تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت يوم السبت 22-9-2018 العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.
البناء:
تركيا تطلب مؤازرة روسية في إدلب… وتوقعات أميركية بإغلاق الأجواء السورية بوجه «إسرائيل»
نصرالله يدبّ الذعر في تل أبيب: الأمر تمّ وانتهى… وعون إلى نيويورك
بري يبدأ تشريع الضرورة بإجماع نيابي… وإبراهيم لتهدئة التيار والاشتراكي
تحت هذا العنوان كتبت صحيفة “البناء” اللبنانية “من المنتظر أن يعقد وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران اجتماعاً تشاورياً على هامش مشاركتهم في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على ضوء ما صرّح به المسؤولون الأتراك عن صعوبة قيامهم وحدهم بأعباء تطبيق تفاهمات إدلب، وما نقلته وسائل الإعلام الروسية عن عمليات جراحية سينفّذها الطيران الروسي في مناطق تمركز الجماعات المتطرفة بطلب تركي، فيما تبدو التسوية التي توافقت عليها تركيا وروسيا بمباركة سورية وإيرانية من جهة وأميركية من جهة مقابلة، سياقاً مفتوحاً على الخيار العسكري، كما تؤكد الأوساط التركية المقرّبة من الرئيس رجب أردوغان وتبدو بالمقابل «إسرائيل» في ضفة الوضع الصعب والحرج، خصوصاً بعد تداعيات سقوط الطائرة الروسية قبالة الساحل السوري وتحميل موسكو «إسرائيل» مسؤولية إسقاطها، بعدما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبال الوفد العسكري الإسرائيلي، الذي طلب مقابلته تحت عنوان التعزية، وهو يزور موسكو لتقديم إيضاحات حول ملابسات سقوط الطائرة، بينما رد الكرملين على إدعاءات إسرائيلية بعتب روسي على سورية في ضوء سقوط الطائرة، وتحدّثت الصحافة الأميركية عن مرحلة جديدة من القيود تنتظر «إسرائيل»، حيث توقعت صحيفة «كلتشر استراتيجي» المتخصصة بالشؤون العسكرية والاستراتيجية أن تغلق موسكو الأجواء السورية بوجه «إسرائيل» عبر نشر شبكات صواريخ أس 300 فوق الأراضي السورية أو ترك الجيش السوري يقوم بذلك.
بالتوازي كانت كلمات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تطوي إسرائيلياً سنوات الحرب السورية، التي جعلت حكومة بنيامين نتنياهو عنوان التدخل الإسرائيلي فيها منع وصول سلاح نوعي إلى يد حزب الله، معلناً أن الأمر تمّ وانتهى، فالسلاح الذي تخشون وصوله للمقاومة قد وصل بما يكفي كماً ونوعاً لجعل «إسرائيل» لا تفكر بالحرب.
ردود الأفعال داخل كيان الاحتلال أجمعت على الذعر الذي تثيره كلمات السيد نصرالله، التي لا يمكن تجاهلها، ولا مقابلتها بالتشكيك، أو الادعاءات الفارغة، فهي تفتتح مرحلة وتنهي مرحلة، على إسرائيل التصرّف بوحيها، فالامينُ العامُّ لحزبِ الله لا يَكذِب، كان ردُّ الخبراءِ الصهاينةِ والمحللين على رئيسِ وُزرائِهِم بنيامين نتنياهو، وكلُ الغاراتِ الإسرائيليةِ على سورية لم تَمنَعِ الحزبَ من تحقيقِ هدفهِ بالحصولِ على السلاح المنشود، اِنَهٌ فشلٌ استراتيجيٌ قالَ النائبُ السابقُ لرئيسِ مجلسِ الأمنِ القومي الصِهيوني «عيرن عتسيون».
لبنانياً، إجازة طويلة للملف الحكومي ومثله المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتوزع الداخل اللبناني بين محاور ثلاثة، ما ستشهده نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة من لقاءات يجريها الوفد اللبناني الذي يرأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وستكون محاورها قضيتا عودة النازحين السوريين، ومواجهة مساعي واشنطن لتوطين اللاجئين الفلسطينيين من بوابة قطع التمويل عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ، وبالتوازي جلسات تشريع الضرورة التي سيعقدها مجلس النواب بعدما نجح رئيسه نبيه بري بتحقيق إجماع نيابي حولها، والمحور الثالث هو مساعي التهدئة التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في فترة الجمود السياسي منعاً لخروج السجالات عن السيطرة، وكان أبرزها مسرح العلاقات بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي.
دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى البقاء في دائرة الحذر من أي عدوان إسرائيلي على لبنان، وقال: «الإسرائيليون غاضبون، لأن مشروعهم في المنطقة سقط، وعلقوا آمالاً كبيرة على ما يجري في سورية والعراق، لكن يعرفون أن محور المقاومة عائد أقوى مما مضى، وأن دولاً جديدة أصبحت جزءاً من محور المقاومة، وشعوباً أصبحت داخل دائرة الصراع مع العدو. فهذا العدو لا يجوز أن يطمئن له أحد. هو يتهيّب أي معركة في المنطقة، خصوصاً مع لبنان ويعلم أن أي حرب ستكون لها تداعيات كبيرة، ويدرك أن نقاط ضعفه مكشوفة، وهو يعرف نقاط قوتنا».
وشدّد السيد نصرالله خلال كلمته في ختام المسيرة العاشورائية الحاشدة التي نظمها حزب الله في الضاحية الجنوبية بمناسبة العاشر من محرم على أن «المقاومة باتت تملك من الصواريخ الدقيقة وغيرها إذا ما فرضت إسرائيل حرباً على لبنان فستواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام»، وأضاف: «يقولون إنني أخطب من الملجأ، أنا موجود في مكان ما وطبعاً ليس ملجأ والله مد في عمري، الذي تسعون في الليل والنهار لقتله، وهذا دليل على فشلكم، وليس مهماً أن أخطب من الملجأ أو غيره، بل المهم هو الخطاب والمهم هو ما أعدّه حزب الله من قوى وعتاد وصواريخ ومقاتلين مؤمنين أصحاب العزم والكفاءة».
وجدّد السيد نصرالله التزام الحزب «الإيماني والعقائدي والجهادي بقضية فلسطين والقدس ووقوفنا إلى الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة في مواجهة صفقة القرن، ونحيّي مسيرات العودة في غزة والالتزام لدى الفلسطينيين برفض الاستسلام والخضوع».
كما شدّد الأمين العام لحزب الله على أن «من واجبنا أن نقف الى جانب إيران ، التي ستدخل الى استحقاق خطير. وهو بدء تنفيذ العقوبات الأميركية التي تعمل على مدى الساعة لتحاصر إيران وتمنع دول العالم من شراء النفط الإيراني، وكلنا يعرف أن إيران تعاقب من قبل أميركا بسبب واضح جداً، وهو لأنها متمسكة بدينها وبإسلامها وبجمهوريتها واستقلالها وسيادتها وحريتها، ولأن إيران قائداً وحكومة وبرلماناً وشعباً ترفض أن تصبح عبداً عند السيد الأميركي وترفض أن يصادر أحد قرارها أو ينهب ثروتها وأموالها كما يحصل مع دول أخرى»، مضيفاً: «إيران تعاقَب، لأنها تريد أن تكون دولة مستقلة وسيدة وحرة، وتريد المساعدة في إسقاط مشاريع الاحتلال الإسرائيلي ويجب أن نستحضر فضلها ووقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني واللبناني». كما لفت إلى أن «إيران كانت أول من لبّى نداء الشعب العراقي عندما جاء داعش، كما وقفت الى جانب سورية عندما شنت الحرب الكونية عليها، فإيران ملتزمة بقضايا المظلومين والمستضعفين، وعلينا أن نقف الى جانبها سياسياً وشعبياً ومعنوياً في مواجهة الحصار والعقوبات والضغط».
وفي الشأن المحلي دعا السيد نصرالله الى «الهدوء والحوار والتواصل و تشكيل الحكومة وتحمل المسؤوليات في مواجهة الملفات».
إبراهيم على خط التهدئة بين «التيار» – «الاشتراكي»
وإذ لم يُسجِّل ملف تشكيل الحكومة أي جديد بانتظار عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يغادر مساء غدٍ الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان لافتاً الدور الذي قام به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط التهدئة وتبريد الأجواء على جبهة التيار الوطني الحر الحزب التقدمي الاشتراكي، وبحسب معلومات «البناء» فإن «اللواء إبراهيم تواصل خلال الأيام القليلة الماضية مع الرئيس ميشال عون ومع رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط لتجنيب الجبل التوترـ لا سيما أن بعض التصريحات وما صدر على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الفريقين بدأ يخرج عن المألوف ويأخذ منحى مرحلة ما قبل مصالحة الجبل ما ينذر بتداعيات خطيرة على الأرض». ولفتت المعلومات الى أن «اللواء إبراهيم كان على تنسيق تامّ مع ثنائي أمل وحزب الله اللذين فوّضا إبراهيم أيضاً للعب دور على هذا الصعيد». كما تحدثت مصادر «البناء» أيضاً عن «دور لقائد الجيش العماد جوزيف عون. وعلى هذا الاساس التقى ابراهيم كلاً من نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية رومل صابر والمسؤول في الحزب الاشتراكي هشام ناصر الدين للبحث من أجل تفعيل لجنة التواصل بين التيار والاشتراكي لقطع دابر أي فتنة طائفية تهدد أمن الجبل».
وكان جنبلاط قد أعلن عن تأليف لجنة تواصل بين التيار والاشتراكي يرأسها إبراهيم وتضمّ عن الطرفين رومل صابر وناصر الدين وعدداً من كوادر الحزبين في منطقة الشوف – عاليه.
وأمس زار رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم عرض للأوضاع الراهنة والوضع الحكومي. واكتفى جنبلاط بعد اللقاء بالقول «لا جديد حكومياً، وإذا استجدّ شيء نعلمكم».
المستقبل يشارك في الجلسات التشريعية
وعشية انعقاد الجلسة التشريعية يومي الاثنين والثلثاء المقبلين، حسم تيار المستقبل موقفه إزاء مشاركته في هذه الجلسات، فأوضح في بيان أن «الكلام المنسوب إليه عن أن التشريع في غياب الحكومة بداية انقلاب على اتّفاق الطائف لم يصدر عنه، وبأن كتلة نواب المستقبل ستشارك في جلسات تشريع الضرورة المقررة يومي الاثنين والثلثاء المقبلين عملاً بما تقتضيه المصلحة العامة».
ولفتت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» أن مختلف الكتل النيابية ستشارك في الجلسات التشريعية ولم يبلغنا أحد الأطراف مقاطعته لها، موضحة أن «المجلس النيابي لا يُصادر ولا يُغيّب دور الحكومة بل يتكامل معها ويمهّد لها الطريق لتنطلق في عملها فور تشكيلها». وأشارت الى أن «جدول أعمال الجلسة بات جاهزاً ويتضمن بنوداً تقع في إطار تشريع الضرورة وتلبية لحاجات الدولة والمواطنين لا سيما مواكبة متطلبات مؤتمر سيدر، فالجدول يتضمن مشاريع تتعلق بالإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة واقتراحَي حماية كاشفي الفساد ومكافحة الفساد في عقود النفط والغاز ومطالب الأساتذة والأسلاك العسكرية الى جانب معضلة الإسكان».
لجنة العودة
على صعيد آخر، وجهت وزارة الخارجية والمغتربين كتاباً الى سفارة روسيا في لبنان حمل الرقم 4093/5 وتضمن أسماء أعضاء اللجنة اللبنانية الذين سيشاركون في عمل اللجنة اللبنانية – الروسية المشتركة لمتابعة إجراءات عودة النازحين السوريين. والأعضاء هم: جورج شعبان عن رئاسة الحكومة، أمل أبو زيد عن وزارة الخارجية والمغتربين، اللواء عباس إبراهيم عن الأمن العام اللبناني والعميد سهيل خوري عن الجيش اللبناني.
على صعيد المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، لم يُقدّم فريق الإدعاء أدلة وقرائن جديدة يُعتد بها لإدانة المتهمين بالاغتيال كما لم يُحقق إعادة احياء هذه المحكمة أهداف بعض من في الداخل والخارج الذين أرادوا لهذه المحكمة أن تُعيد مشهد التوتر المذهبي الى الساحة الداخلية ومزيد من الضغط والحصار على حزب الله، لكن النتيجة جاءت معكوسة وانقلب السحر على الساحر، فقد عرّى فريق الدفاع ما تبقى من ثقة وعدالة لهذه المحكمة ودحض كل أدلة فريق الادعاء التقنية والسياسية، كما أن موقف الرئيس سعد الحريري التهدوي والعقلاني أيضاً خيّب آمال المراهنين على نتائج هذه المحكمة في الداخل.
وأعلنت المحكمة في بيان، انتهاء تقديم المرافعات الختامية بعد 9 أيام من الجلسات”.
الاخبار:
انتهى الأمر وأُنجِز… فشَل الحرب الإسرائيلية على سلاح المقاومة النوعيّ
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “الاخبار” اللبنانية “تبادل التهديدات بين الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ورئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، أدخل عامل اطمئنان إضافياً على معادلة الردع المتبادلة بين الجانبين، مع تأكيد وجود وفاعلية «الصواريخ الدقيقة»، التي ما بعدها، ليس كما قبلها.
كلمة نصر الله، أول من أمس، جاءت مفصلية في مسار مواجهة العدو الإسرائيلي، إن لجهة مضمونها والرسائل التي تضمنتها، ومن بينها تأكيد القدرات العسكرية وتعاظمها النوعي، أو على الندية وإرادة الرد والذهاب بعيداً في حال قررت إسرائيل الاعتداء على لبنان. توقيت الكشف عن هذه القدرات، كان أيضاً لافتاً، وفي مرحلة مصيرية جداً من الصراع مع العدو، قد يعمد فيها خاطئاً إلى محاولة تقليص نتائج الفشل في الحرب السورية والحد من تبعاتها، عبر تكرار رهانات ومغامرات عسكرية، قد يلجأ إليها في سياق اليأس وتراكم السلبيات.
تحمل الكلمة معطيات تكشف فشل العدو الإسرائيلي في منع تعاظم تسلح حزب الله نوعياً، وتحديداً السلاح الدقيق، الذي من شأنه تغيير المعادلات وتثبيت معادلة الردع. الرد الإسرائيلي على الكلمة جاء استثنائياً وبمستواها في الشكل، وإن دونها في المضمون، وعلى لسان رأس الهرم السياسي في إسرائيل: بنيامين نتنياهو. يشير ذلك إلى الانزعاج والقلق الكبيرين من تبعات الكلمة وما تكشّف فيها، ومن تأثيرها السلبي الذي يتجاوز المسؤولين في تل أبيب، إلى الجمهور الإسرائيلي نفسه، ربطاً بما ينتظره في الحرب المقبلة، إن نشبت.
خلف التصريحات والمواقف العلنية الإسرائيلية، يمكن افتراض أسئلة تتعلق بمرحلة ما بعد التسلح النوعي والدقيق، ووصول قدرات حزب الله الدفاعية إلى مرحلة «الإشباع»، بما يشمل القدرة على الرد المؤثر والموجّه، المفضي إلى منع الاعتداء الإسرائيلي مسبقاً.
وعلى رغم كل التأكيدات على الموقف الدفاعي لحزب الله، وعلى وظيفة السلاح بما يشمل الصواريخ الدقيقة، إلا أن القلق الإسرائيلي من الآتي لا يبتعد عن طاولة القرار في تل أبيب: هل يكتفي حزب الله بالموقف الدفاعي، أو يسعى إلى ما هو أبعد منه؟
في تبادل التهديدات، والندية في مستوياتها، وإن كانت زائدة جداً عن حدها إسرائيلياً، يمكن الإشارة إلى الآتي:
عملياً، أعلن السيد نصرالله نتيجة حرب خيضت وتخاض يومياً بين الجانبين، منذ أكثر من 12 عاماً، حول السلاح والتسلح والنوعية والدقة والقدرة التدميرية. «انتهى الأمر وأُنجزت المهمة»، هي نتيجة هذه الحرب، وهي إعلان فشل استراتيجية المنع وما تسميه إسرائيل «المعركة بين الحروب»، وهي «المعركة» التي لم تستثن منها سوى العدوان العسكري الصاخب والمباشر، في الساحة اللبنانية تحديداً، وإن كانت حاولت أيضاً ذلك وأخفقت (اعتداء جنتا مطلع عام 2014).
في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي معبّراً عن القلق والخشية والانزعاج، جراء الكشف عن نتيجة حرب كانت تل أبيب حتى الأمس تركز على نجاحات فيها، مقابل الصمت عن إخفاقاتها، وهي استراتيجية متبعة ومترسخة في المقاربة الإسرائيلية العلنية لتعاظم حزب الله العسكري، عبر تأكيد جدية «الخط الأحمر» الذي بدا في أعقاب الكلمة وبسببها أيضاً، خطاً مشوّشاً في ألوانه. وهذه النتيجة استدعت التدخل بمستويات رفيعة في تل أبيب، للحد من السلبيات. تعرُّض نتنياهو لشخص السيد نصرالله ومحاولة توهين صورته، يأتي ضمن هذا المسعى، وكذلك تهديداته بـ«حرب لا يمكن تصورها ولا تدخل في خيال أحد»، هي محاولة لحرف الجمهور الإسرائيلي عن حقائق ومعطيات قيلت في خطاب السيد، ولم يأت الرد عليها في تعليقات وتعقيبات إسرائيل: التعاظم العسكري والصواريخ الدقيقة.
مع ذلك، في كلمة نتنياهو نفسه، قدر من الطمأنة باستبعاد الحرب، في معرض التهديد بها. إذ إن الوعد بحرب «لا يتخيلها أحد»، سيكون رداً على (ونتيجة لـ) فرضيّة «إنْ واجَهَنا حزب الله». في ذلك، يُبعد نتنياهو خيار الحرب الابتدائية (المتعذر خوضها) من قِبَله، ويحاول إضفاء الموقف الدفاعي على الفعل الإسرائيلي واعتداءاته، كنتيجة لعمل قد يقدم عليه حزب الله. لكن العدو يعلم أن المبادرة الهجومية من قِبَل حزب الله مستبعدة، طالما أن موقف المقاومة هو موقف دفاعي في العلن وفي الفعل، ويتركز على صد اعتداءات إسرائيل، من دون التوجه إلى الموقف الهجومي، إلا في حالات خاصة جداً، وفي خدمة الموقف الدفاعي نفسه.
على رغم ما تقدّم، فإن الكشف عن وجود القدرات الصاروخية الدقيقة، ينقل حزب الله من تموضع دفاعي ثبتت فاعليته حتى الآن في منع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، إلى تموضع دفاعي أكثر إشباعاً وفاعلية، مع قدرة هجومية دقيقة، ستتركز في شكل رئيسي على خدمة الموقف الدفاعي وتعزيزه. وبات على صانع القرار في تل أبيب الاستحضار الدائم للسلاح الدقيق، وفاعليته وتأثيره، منعاً للوقوع في الأسوأ.
وبات من المفهوم أكثر موقف وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، في تأكيده على تغييرين استراتيجيين: «أعداؤنا امتلكوا صواريخ دقيقة؛ وتحول الجبهة الداخلية إلى الجبهة الأساس في الحرب المقبلة، ليخلص إلى القول: كل شيء تغير، في السنوات الثلاث الأخيرة قفزت التهديدات أربع درجات». وهذه السنوات الثلاثة الأخيرة، هي التي قادت فيها إسرائيل حربها وبفاعلية، على تعاظم حزب الله العسكري النوعي. وفي هذا التصريح، إقرار مسبق بخسارة الحرب على القدرة والدقة، قبل أن يكشف نصر الله نفسه هذه النتيجة بأسابيع.
تبادل التهديدات (التي تولاها من طرف إسرائيل نتنياهو نفسه)، يؤكد فاعلية وتأثير تهديدات السيد نصرالله بإعلانه عن قدراته الدقيقة، وعن فشل الحرب الإسرائيلية في صدها. رد نتنياهو يؤكد أيضاً على الندية والتعامل الجدي الإسرائيلي مع الكشف، وإن كان الرد مشبعاً بتهديدات زائدة.
الإعلان عن الانتصار في معركة القدرة العسكرية وتعاظمها، بل وأيضاً دقتها، كما ورد في خطاب «انتهى الأمر» لنصر الله، وكذلك التأكيد على هذا الانتصار من خلال رد الفعل الإسرائيلي الزائد المشير إلى القلق وإلى الإقرار الضمني، لا تعني أن الحرب بين الجانبين قد انتهت. فرق كبير بين الانتصار في معركة القدرة، وبين الانتصار في الصراع بين الجانبين، مهما كانت القدرة وفاعلياتها ودقتها. خسارة إسرائيل هذه المعركة وتداعياتها السيئة على كل مجالات المواجهة، لا تعني أن الحرب باتت منتفية. ترسّخ عامل ردع حزب الله في وجه إسرائيل، بحد ذاته، ومهما كان مستواه، لا يلغي بالمطلق إمكانات المواجهة، على رغم أنه يقلصها إلى حد كبير جداً.
يفترض بإسرائيل في الآتي من الأيام، أن تعمل على ترميم المشهد والنتيجة السيئة من ناحيتها، في أعقاب تبادل التهديدات بين الجانبين، والكشف عن السلاح والصواريخ الدقيقة. ترميم صورة، إن لم تكن باتجاه الأعداء في لبنان والإقليم، فباتجاه الجمهور الإسرائيلي الذي ثبت تعامله الجدي مع كل ما يرد عن الأمين العام لحزب الله، نتيجة صدقيته. في ذلك، يقدر أن تُفرط إسرائيل في «سرديات» المناورات والتدريبات، ومحاكاة المواجهة المقبلة مع حزب الله، مع التشديد على النجاحات الافتراضية في محاكاة الحرب وعلى الجاهزية لها. إضافة إلى ذلك، يُقدَّر إطلاق سلسلة تهديدات، بمناسبة وغير مناسبة، قد ترد على لسان المسؤولين الإسرائيليين، وفي تعليقات وتقارير الإعلام العبري”.
اللواء:
مدير الـFBI في بيروت: تعاون أمني ضد الإرهاب وتبييض الأموال
عون إلى نيويورك بلا حكومة .. والهيئات والنقابات تحتج الثلاثاء على التأخير
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “اللواء” اللبنانية “بعد غد الاثنين، يغادر الرئيس ميشال عون إلى نيويورك، ولم تتضح بعد مواعيد لقاءاته مع رؤساء الدول أو الحكومات.
وفي الوقائع اللبنانية، زيارة رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي F.B.I كريستوفر راي لكل من الرؤساء عون ونبيه برّي وسعد الحريري، وهي الأولى له منذ توليه منصبه.
وقالت المعلومات الرسمية ان الرئيس عون شدد ان الجيش هو محور الاستقرار في لبنان، وان لبنان نجح في مواجهة التحديات الأمنية والإرهاب.
وأشارت المعلومات إلى ان المسؤول الأميركي الذي كان على رأس وفد، ضم السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد، قال للمسؤولين اللبنانيين ان أولوية بلاده هي مكافحة الإرهاب..
وقال مصدر واسع الاطلاع، ان البحث تطرق إلى «مواضيع أمنية حساسة».
على ان الأبرز في المشهد ان همّ الحكومة لن يحضر في لقاءات واشنطن أيا كانت، فالرئيس يعرف تماماً صلاحياته، والعرف يعطيه حصة، (وهذا معنى تحصين الموقع الرئاسي)، والمعايير موجودة في نتائج الانتخابات.
ولصقاً بهذا التوجه، يجاهر التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل، انه لن يتنازل عن حقه بالحصة المسيحية الكبرى، ولو كان ذلك على حساب ابعاد «القوات اللبنانية» وحتى «المردة»..
هذا يعني تلقائياً، تجذّر العقدة أو العقد المسيحية، اما العقدة الدرزية، فوفقاً للمعلومات الخاصة باللقاء فإن زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط إلى عين التينة ولقاء الرئيس برّي، لا صلة مباشرة لها بالتأليف، أو «العقدة الدرزية»، بل بمناخ عام من ضمنه الملف الحكومي، وموقف النائب وليد جنبلاط من زيارة وزرائه إلى سوريا، وملابسات هذا الموقف، فضلاً عن الجلسة التشريعية، وتعيينات من حصة الدروز في بعض مؤسسات الدولة..
حراك خجول
وباستثناء الحراك الخجول الذي سجل على خط اتصالات تأليف الحكومة، ولا سيما بين بعبدا ومعراب، وبين عين التينة وكليمنصو، من دون حصول أي اختراق على مستوى المفاوضات الحكومية، بقيت أوساط «بيت الوسط» على تأكيداتها بأن الرئيس المكلف لم يوقف اتصالاته، وهو لا يزال يسعى لتدوير الزوايا، لكنه لا يلقى تجاوباً من الأطراف المعنية، مشيرة إلى ان العقدة ليست عند الحريري بل عند الآخرين، «وفتشوا ما هي حسابات الأطراف المعرقلة للتشكيل».
ومع ذلك، تؤكد مصادر المعلومات ان مساعي تشكيل الحكومة متوقفة عند النقطة الأخيرة التي عرض فيها الرئيس المكلف على «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي و«التيار الوطني الحر» وتيار «المردة» تعديل الصيغة الحكومية التي تقدّم بها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، فجوبه برفض شديد من «القوات» التي ما تزال ترفع سقف المطالبة بحقيبة سيادية أو منصب نائب رئيس الحكومة، وثلاث حقائب وازنة للقبول بحقيبة دولة، بينما استشعر المتصلون برئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط إمكانية القبول بحقيبة دولة مقابل منحه حقيبتين اساسيتين، فيما طالب «المردة» بحقيبة الطاقة إذا تمّ نزع حقيبة الاشغال منه، في حين يرد البعض السبب الأساسي لعرقلة التشكيل إلى مطلب «التيار الوطني الحر» بإحدى عشرة حقيبة، مع حصة رئيس الجمهورية، بينها حقيبتان سياديتان، وحقائب أساسية وخدماتية.
ومنذ اللقاءات الأخيرة للرئيس الحريري مع ممثلي «القوات» والحزب الاشتراكي، لم يشهد «بيت الوسط» أي لقاء مع أي طرف، وتوقفت المفاوضات بانتظار «شيء ما» لم تعرف طبيعته بعد، أو بانتظار تغيير مواقف الأطراف وتليينها بسبب ضغط الظروف الاقتصادية والمعيشية على البلاد والعباد.
الا ان الجديد الذي سجل أمس، ولو كان خجولاً، فإنه يصب في إطار الاتصالات الحكومية، وفي طليعته زيارة وزير الإعلام ملحم رياشي للرئيس عون في قصر بعبدا مساء أمس الأوّل، حيث نقل إليه، وفق المعلومات، شكر رئيس حزب «القوات» سمير جعجع على التوضيح الذي أصدره مكتبه الإعلامي في ما خص ما نقل عنه لاحدى الصحف. وتخلل اللقاء تأكيد الحرص على استمرار التواصل بين بعبدا ومعراب بمعزل عمّا يدور على خط العلاقات المتوترة بين القوات والتيار الحر، وتمسك بالمصالحة المسيحية والتسوية الرئاسية.
كما سجلت زيارة لرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي لرئيس المجلس نبيه برّي في عين التينة، حيث تمّ عرض الأوضاع الراهنة والوضع الحكومي، واكتفى جنبلاط بعد اللقاء بالقول: «لا جديد حكومياً، وإذا استجد شيء نعلمكم».
وفي المعلومات، ان الوضع الحكومي سيأخذ إجازة جديدة، على الرغم من انه سيكون حاضراً بشدة خلف كواليس الجلسة التشريعية التي ستعقد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، تحت عنوان تشريع الضرورة، في ظل الجدل الدستوري حول دستورية الجلسة في ظل حكومة مستقيلة، أو حكومة تصريف الأعمال، والذي لا بدّ ان يكون حافزاً، بشكل أو بآخر، على ضرورة تجاوز عراقيل التأليف بالتي هي أحسن، لكي تنتظم الامور في مسار دستوري سليم، في حال تحمل الجميع مسؤولياتهم.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الحديث الذي أدلى به جنبلاط الأب قبل يومين، يمكن ان يُساعد المساعي المبذولة لحلحلة الوضع الحكومي، لا سيما عندما ألمح إلى إمكان قبول بوزيرين درزيين ووزير مسيحي من حصة الحزب الاشتراكي في الحكومة، لافتة في الوقت نفسه، الى اللجان المشتركة التي تشكّلت بين «التيار الحر» والحزب الاشتراكي برعاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والاجتماع الذي تمّ بين نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية رومل صابر وهشام ناصر الدين من الاشتراكي، معتبرة ذلك عوامل يفترض ان تساهم في تبريد الأجواء بين الطرفين ويمكن أيضاً ان تساعد في حلحلة الأمور إذا ما تمّ استثمار ما جرى بشكل إيجابي.
عون إلى نيويورك
اما على الصعيد الحكومي، فإن المصادر نفسها، اكدت ان الاتصالات مستمرة ومن شأنها ان تستكمل الى ما بعد عودة الرئيس عون من نيويورك. وفي هذا الاطار علم ان الوفد الذي يرافق الرئيس عون الى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة يضم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيسة بعثة لبنان في الامم المتحدة السفيرة امال مدللي وسفير لبنان في واشنطن وعددا من الدبلوماسيين والمستشارين.
واشارت مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء» الى ان الرئيس عون يلقي كلمة لبنان قبل ظهر الاربعاء المقبل بتوقيت نيويورك (بعد الظهر بتوقيت بيروت). وهي ستتناول المواضيع الداخلية في لبنان بصورة عامة والموقف الرسمي من الاوضاع الإقليمية ودور الامم المتحدة والمنظمات الدولية كما ستتطرق الى المقاربة اللبنانية لملف النازحين السوريين وعودتهم الامنة والتدريجية كما للملف الفلسطيني بعد قرار الولايات المتحدة الاميركية بوقف المساعدات عن «الاونروا».
كذلك اشارت المصادر نفسها الى ان الخطاب الرئاسي سيتناول قضايا متصلة بالارهاب وسبل مكافحته ودور لبنان في محيطه فضلا عن التحضيرات التي اعدها لبنان استكمالاً لجعله مركزا لحوار الحضارات في ضوء الآلية التي ستعرض على الأمين العام للامم المتحدة.
وقالت المصادر ان برنامجا اعد للرئيس عون خلال زيارته وهناك لقاءات له مع الامين العام ومسؤولي المنظمات الدولية فضلا عن لقاءات مع رؤساء وفود عربية واجنبية.
وعلم ان الرئيس عون سيلتقي ايضا ابناء الجالية اللبنانية.
جولة رئيس FBI
وكان موضوع مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري والأمني والاستخباراتي، حضر في الجولة الاستطلاعية التي قام بها أمس رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة FBI كريستوفر راي، على الرؤساء الثلاثة، وقادة الأجهزة الأمنية، لمناسبة تعيينه حديثاً في منصبه.
وشدّد راي، خلال زيارته إلى بعبدا، برفقة السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد ووفد مرافق، على «تقديم المزيد من الدعم والتدريب للجيش اللبناني، الذي قال انه اثبت قدرة وكفاءة عاليتين في حفظ الامن في لبنان، ومكافحة الارهاب التي تبقى من اولويات الادارة الاميركية»، شاكراً الرئيس عون على «الجهود التي يبذلها لبنان لتأمين الامن والاستقرار للمواطنين الاميركيين على اراضيه»، لافتا الى ان الارهاب لا يميز بين جنسية او دين او عرق، ما يجعل المواجهة متشعبة وضرورية.
واكد عون ان لبنان نجح في مواجهة التحديات الامنية والارهاب بفضل كفاءة الجيش اللبناني، والدعم الذي قدمته له الدول الصديقة وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية، ولافتا الى اهمية استمرار التعاون في هذا المجال، لاسيما ان للجيش الدور المحوري في ترسيخ الامن والاستقرار.
واشار الرئيس عون الى ان لبنان الذي قضى على المجموعات الارهابية في الجرود البقاعية وحيثما وجدت في الداخل اللبناني، يواصل ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة تمهيدا للقضاء عليها ومنعها من تنفيذ اي اعتداءات ضد الآمنين.
وأوضح بيان صدر عن السفارة الأميركية في بيروت، ان زيارة راي جاءت «لتأكيد التزام حكومة الولايات المتحدة الشراكة اللبنانية الأميركية، وان النقاش تناول القضايا المتعلقة بتطبيق القانون والتعاون الامني بين البلدين».
وقال: «لبنان هو شريك رئيسي في تطبيق القانون، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والحفاظ على التراث الثقافي من خلال منع الاتجار بالآثار. وزيارة السيد راي، تلقي الضوء على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة على علاقتها مع لبنان، والتزامنا المستمر بأمن الولايات المتحدة ولبنان».
وكشف مصدر دبلوماسي ان تطبيق القانون يتعلق بصورة رئيسية بالجرائم ولا سيما جرائم تبييض الأموال.
الجلسة التشريعية
وعلى قاعدة «تشريع الضرورة»، تنعقد الجلسة التشريعية الأولى لمجلس 2018، يومي الاثنين والثلاثاء، وسط استمرار الجدل الدستوري على دستوريتها في ظل حكومة تصريف الأعمال، ولكن من دون ان تكون الدعوة التي وجهها الرئيس برّي موجهة ضد أحد، وتحديداً الرئيس المكلف، الذي وافق على المشاركة في الجلسة تحت عنوان المشاريع الضرورية المرتبطة بشكل خاص بمؤتمر «سيدر»، وبما يعني عدم تكريس أمر واقع، بل حالة استثنائية، وهو ما ترجم ببيان صدر عن تيّار «المستقبل» نفى فيه «اعتبار ما نسب إليه من موقف حول اعتبار التشريع في غياب الحكومة بداية انقلاب على اتفاق الطائف»، مؤكداً أن «كتلة نواب «المستقبل» ستشارك في جلسات تشريع الضرورة عملاً بما تقتضيه المصلحة العامة.
غير ان «لقاء الجمهورية» الذي اجتمع أمس برئاسة الرئيس ميشال سليمان، أسف «لعدم اكتراث غالبية القوى التي ستتشكل منها الحكومة لخطورة ما ينتج عن استمرار الشلل في التأليف من اعراف وتدابير قد تكون ضاغطة وضرورية لكنها حتماً غير دستورية، في إشارة إلى الجلسة التشريعية، وهو كان استمع إلى دراسة دستورية اعدها عضو اللقاء الخبير الدستوري المحامي ميشال قليموس تؤكد لا دستورية التشريع في ظل حكومة تصريف الأعمال.
وفي المقابل، تؤكد جميع الكتل النيابية المشاركة في الجلسة، على اعتبار ان هناك مشاريع واقتراحات قوانين ملحة، ولأن التشريع لا يمكن ان يتعطل، وان كان البعض يرفض عبارة تشريع الضرورة لأن التشريع دائما يكون ضرورة وهو المهمة الأساس لمجلس النواب، وتفضل استبدالها بمقولة اولويات التشريع، خصوصا اذا كانت الملفات مرتبطة بمهل معينة، كما يحصل مع الإتفاقيات والإلتزامات الدولية – ورغم ذلك بقي السؤال الملح وهو كيف سيتم التوقيع على القوانين التي تستلزم توقيع رئيس الحكومة والوزير المختص الى جانب توقيع رئيس الجمهورية في ظل حكومة تصريف الأعمال وماذا لو استمر تأخر التشكيل – من هنا تصدر جدول اعمال الجلسة المواضيع التي انجزت في اللجان المشتركة والتي ترتبط بشكل او بأخر بالإصلاحات التي التزم لبنان القيام بها في مؤتمر «سيدر»، ومنها «الوساطة القضائية، ومكافحة الفساد في عقود النفط والغاز، ونظام الأوف شور للشركات. بالإضافة الى اقتراح معجل مكرر لدعم قروض الإسكان، والذي سيجمع الإقتراحات التي قدمت من اكثر من كتلة في اقتراح موحد، بالإضافة الى القروض مع البنك الدولي قبل ان تسقط مفاعليها.
واضيف إلى جدول الأعمال الذي وزّع أمس ويتضمن 29 بنداً، اقتراح قانون المفقودين قسراً، والذي يتناول حصراً المخطوفين في الحرب الأهلية، إلى جانب اقتراحات قوانين قد لا تكون في أولويات التشريع، مثل استبدال اسم قرية في قضاء جبيل، وتنظيم مهنة تقويم النطق واعفاء السيّارات المتضررة من حرب تموز 2006 واحداث نهر البارد من رسوم الميكانيك.
وبالتزامن، دعت الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة إلى لقاء يعقد الثلاثاء المقبل، لاعلان صرخة احتجاج على تأخير تأليف الحكومة”.
المصدر: الصحف اللبنانية