وجدت دراسة بريطانية جديدة أن النحل أصبح مدمنا لمبيدات الآفات بنفس الطريقة التي يعتادها البشر في إدمان السجائر. وأظهر البحث أنه كلما زاد تعاطيها للمواد الكيميائية المشابهة للنيكوتين بدا أنها تريد المزيد.
وتشير النتائج إلى أن خطر الرحيق الملوث بالمبيدات الضارة المحتملة الداخل إلى مستعمرات النحل أعلى مما كان يعتقد سابقا. والجدير بالذكر أن مبيدات الآفات النيونيوكوتينية المثيرة للجدل مشابهة كيميائيا لمركب نيكوتين الإدمان الموجود في التبغ.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض عام 2013 حظرا جزئيا على ثلاثة من المبيدات النيونيوكوتينية بسبب أدلة على أنها قد تكون ضارة بالنحل. وقد امتد الحظر الآن ليشمل كل المحاصيل التي لا تنمو في الصوبات، على الرغم من المعارضة القوية من بعض المجموعات بما في ذلك الاتحاد الوطني للمزارعين في بريطانيا، ولكن يمكن إبطاله بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وفي سلسلة من الدراسات لعشر مستعمرات من النحل الطنان على مدى عشرة أيام، قدم فريق من الباحثين البريطانيين للنحل خيارا من محلولين سكريين، كان أحدهما ممزوجا بمبيدات النيونيوكوتين. وبمرور الوقت وجدوا أنه يفضل المغذيات التي تحتوي على السكر المنكهة بمبيدات الآفات.
وأشار الباحثون إلى أن النيونيوكوتينات تستهدف المستقبلات العصبية في الحشرات المشابهة للمستقبلات التي يستهدفها النيكوتين في الثدييات، وخلصت نتائج الدراسة إلى أن النحل الطنان يكتسب مذاقا للنيونيوكوتينات تحفز فيه أعراضا معينة من السلوك الإدماني تشبه الخواص الإدمانية للنيكوتين عند البشر.
وحذرت الدراسات من أن نحو ربع أنواع النحل الطنان الأوروبي مهدد بالانقراض، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى تغير المناخ والزراعة الكثيفة. ومن بين أهم خمسة ملقحات للمحاصيل الأوروبية ثلاثة أنواع منها من النحل الطنان.
المصدر: ديلي تلغراف