إنطلق على أرض بارك باتريوت في ضواحي العاصمة الروسية موسكو منتدى “الجيش 2018” العسكري التقني الدولي الذي أصبح تقليداً سنوياً منذ العام 2015 لأكبر معارض السلاح على مستوى العالم.
ويُعرَض في المنتدى أكثر من 750 نموذجاً لأحدث التقنيات العسكرية الروسية والأجنبية وتشارك فيه 84 مؤسسة تصنيع عسكري أجنبية من 18 دولة، لتبقى منتجات شركات التصنيع العسكري الوطنية الروسية تحتل 90 % من مُجمَل مساحات صالات وحقول العرض.
وفضلاً عن أسلحة وتجهيزات و آليات القوات البرية و الجوية وفّر المنتدى منصة لعرض مشاريع لقطع بحرية تُعتَبر ثورة عصرية في هذا المجال وأجنحة خاصة بالمسيّرات دون طيار و أحدث وسائل الرماية من العيارات المختلفة وأنواع المقذوفات المتعددة الأهداف والإستخدامات.
و قد لفت نموذج مشروع حاملة الطائرات (أوريون) المتعددة المهام أنظار الزائرين المتخصصين، و بقيت بندقية كلاشنيكوف الأسطورية سيدة البنادق الآلية دون منازع في العالم لتقدم المؤسسة المصنعة ابتكارات جديدة منها: نماذج البندقية АК 308 و АК 12 و القناصة КСА .
منتدى “الجيش 2018” تبوأ منذ نشأته مرتبة مميزة بين الفعاليات الدولية المتخصصة في عالم التسليح و الوسائل القتالية. وفي إشارة لنجاح السياسة الخارجية والدفاعية الأمنية الروسية تشارك هذا العام لأول مرة دولٌ إقليمية ماضية قُدُماً في تعزيز تعاونها التقني العسكري مع روسيا منها تركيا الراغبة في الحصول على أحدث وسائل الدفاع الجوي أس 400 رغم العقوبات والتهديدات الأميركية.
كما تميزت أجنحة العرض الصينية بغزارة وتنوع منتجاتها المعروضة إضافة لأجنحة الهند و باكستان و كزاخستان وبيلاروسيا وإيران وغيرها.
و ككل عام يتجه المنظمون لابتكار أساليب مستحدثة وتقديم أفضل ما توصلت إليه صناعة التقنيات العسكرية بوسيلة تجذب الإهتمام، و ساهم هذا العام تنظيم أسبوع الأمن القومي تزامناً ضمن فعاليات منتدى الجيش في إغناء نقاش علمي حمل بصمات أمنية و سياسية دلَّ على اهتمام غير مسبوق بالسلاح الروسي الذي أثبت فعاليته في معارك مواجهة الإرهاب وردع العدوان الصاروخي الخارجي، فقد زخرت قاعات الإجتماعات و الطاولات المستديرة و ندوات و حلقات الحوار بالمختصين في المجالات الأمنية والعسكرية، واستقطبت عدداً لا بأس به من ممثلي دول غربية أظهروا حرصهم على الإستفادة من التجربة الروسية العملية و كان مشهداً حوارياً حاداً أحياناً لتناوله قضايا الساعة الأكثر إلحاجاً على المستويين الأمني القومي الروسي والدولي والإقليمي.
وجاء في كلام رئيس الإدارة الرئيسية للبحوث العلمية و تكنولوجيا دعم التقنيات المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الروسية اللواء كورديوكوف رومان يوريفيتش، أن أسبوع الأمن القومي إستقبل 47453 مشاركاً مثلوا مجمعات الصناعات العسكرية إضافة للعلماء والمصممين و كبراء صانعي السلاح في العالم وممثلي المؤسسات العسكرية والأمنية لعشرات دول العالم، ليشهد على الإهتمام المتزايد بالفعالية على المستويين الروسي و الدولي، على مستوى وزراء الدفاع 18 دولة مثل أرمينيا، بنغلاديش، بيلاروسيا، زامبيا، زيمبابوي، جمهورية الكونغو الديموقراطية، ساحل العاج، سيراليون، الفيليبين، أفريقيا الوسطى، وأوسيتيا الجنوبية، وعلى مستوى رؤساء الأركان العامة تمثلت أربع دول أبخازيا، قيرغيزيا، روندا و سوازيلاند، و على مستوى نواب وزراء الدفاع شاركت17 دولة هي أنغولا، أذربيجان ، الجزائر ، البوسنة والهرسك ، الصين ، الهند ، إيران ، كازاخستان ، كمبوديا ، قبرص ، الصين ، لاوس ، منغوليا ، السعودية ، صربيا ، تركمانستان و تركيا.
كما أرسلت 19 دولة خبراءها العسكريين هي النمسا، بوتسوانا ، بروناي ، قطر ، الكويت ، لبنان ، مالي ، باكستان ، تنزانيا ، أوغندا ، أوزبكستان ، سريلانكا ، أوغندا ، أوزبكستان جنوب أفريقيا والسودان. وانضم ملحقو سفارات 44 دولة العسكريون لأعمال المنتدى و مؤتمرات أسبوع الأمن القومي.
و شاهد زائرو ميدان ألابينا العسكري عروضاً لقدرات نيران و مناورات أحدث التقنيات العسكرية الروسية منها ما كُشِفَ عنه النقاب لأول مرة كدبابات T-90M، T 80BVM، BMP-01АМ BASURMANI ZU-23M SPARKA وعربات الباغي الخفيفة إسكادرون، ومنظومات العمل التقني نيريختا، وعربات المصفحة من طراز تيغرأم، و RISS و منظومات “نونا أس”، و الدفاع الجوي المضاد الشهير ذاتي الحركة شسلكا المحدث أم 4، و منظومات مدفعية ذاتية الحركة و قذائفها الموجهة بالليزر من طراز خوستا 2 سي 34، العربات المدرعة بي أم بي -2 و سلسلة من الشاحنات العسكرية متعددة المهام من طراز أورال و كاماز و العديد من التقنيات الأخرى.
برنامج العروضات الجوية شهد مناورات إستعراضية مثيرة لفريق ” ستريجي” الشهير حيث رسمت 6 طائرات ميغ 29 و طائرتا سوخوي 57 التي بدأت بالعمل بمساعدة الذكاء الصناعي أروع مشاهد التحليق الجوي، فضلاً عن تحليق إنفرادي لطائرات الياك 130 و ياك 152 و سوخوي 30 سي أم و مروحية كا 52 المعروفة بالتمساح من فريق فرسان روسيا.
إلى جانب مشتقات منظومات الدفاع الجوي ” سي زاك” شهد مركز باتريوت عرضاً مميزا لأيقونة الدبابات الحديثة التي شكلت ثورة في عالم المدرعات أعني الدبابة ” أرماتا” و العربة المدرعة ” تي -15″ مسلحة بوحدة صاروخية من طراز ” كينجال” الخنجر، و منظومات ” اس في ساو” و مدرعات بي تي أر ” بوميرانغ” بي أم بي ” كورغانيتس” و العربة القتالية للدفاع الدوي ” تور أم 2 دي تي ” و منظومة دفاع جوي مجمعة من طراز ” بانتسير أس 1″ و آليات خاصة لجميع أنواع الظروف المناخية و الجوية.
وللمرة الثانية أحرجت القيادة العسكرية الروسية الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سوريا بعرضها أسلحة و تقنيات مصادرة من المسلحين لاحتوائها على أسلحة و مواد تدل على دول المنشأ.
من حيث حجم العقود الموقعة على هامش المنتدى أعلن المكتب الصحفي التابع لشركة “روس اوبورون اكسبورت” عن توقيع 15 عقداً حتى الآن مرشحة للزيادة بقيمة تزيد عن 20.3 مليار روبل ( حوالي 294 مليو دولار. الحديث يجري حول عن معدات عسكرية برية حديثة، وطائرات بدون طيار، ووسائل حرب إلكترونية، وأسلحة خفيفة، و تقنيات أخرى مختلفة. وتسلمت الشركة طلبيات مؤكدة من دول آسيوية و أفريقية فضلاً عن رابطة الدول المستقلة.
المصدر: موقع المنار