أعلن مصدر حكومي الثلاثاء أن رئيس الحكومة إدوار فيليب لم يقدم استقالته لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، كما كان متوقعاً. وقال المصدر لقناة “بي.إف.إم” الفرنسية “فيليب اجتمع صباح اليوم بالرئيس ماكرون بهدف التوصل لاتفاق حول تعديل دستوري منتظر كان سينتج عنه تسمية وزير جديد للداخلية بعد أن تستقيل الحكومة”. وتابع، “غير أن الاستقالة لم تتم في الوقت الحالي على أن تتضح الأمور في ما بعد”. هذا وقد كان وزير الداخلية السابق جيرار كولومب استقال من منصبه الأسبوع الماضي مما أجبر الرئيس ماكرون على تسليم الحقيبة لرئيس الوزراء فيليب ريثما يتم إيجاد بديل. هذا وقد صرّح كولومب الشهر الماضي، قائلاً، إن “الحكومة افتقرت للتواضع في تعاملها مع المواطنين داعياً السلطة التنفيذية للاستماع أكثر للشعب “؛ هذه التصريحات وصفتها الصحافة المحلية آنذاك كبداية عملية ابتعاد كولومب عن السلطة بسبب امتعاضه من بعض المسائل.
وتجدر الإشارة، بأن كولومب كان أول الداعمين لماكرون قبل ترشحه للرئاسة. كانت تقارير إعلامية محلية قد أفادت الأحد الماضي، بأن استقالة وشيكة لحكومة إدوار فيليب وتغييرها بحكومة ثانية، قد تكون قادرة على رفع التحديات التي يواجهها الرئيس ماكرون، أبرزها استرجاع ثقة الفرنسيين إزاءه وتحضير الانتخابات الأوروبية المقبلة التي تعد اختبارا سياسيا كبيرا بالنسبة لشعبية الرئيس الفرنسي. كان مركز إيلاب الفرنسي لاستطلاعات الرأي قد أفاد يوم 3 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بأن غالبية الفرنسيين تنظر للرئيس ماكرون على أنه رئيس “استبدادي ومتعجرف”.
وبحسب دراسةٍ أجراها مركز إيفوب لاستطلاعات الرأي لحساب صحيفة باري ماتش، اجراها الشهر الماضي فقد انخفضت شعبيّة الرئيس ماكرون لتصل إلى 31 بالمئة من الآراء الإيجابية، وبذلك تكون شعبية ماكرون وصلت لمستوى أقل من شعبية الرئيس السابق فرنسوا هولاند في نفس الحقبة الزمنية والذي كان قد حصل شهر أيلول/ سبتمبر عام 2013 على 32 بالمئة من الأراء الإيجابية بعد عامٍ ونيف على استلامه للسلطة. ويأتي انخفاض شعبية ماكرون بعد سلسلة فضائح وأحداث هزّت هرم السلطة آخرها كان استقالة وزير البيئة السابق نيكولا هولو.
جدير بالذكر أن قضية المساعد الشخصي لماكرون ألكسندر بينالا، تركت أثراً سلبياً على مصداقية الرئيس، وذلك بعد أن شوهد بينالا في شريط مصور وهو يضرب متظاهرين بقوة خلال مظاهرة الأول من احتجاجات مايو العمالية.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية