خليل موسى موسى – دمشق
ينظر السوريون إلى الانتخابات في كافة مجالاتها على أنها “مظهر من مظاهر الديمقراطية”، وأنها “باب الانطلاق نحو مجتمع مسؤول قادر على إدارة شؤونه ليوصلها إلى الحكومة بشكل يستطيعون من خلاله معالجة قضاياهم”.
هذه المواقف جاءت خلال جولة لموقع قناة المنار في العاصمة السورية، ولقاء مواطنين ضمن عدد من مراكز الاقتراع المخصصة لمجالس الإدارة المحلية، والتي فتحت أبوابها منذ صبيحة اليوم الأحد 16 أيلول/سبتمبر الجاري، لتستمر على مدار 12 ساعة قابلة للتمديد في حال لزم ذلك لأي سبب تنص عليه قوانين ومراسيم الانتخابات.
تعددت آراء المواطنين السوريين المقبلين بكثافة جيدة على مراكز الاقتراع حول العملية الانتخابية، حيث يرى البعض منهم اكتمال مظاهر هذه العملية ويصفونها بالنزيهة والشفافة، لتصل بنظرهم إلى درجة معقولة كونها ثقافة مجتمعية كتلك المنتشرة ضمن بقية بلدان العالم، كما يرى آخرون انه رغم اقبال الناس على الانتخابات، إلا أنه لا بد من العمل اكثر من اجل تثبيت هذه الثقافة بشكل تصبح أمراً معتاداً في البلاد، وليس مجرد حاجة مرحلية.
هذا ويرى فريق من الناخبين السوريين، أن الحرب على بلادهم وما حملته عبر ثماني سنوات، كان لها أثراً إيجابياً على تطوير الثقافة الانتخابية لدى المواطنين، إذ أنها رسّخت الوعي اللازم لضرورة انتقاء الأشخاص الأنسب لتمثيلهم ضمن المجالس المحلية، ومكنتهم من فرز المرشحين وتقييمهم حسب ما قدم كلّ على حدة خلال السنوات الماضية لمجتمعه، دون الاعتماد فقط على ما يتقدم به المرشحون من برامج انتخابية، كانت في الماضي مجرد دعاية مؤقتة تنتهي لمجرد فوز المرشح وحصوله على المقعد المقصود، كما أكد المتحدثون لموقع قناة المنار.
وفي ظل العملية الانتخابية الحالية، يشترط المواطنون السوريون على المرشحين فور نجاحهم أن يباشروا بالقيام بكامل واجباتهم تجاه المواطنين، من اجل تحسين مستوياتهم الاجتماعية وتوفير الخدمات اللازمة، وأيضاً العمل على حل جميع مشكلاتهم، وذلك تحت رقابة المواطنين التي قد توصل عضو المجلس المحلي المنتخب إلى المحاسبة القانونية في حال تقصيره او العمل لمصلحته الشخصية دون مصالح المجتمع الذي اختاره.
الناخبون الذين وصلوا إلى المراكز الانتخابية ليضعوا اصواتهم أمانة في جعبة مرشحيهم، هم ممن بلغ 18 عشر عاماً، أي حقق السن القانوني للانتخاب، وهم ينتمون إلى كافة فئات المجتمع، من مدرسين وطلاب جامعيين، إضافة لعمال وموظفين ومستقلين يعملون في مهن حرة مختلفة، مع حضور قوي للمرأة السورية التي أخذت دورها في هذه الانتخابات كناخبة أو مرشحة.
كما وكانت وزارة الإدارة المحلية والبيئة قد قامت بحملات توعية للمواطنين بمعايير علمية متطورة، لحثهم على ممارسة حقهم في اختيار ممثلين لهم ضمن مناطقهم وأحيائهم، وبلداتهم.
كبير هو الرهان على أداء المجالس المحلية في دورتها الحالية، وهذا الرهان يأتي في الدرجة الاولى من جيل الشباب اصحاب المتطلبات الأكبر والأهم، والذين هم أصحاب الدور الابرز في بناء المجتمعات.
المصدر: موقع المنار