاعتدال» العربي الأخرى.
فبدل أن يكسب العدوّ اعترافاً شعبياً بـ«شرعيته» بالتزامن مع قيام حكومة بنيامين نتنياهو بحملة دبلوماسية في الغرب لإقناع الدول الكبرى بإعلان «سيادة إسرائيل» على الجولان، جاءت نتيجة التطورات أمس على عكس ما تشتهيه إسرائيل تماماً. إذ إن ما حصل أعاد الدفع المعنوي إلى رافضي الاحتلال وزَجَرَ المترددّين الذين عملت الدعاية الإسرائيلية على إقناعهم بضرورة التطبيع مع واقع الاحتلال وعَزَل العملاء والمتعاونين، وأكسب الدولة السورية ورقة قويّة في مشروع استعادة الأرض المحتلّة بكلّ الوسائل المتاحة، ولا سيّما ورقة الدبلوماسية.
ومما لا شكّ فيه، أن محاولات إسرائيل الدائمة لاستخدام ورقة طائفة الموحّدين الدروز في مواجهة سوريا وحلفائها، من الجليل إلى السويداء مروراً بالجولان المحتل سقطت أيضاً، بعد الاختبار الذي حصل في الجولان أمس. إذ أثبت أهل الجولان السوري أمس أن تأثير وزير الاتصالات وشؤون الاستخبارات أيوب قرّة وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في فلسطين موفق طريف، محدود للغاية، ولم يستطع الثنائي ثنيهم عن موقفهم، على الرغم من الضغوط والتحريض المستمر طوال السنوات الماضية. وتلقّى قرّة ضربة كبيرة أمس مع فشل الفريق الذي يعمل في إدارته بتغيير مجرى الأحداث، في الوقت الذي كان يزور فيه دولة الإمارات، حيث وجّه رسالة إسرائيلية للعرب بلغتهم من عاصمة خليجية. كذلك إن الصورة التي أرادتها إسرائيل من إلقاء طريف، غير اليهودي الوحيد، كلمة في الذكرى السبعين لـ«تأسيس دولة إسرائيل» قبل أشهر، لم تؤتِ ثمارها في الجولان، بل إن الهبّة الشعبية تفتح الباب أمام التحوّلات في الداخل الفلسطيني، في الجليل والكرمل حيث يرزح عدد كبير من رافضي الاحتلال والخدمة الإلزامية تحت ضغط انعدام الخيارات.

 
 واشنطن وباريس للسعودية: حرب اليمن يجب أن تتوقّف

للمرة الاولى منذ بداية عهد الرئيس دونالد ترامب (20 كانون الثاني 2017)، اطلقت الولايات المتحدة مواقف من العدوان على اليمن تحمل مؤشرات على قرب وضع حد للحرب في البلد الذي تشارك في حصاره ودعم الدول المعتدية عليه. وزير الدفاع جايمس ماتيس دعا الليلة الماضية إلى «وقف لإطلاق النار في اليمن وحضور جميع أطراف النزاع الى طاولة مفاوضات في غضون الثلاثين يوما المقبلة». وقال ماتيس، في مؤتمر عن الاستراتيجية العسكرية لبلاده في واشنطن: «لا نستطيع القول إننا سنقوم بذلك في المستقبل (وقف إطلاق النار، والمفاوضات). علينا القيام بذلك في الأيام الثلاثين المقبلة… ونضع حداً لتلك الحرب». أضاف الجنرال الأميركي المتقاعد: «نريد رؤية الجميع حول طاولة مفاوضات على أساس وقف اطلاق النار (…) وأعتقد ان السعودية والامارات على استعداد» للمضي في الامر.

كلام ماتيس أتى بعد أيام على «المبادرة» التي طرحها السبت الفائت من البحرين، أمام مؤتمر «حوار المنامة» الأمني، حيث رأى أن «الوقت حان للمضيّ قدماً في وقف هذه الحرب»، مشدداً على ضرورة «البدء بالتفاوض على القضايا الجوهرية». واقترح الوزير الأميركي، السبت، «صيغة للتسوية»، تتكوّن من شقّين:
1) أن تكون الحدود خالية من الأسلحة… يجب ألا يكون هناك شيء أكثر من الجمارك وشرطة الحدود؛
2) نزع الأسلحة الثقيلة. لا حاجة للصواريخ في أي مكان من اليمن. لا أحد سيغزو اليمن. نعود إلى اقتراح الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، الحكومة التي تعطي الأوطان التقليدية للناس الأصليين. يكون الحوثيون في مناطقهم، ويحظون ببعض المقدار من الحكم الذاتي… لا يحتاجون إلى مساعدة من إيران.
هذا الموقف ــــ ورغم الشياطين الكثيرة في تفاصيله ــــ يحمل في طياته الكثير من الدعم لجولة المفاوضات التي يجري التحضير لعقدها بين طرفَي الحرب، في السويد، الشهر المقبل (أعلِن عن الجولة في أيلول الماضي).
كلام ماتيس أمس لم يقرن وقف إطلاق النار والمفاوضات بأي شرط، في مؤشر (لا يزال بحاجة إلى المزيد من الوقت للتبلور) على توجه غربي لوقف العدوان على اليمن، بعد ثبوت فشله في تحقيق اهدافه. ففي الاتجاه نفسه، أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، أمس، أن «باريس تمارس ضغوطاً، بالتعاون مع الأمم المتحدة، من أجل الوصول إلى حل سياسي في اليمن، لعدم فائدة الحل العسكري». واعتبرت بارلي، في تصريحات إذاعية، أن «الحل العسكري لن يؤدي إلى أي مكان»، قائلة إنه «حان الوقت لكي تنتهي هذه الحرب». وتؤشّر التصريحات الغربية المستجدّة إلى أنه، وبعد مضي قرابة أربع سنوات من الحرب، بات جلياً للأطراف المشاركة فيها، خصوصاً الولايات المتحدة، أن الحل العسكري ليس ممكناً، على رغم المحاولات المتكررة لتحقيق إنجازات على الأرض، كانت الرياض وأبو ظبي أطلقتا وعوداً كثيرة في شأنها، ومُنحتا تكراراً مهلاً إضافية مع زيادة الدعم لبلوغ الانتصار ولكن من دون نتيجة.

 

الجمهورية

 عون والحريري لعدم تمثيل سنّة “8 ّ آذار” مـــن حصّتيهما

الجمهوريةكتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: تمخّض يوم أمس عن معطيات بَدا معها ملف التأليف الحكومي وكأنه دخل في مربّع تأجيل، بل تعقيد، جديد مردّه الخلاف على موضوع تمثيل النواب السنّة المستقلين من عدمه، خصوصاً انّ لقاء الأمس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري لم يثمر إعلان مراسيم التأليف، وإنما أثمر تَصلّباً في موقفيهما الرافضين معالجة هذه العقدة السنية من حصتيهما. وعليه، فإنّ الاجواء مقفلة والامور وصلت الى حائط مسدود، وبدأ يدور هَمس عن انّ الحكومة طارت الى أجل غير مسمّى لتبقى الأوضاع مجمدة حتى إشعار آخر.

قالت مصادر معنية بملف التأليف لـ”الجمهورية”: “انّ لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في بعبدا، أمس، كان شاملاً لكل الوضع الحكومي، وتمحور بشكل أساسي حول عقدة تمثيل سنّة 8 آذار. حيث اكدت الاجواء انّ جَو الرئيسين متصلّب لناحية عدم استعداد الرئيس عون للتخلّي عن الوزير السنّي المحسوب ضمن الحصة الرئاسية لمصلحة توزير أحد هؤلاء النواب، وكذلك لناحية التصَلّب الشديد لدى الرئيس المكلف حيال إمكان توزيرهم من حصة تيار “المستقبل”.

وقالت المصادر: يتوازى مع تصلّب عون والحريري، تصلّب “حزب الله” وتأكيده انه لن يتراجع عن مطلب تمثيل هؤلاء النواب، وأنه سيمضي في دعم مطلبهم، الذي يعتبره مُحقاً، الى نهايته ومهما طال الوقت.

ولفتت المصادر الى موقف الرئيس المكلف، الذي قال فيه: “فَتّشوا عن غيري”، في معرض رفضه تمثيل سنّة 8 آذار، معتبرة انّ موقفه “يحتمل ان يكون جدياً، ويفتح الباب على أزمة سياسية جديدة”.

لكنّ المصادر قالت انها تستبعد ان يقدم الحريري على خطوة تصعيدية من نوع الاعتذار ورفض التكليف مرة ثانية، لافتة في هذا السياق الى انّ الرجل يقدّر مخاطر خطوة من هذا النوع، كما انّ القوى السياسية الكبرى تؤكد أن لا بديل عن الحريري، وقد اكد ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأشار الى ذلك ايضاً المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين خليل أمس.

وقال زوّار بعبدا لـ”الجمهورية” بعد لقاء عون والحريري “انّ مسألة تأليف الحكومة متعثرة ومعقدة، ويستحيل الحديث عن موعد جديد لإصدار مراسيم تشكيلها ما لم تتبدّل الأجواء التي عادت الى التشنّج بنحو غير مسبوق”.

 

البناء

ظريف: آلية مشتركة مع أوروبا بوجه العقوبات… وأردوغان: المماطلة السعودية لحماية شخص
إعلام الاحتلال: انتفاضة الجولان انتصار للأسد وإفشال للتطبيع الخليجي
إنكار الأحجام وتعطيل الحكومة: بعد عناد جنبلاط والقوات… عناد الحريري

البناءكتبت صحيفة “البناء” تقول: بين مشهد يواصل الحضور ومشهد آخر يستعدّ للحضور يتقاسم الساحة السياسية والإعلامية عنوانا، التحقيق في مقتل جمال الخاشقجي بين الرياض وأنقرة والمناخات الدولية المحيطة، والتحضير للعقوبات على إيران في الحزمة المتشددة والاستعدادات الإيرانية لملاقاتها. وبينما تتصاعد المطالبات في أوروبا والمنظمات الحقوقية بتحقيق دولي، وترتفع بين الكونغرس الأميركي والحكومات الأوروبية الدعوات لوقف تصدير السلاح لحساب السعودية، صعّد الرئيس التركي رجب أردوغان موقفه بالحديث العلني عن مماطلة سعودية مهمتها حماية شخص، والمقصود طبعاً هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وكلام أردوغان يأتي بعد يومين من الفشل في التعاون القضائي السعودي التركي، لم ينفع في تبديد الشكوك وبناء الثقة بين طرفيه تأجيل النائب العام السعودي لسفره وتسليم نسخ من التحقيق مع المتهمين السعوديين للمدعي العام التركي أملاً بالحصول على التسجيلات التركية، التي بقيت بحوزة أنقرة، على قاعدة أن معيار التعاون السعودي هو الكشف عن مكان جثة الخاشقجي وعن اسم المتعاون المحلي الذي يقول التحقيق السعودي إنه تسلم الجثة.

على ضفة العقوبات الأميركية على إيران كان الحدث إعلان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف عن إنجاز التفاهم مع أوروبا على آلية مالية تتيح مواصلة بيع النفط الإيراني للسوق الأوروبية، والكمية التي تبيعها إيران لأوروبا تمثل أكثر من ثلث إنتاجها حيث تبلغ مليون برميل يومياً، فيما ستتولى شركة أوف شور روسية أنشأتها غاز بروم مهمة إعادة بيع نصف مليون برميل من النفط الإيراني يومياً للدول والشركات المتضرّرة من العقوبات خصوصاً في الهند والصين.

في المنطقة كانت انتفاضة الجولان هي الحدث، رغم خطورة ما يجري في شرق سورية من تسليم لمناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية لحساب تنظيم داعش بقرار أميركي، وجاءت الانتفاضة رفضاً للانتخابات المحلية التي ينظمها الاحتلال ويفرض فيها على سكان الجولان التأقلم مع ضم المنطقة المحتلة إلى كيان الاحتلال. وقد نجح أبناء الجولان العربي السوري وهم يرفعون علم الدولة السورية ويلوّحون بصور الرئيس بشار الأسد، بإغلاق قراهم وبلداتهم وإقفال صناديق الاقتراع التي وضعتها وحرستها قوات الاحتلال، مؤكدين عروبتهم وهويتهم السورية. وكانت ردود الأفعال التي أجمعت عليها أغلب المقالات والتقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية، تلتقي على اعتبار الانتفاضة انتصاراً للرئيس بشار الأسد، وانتكاسة لمسار التطبيع الذي أطلت عليه “إسرائيل” بإنجازات من عواصم الخليج.

لبنانياً، بدت الحكومة تبيت ليالي في بيت الوسط بعدما باتت آخر لياليها في معراب، وبات واضحاً أن مسار إنكار معايير التمثيل في الحكومة على قاعدة نتائج الانتخابات النيابية جامعاً مشتركاً بين العقد التي تنقلت بين محطاتها الحكومة، بعدما عطّلها عناد النائب السابق وليد جنبلاط بقبول الشراكة في تمثيل طائفته، ثم ارتضى القبول بالواقعية في مقاربة الملف الحكومي، ليعود عناد رئيس القوات اللبنانية فيعطلها برفض القبول بحجم يوازي ويزيد قليلاً على حجم كتلته النيابية قبل أن يرتضي ما عرض عليه. وتستقر العقدة ذاتها اليوم عند الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الذي يُنكر على النواب الذين يمثلون بعددهم وحجم ناخبيهم ثلث طائفتهم أن يشاركوه ويشاركوا تيار المستقبل بتمثيلها في الحكومة، بينما تقول مصادر في قوى الثامن من آذار إن أصل المشكلة كان بالتخلي عن التوزيع السياسي للمقاعد الحكومية بين كتلتين نيابيتين متساويتين وتملكان تمثيلاً نيابياً في كل الطوائف، لقوى الثامن من آذار وقوى الرابع عشر من آذار، والذهاب للتوزيع الطائفي فتبخّر مفهوم حكومة الوحدة الوطنية وسقط تمثيل القوى اللاطائفية، ومُنح الطائفيون فرص تصنيع العقد وتعطيل ولادة الحكومة.

الحريري لعون: لن أوزِّر سُنّة المعارضة من حصّتي…
لم تكتمل الأجواء الإيجابية التي رافقت مفاوضات ربع الساعة الأخير بإخراج الحكومة الى النور يوم أمس كما كان متوقعاً، إذ إنّ الرياح جاءت معاكسة لسفن بعبدا وبيت الوسط، فحَلّت الذكرى السنوية الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون وبدأت السنة الثالثة من العهد وما زالت الحكومة أسيرة رفض الرئيس المكلف سعد الحريري تمثيل سنة 8 آذار بعدما بقي أسير شروط القوات اللبنانية طيلة خمسة أشهر، ورغم أحقية تمثيل نواب اللقاء التشاوري استناداً الى نتائج الانتخابات النيابية فضلاً عن تأييد الرئيسين عون ونبيه بري لهذا المطلب. ما يدعو للتساؤل عن أسباب عدم اعتراف الحريري بهذه الحقيقة التمثيلية وحصر تمثيل الطائفة السنية به وبتياره فقط؟ وما يدعو للاستغراب أكثر هو أين مصلحة الرئيس المكلف بتعليق الحكومة والبلاد على وزير واحد بينما يحتفظ لنفسه برئاسة الحكومة وخمسة وزراء آخرين من تياره السياسي الى جانب 6 وزراء من حلفائه القوات اللبنانية والاشتراكيين؟ فهل وجود وزير من اللقاء التشاوري في الحكومة يشكّل تهديداً لموقعه الرئاسي أو معرقلاً لسياساته المالية والاقتصادية؟ وهل مَن نزل عن رضى القوات لتلبية مطالبهم لا يستطيع حل عقدة تمثيل وزير واحد؟

وكانت العقدة المتبقية “سُنّة 8 آذار” محل بحث ونقاش بين الرئيسين عون والحريري خلال زيارة قام بها الأخير الى بعبدا بعيداً عن الإعلام، وبحسب المعلومات فقد أبلغ الحريري عون “رفضه توزير سنيّ من خارج تيار المستقبل في الحكومة من حصّته”، مضيفاً ان “هؤلاء يشكّلون 8 في المئة فقط من الشارع السني، كما أنهم ليسوا كتلة واحدة ولا ينتمون الى حزب واحد”، مؤكداً أن “مَن يُصرّ على توزيرهم، فليوزِّرهم من حصته”، كما قدّم الحريري الى عون تشكيلة حكومية تتضمّن أسماء الأطراف المشاركة في الحكومة باستثناء أسماء وزراء حزب الله الذي رفض تسليم أسماء وزرائه قبيل حلّ عقدة تمثيل سنة المعارضة. ولفتت مصادر مقربة من الحريري لقناة الـ”أو تي في” إلى أن “الحريري قال لرئيس الجمهورية ميشال عون إنّ الصيغة الحكومية جاهزة بالحقائب، ولكن الأسماء غير مكتملة والجهود مستمرّة لاستكمالها”. وقد طلب الحريري من عون المساعدة على إيجاد الحل المناسب لهذه العقدة. وبحسب المعلومات فقد نشطت الاتصالات لتأمين مخرج مناسب يُرضي الجميع. من جهة أخرى رفضت مصادر بعبدا رمي كرة العقدة السنية في ملعب رئيس الجمهورية، نافية توجّه عون الى حلّ العقدة عبر تمثيلهم من حصة رئيس الجمهورية.

وقد رفضت مصادر 8 آذار اتهامات المستقبل بأن حزب الله يريد عرقلة تأليف الحكومة، نافية لـ”البناء” أي علاقة بين هذا الأمر وظروف خارجية فرضت موقف الحزب، كما نفت الحديث عن أن هؤلاء النواب المنتخبين يتبعون إلى حزب الله بل لديهم تمثيلهم في المجلس النيابي، مشيرة الى أن من انتظر أشهراً عدة لإرضاء القوات يمكنه انتظار بضعة أيام لحل العقدة الأخيرة.

وفي غضون ذلك، حطّ النواب السنّة المستقلون في عين التينة حيث اجتمعوا الى رئيس مجلس النواب نبيه بري وقد غاب منهم عبدالرحيم مراد وقاسم هاشم بداعي السفر. وبعد اللقاء، قال النائب الوليد سكرية “رئيس المجلس يُصرّ على تمثيلنا والمسألة عند الحريري ليوجد الحلول لذلك”، مضيفاً “لا بدّ من تمثيل اللقاء المستقل بوزير في الحكومة. والمسألة لدى الحريري”. وقال “على الحريري إيجاد الحلّ للعقدة و”تيار المستقبل” يُريد إلغاء الآخرين ومن حقّنا الحصول على مقعد سنّي في الحكومة من أصل 6 ونحن ندافع عن حرية ناخبينا”. ولدى وصوله الى عين التينة قال النائب جهاد الصمد “إذا أخذنا حقنا “في حلحلة” وإن لم نأخذ حقنا “فلا حلحلة”.

كما انتقل الوفد الى الضاحية الجنوبية، حيث التقوا المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل. وقال النائب فيصل كرامي على الأثر، إننا متفائلون بأن الجميع سيعمل بسرعة لتذليل كل العقبات وتشكيل الحكومة في أسرع وقت. أما خليل فقال: إنه مطلب محقّ لهم ولا أعتقد أنهم يأخذون من حصة أحد، بل من حصة أهلهم وشعبهم. لذا نقف الى جانبهم. وأشار الى أنه ليس مطروحاً البحث عن بديل للرئيس الحريري. وما يسمّى بعقدة السنة المستقلين ليست أكبر من العقد التي حُلّت. وأضاف: في كل المعايير التي وضعت للتشكيل، مطلبهم محق. ونحن لسنا من هواة “الهوبرة” في الإعلام والمطلب كان من اللحظة الأولى.

وقالت مصادر الوفد لـ”البناء” إننا تلقينا دعماً مطلقاً من الرئيس بري وحزب الله بتمثيلنا ولو طال أمد التأليف، مشدّدة على أن “لا نريد حصة من أحد، بل نريد حقنا، مؤكدة أنهم لم يطلبوا حصة من الثنائي الشيعي ولا من رئيس الجمهورية”.

وبحسب مصادر بيت الوسط، فإن الحريري لا يزال على موقفه من تمثيل سنة المعارضة وعمدت دوائر الحريري الى توزيع أرقام مشوّهة ومزوّرة عن نسب الأصوات التفضيلية التي نالها النواب السنة الستة، وذلك لتبرير رفض تمثيلهم، وقد تداعى أعضاء كتلة المستقبل الى بيت الوسط للتشاور في المستجدّات الحكومية، وأشارت أوساط نيابية مستقبلية لـ”البناء” الى أن “اجتماع النواب حصل بغياب الحريري الذي كان في هذا الوقت في بعبدا، وبالتالي لم يبحث المجتمعون في الوضع السياسي ولا ما يُسمّى العقدة السنية بل بأعمال الكتلة الإدارية”. وأوضحت الأوساط أنه “إذا كان حزب الله مصراً على تمثيل النواب السنة المحسوبين عليه فليتكفل بهم من حصته، فالرئيس المكلف وضع معايير للتمثيل وهذا الأمر من صلاحياته الدستورية وليس لأحد آخر. وهو وضع تشكيلة حكومية تراعي الأحجام والحصص لكل الكتل بعدما استمع لكل الأطراف ومَن يطرح عقد تمثيل السنّة فليتحمل مسؤولية تأخير الحكومة”. ونقلت المصادر عن الحريري قوله إنه لن يترأس حكومة إن أجبره الآخرون على تمثيل النواب السنّة المعارضين من حصته”، وعن تأكيد حسين الخليل أن ليس مطروحاً بديل عن الحريري لتأليف الحكومة، ردت الأوساط المستقبلية: “إذا كان حزب الله متمسكاً بالحريري فلماذا يضع شروطاً إضافية ويُحرج الحريري؟”. مضيفة أنه “رغم الخلاف السياسي العميق مع الحزب ارتضينا المشاركة معه في الحكومة وربط النزاع لما فيه مصلحة البلد”، وعن تأييد الرئيسين عون وبري مطلب تمثيل سنة المعارضة ردّت: “لكل طرف الحق في إبداء رأيه، لكن لن يُجبَر الحريري على ذلك قسراً، متسائلة “لماذا استفاق الآخرون على ما يُسمّى العقدة السنية بعدما حُلّت جميع العقد لا سيما المسيحية؟”.

 

اللواء

عون يستهل الذكرى3 بلا حكومة.. والعُقدة المفتعَلة لا تحبِط الحريري

اللواءكتبت صحيفة “اللواء” تقول: لم تصدر مراسيم الحكومة، الأحد الماضي، ولا الاثنين ولا الثلاثاء، وبالتأكيد، من الصعب ان تكون الولادة اليوم، حيث تحل الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية، والذي من المتوقع بقوة ان يتناول في “حواره المفتوح” عبر وسائل الإعلام، تحت عنوان “سنتان من عمر وطن” مساء اليوم ما طرأ من جديد، تمثل بعقدة تمثيل سنة 8 آذار كشرط من شروط ولادة الحكومة، ومن حصة الرئيس المكلف سعد الحريري حصراً..
وتأتي الإطلالة التلفزيونية للرئيس عون، بعدما كان اللبنانيون ينتظرون طوال الأسبوع الفائت ومطلع الأسبوع الحالي ان تكون الحكومة هدية عشية بدء السنة الثالثة من عهد الرئيس عون.واستبق إطلالة رئيس الجمهورية، وفقاً لما اشارت إليه “اللواء” في عددها أمس زيارة قام بها الرئيس الحريري إلى قصر بعبدا، حيث عقد لقاء على مدى ساعة ونصف، كانت عقدة تمثيل سنة 8 آذار والشروط المرتبطة بها، هي الطبق الرئيسي على طاولة اللقاء التشاوري، الذي تناول:
1- أسباب رفض الرئيس المكلف توزير أحد سنة المقربين من حزب الله، كما شرح له، وفقاً لمصادر مطلعة مسألة توزير احد النواب السنة من حصة رئيس الجمهورية.
2- مصادر العرقلة، ومخاطرها، وكيف حاول تذليل عقدها واحدة تلو الأخرى، على أساس ان “القوات اللبنانية” وافقت على المشاركة بما عرض عليها، فضلاً عن مبادرة النائب السابق وليد جنبلاط إلى وضع 5 أسماء دروز بين يدي رئيس الجمهورية، ليختار واحداً منهم كوزير ثالث..
3- وعرض الرئيس المكلف على رئيس الجمهورية الصيغة الحكومية الجاهزة على مستوى الحقائب وتوزيعها، وان الصيغة لم تكتمل لأن حزب الله رفض تسليم أسماء وزرائه الثلاثة، بانتظار حل عقدة سنة 8 آذار..في هذا الوقت، بدأ النواب السنة المستقلون: فيصل كرامي وجهاد الصمد، وعدنان طرابلسي والوليد سكرية مسعى جديداً لمعالجة مسألة توزير أحدهم في الحكومة، في غياب النائب عبد الرحيم مراد وقاسم هاشم لوجودهما خارج لبنان، فزاروا أمس كلاً من الرئيس نبيه برّي والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، وسط تأكيدات من برّي والخليل على حق هؤلاء بالتمثيل في الحكومة.

المصدر: صحف