كشف خبراء الطب الشرعي عن هوية المرأة البالغة من العمر 150 عاما والتي عثر على جثتها الصغيرة المثقلة بالجليد محفوظة في تابوت حديدي بمدينة نيويورك.
وكان عمال البناء يعتقدون بأنهم صربوا أنبوبا معدنيا عندما صادفوا لأول مرة التابوت الغامض أثناء عمليات حفر في إلمهورست كوينز، في 4 أكتوبر عام 2011.
ولكن العمال أخرجوا التابوت من الأرض، وأصيبوا بالصدمة بعد أن عثروا على جثمان أنثى بداخله ترتدي ثوبا أبيض وجوارب عالية تصل إلى الركبة، وكانت حالة جسد الجثة جيدة، ما جعل عمال البناء يعتقدون أن الجثة نتيجة جريمة قتل حديثة، ليقدموا على الاتصال بالشرطة.
كما أن سكوت وارنش، الذي كان في ذلك الوقت كبير أطباء الطب الشرعي في نيويورك، كان يظن في البداية أن الأمر متعلق بجريمة قتل حديثة، لكن الطب الشرعي كشف أن الجثمان يعود في الواقع إلى امرأة أمريكية من أصل إفريقي، ولدت قبل عقود من الحرب الأهلية. وقد دفنت الجثة في ما كان سابقا أرض كنسية تأسست في عام 1830، من قبل الجيل الأول من الأمريكيين الأفارقة الأحرار، بعد أن ألغت الدولة العبودية في عام 1827.
وكشف عن هوية المرأة من خلال فيلم وثائقي جديد بعنوان “المرأة في التابوت الحديدي” عرض على قناة “PBS” الأمريكية، ويعتقد بأن الجثة تعود لامرأة تدعى “مارثا بيترسون”، كانت تعمل وتعيش لدى رجل أبيض يدعم إلغاء العبودية، يدعى ويليام رايموند، وفقا لتقارير صحيفة نيويورك بوست، وهو شريك في الشركة التي قامت بصنع التابوت.
ويكشف الفيلم الوثائقي أن هناك ما يقارب 50 أو 60 قطعة من الحديد قد تم تحطيمها خلال عملية إخراج التابوت، وأن التابوت محكم الإغلاق قد صنع من قبل شركة “فيسك وريموند” في نيويورك.
وسمحت الظاهرة التي برزت في القرن التاسع عشر، بنقل الجثث بصورة صحية عبر القطارات والسفن، وفي شهادة على فعالية تلك التوابيت، فقد كان جلد بيترسون سليما لدرجة أنها بدت كأنها توفيت منذ أسبوع واحد فقط.
وأشار وارنش إلى أن “آفات الجدري كانت تغطي جسدها”. وأكد باحثون من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية أن الجدري أصاب دماغ بيترسون، وأغلب الظن أنه قتلها.
وقامت عالمة جيوكيمياء بسحب مواد كيميائية من أسنان المرأة، وكشفت أنها عاشت لسنوات في الشمال الشرقي، فيما أوضحت البيانات التي تم جمعها من الشعر أنها اتبعت نظاما غذائيا متوازنا.
ويحقق وارنش في بنية العظام، ووجد أن الفتاة كانت تبلغ من العمر بين 25 إلى 35 سنة عندما توفيت.
المصدر: روسيا اليوم