وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة شهر محرم الحرام ورأس السنة الهجرية لهذا العام. ودعا “للإسراع في تشكيل حكومة الشراكة والوفاق”.
وقال المفتي قبلان في رسالته “مع شهر محرم الحرام، شهر الهجرة النبوية الشريفة، شهر الحسين (عليه السلام)، شهر نصرة الحق ومقارعة الباطل، تتحول القضية بكل محاورها وامتداداتها عنوانا كبيرا للإنسان، بإيمانه وحريته وكرامة عيشه، ودولته بما تمثل من كيان وسلطة وموطن تتوفر فيه كل معاني المواطنة والقيم الرئيسة”.
واضاف المفتي قبلان “هكذا صدر الإمام الحسين ثورته، وبهذا المفهوم جذرها في نفوس المعذبين والمقهورين، فأضحت رمزا لكل المظلومين على هذه البسيطة، حينما قال لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وشعارا لمنطق الدين، وآمال البشرية، بخلفية أن الإنسان هو العنصر الثابت والمقدس في معادلة الكون، وكل ما دونه مسخر من أجله ومرصود لخدمته”.
ولفت المفتي قبلان الى ان “التربية والأخلاق ومشروع السلطة ومبدأ الدولة والوظيفة الاجتماعية والمالية والاقتصادية وكافة العناصر الثابتة والمتجددة، لا بد أن تدور مدار خدمة الإنسان بوجوده وغاياته وطبيعة مصالحه، عن طريق حكومة كرامة الناس والمساواة في ما بينهم”، ولفت الى ان “حكومات الظلم والمصالح والمنافع الشخصية والغايات الطائفية والمذهبية، حولت البلد وناسه إلى فرائس في بازارات أهل البغي، الذين بجبروتهم وجشعهم حولوا العالم إلى ساحة صراع ونفوذ وتسلط وتحكم واستبداد، فعاثوا فيه فسادا وإخلالا بكل الموازين والاعتبارات، تسيرهم شهوة الهيمنة، وتصادر عقولهم ماديات بخسة، إذا ما قيست بكرامة الإنسان وطهره”.
واكد المفتي قبلان ان “ثورة الإمام الحسين كانت من أجل الإصلاح في ناسه وأمته، وحفظ الرسالة بما تدعو إليه من سلام ومودة وتآلف وتعاون على البر والخير، دون الإثم والعدوان، الذي نهى عنه الإسلام نهيا مطلقا”، وتابع “الامام الحسين شدد على التسامح وإصلاح ذات البين، والتكاتف من أجل الخير العام، ونهى عن الفرقة والخصومة”، ورأى ان “هذا ما نحتاجه في هذا البلد المأزوم ونؤكد عليه، ونحن نعيش الشهادة والتضحية والبذل نعيش الحسين بدينه وبتقواه، وتعاطيه مع أنصاره، ودعائه لأعدائه”.
وطالب المفتي قبلا “بإنزال هذا البلد عن خشبة صليب التقاسم والمزادات، وبازارات الحصص، ونكران حق هذا الشعب المعذب وندعو للإسراع في تشكيل حكومة الشراكة والوفاق”، وناشد “فخامة الرئيس(العماد ميشال عون) بصفته أبا لجميع اللبنانيين، وحرصا على المصلحة الوطنية، أن يتنازل عن حقه في حصته الوزارية لأبنائه المشاغبين والمعرقلين لعل في ذلك ما يدفعهم إلى جادة الوطن”، واضاف “عندها نكون معا في عملية قطع الطريق أمام كل من يريد الإيقاع بهذا البلد، وإبقاءه ورقة ابتزاز على طاولة الفوضى واصطناع الأزمات”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام