انتقدت وزارة الخارجية الروسية الإثنين، التصريحات التي أدلى بها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، أثناء زيارته إلى يريفان، حول مطالبته السلطات الأرمنية بالتخلي عن الصداقة التقليدية مع موسكو، والترويج للأسلحة الأميركية. وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية، “بدا كما لو أنه ليست هناك وقاحة أكثر من تلك التي لا يمكن تمييزها عن التدخل المباشر في الشؤون الداخلية، اتضح أن الأمر ليس كذلك”.
وتابع البيان “مساعد رئيس الولايات المتحدة الأميركية بولتون، الذي زار مؤخراً يريفان، طالب علانية بأن تتخلى أرمينيا عن “الكليشيهات التاريخية” في علاقاتها الدولية [ولم يخفي بشكل خاص أن الحديث يدور عن الصداقة التقليدية مع روسيا]، كما قال إنه يتوقع من [ القائم بأعمال رئيس الوزراء الأرمني نيكولاي] باشينيان بعد الانتخابات اتخاذ خطوات استباقية بشأن تسوية جمهورية مرتفعات قره باخ. وبطبيعة الحال، لم ينس الترويج للأسلحة الأميركية التي يجب على أرمينيا الحصول عليها بدلاً من الأسلحة الروسية”. وقارنت الخارجية الروسية تصريحات بولتون بتصريحات السفير الأميركي في يرفان، ريتشرد ميلس، سابقاً، التي تحدث فيها عن الدعم المستهدف على المدى الطويل للولايات المتحدة لجماعات معينة في أرمينيا ووعد بتقديم 26 مليون دولار كمساعدات ، تهدف إلى حد كبير، لـ “تقوية المجتمع المدني و وسائل الإعلام”.
هذا وزار بولتون يريفان الأسبوع الماضي، حيت تحدث عن الصراع حول جمهورية مرتفعات قره باخ، مشيرا إلى أن السلاح الأميركي على أي حال، أفضل من السلاح الروسي، لكن قرار بيعه إلى أي من أطراف النزاع لم يتم بعد، وسوف يُنظر فيه بموجب قانون الولايات المتحدة، كما نصح بولتون يريفان، بالتخلص من الكليشيهات التاريخية. هذا وتدهورت العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا بنهاية الحقبة السوفياتية على خلفية أحداث سومغايث واندلاع الأزمة حول إقليم قره باخ الجبلي، في شباط / فبراير عام 1988 ، بعد أن قرر الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي، الخروج من قوام جمهورية أذربيجان السوفياتية الاشتراكية، ومن ثم وإعلانه في عام 1991 ، الاستقلال كجمهورية قره باخ الجبلية. وأدى النزاع الناتج عن هذا الوضع إلى فقدان أذربيجان لسيطرتها على الإقليم.
ويذكر أيضا أن المباحثات بخصوص التسوية السلمية للنزاع المسلح بين أرمينيا وأذربيجان بدأت في عام 1992 ضمن مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وفي المباحثات المذكورة ما زالت أذربيجان مصرة على ضرورة تأمين وحدة أراضيها بينما تقوم أرمينيا بحماية مصالح الجمهورية غير المعترف بها رسميا، حيث إنها لا تعتبر طرفا في هذا النزاع.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية