توصل علماء من جامعة ديكين في أستراليا إلى أن المباني السكنية الشاهقة ليست مكانا مناسبا لنمو متوازن للأطفال.
ونشرت نتائج دراسة الخبراء الأستراليين في مجلة “Cities & Health”، حيث وجد علماء الاجتماع أن العيش في المباني الضخمة متعددة الطوابق له جوانب سلبية كبيرة تنعكس على نمو وتربية الأطفال، يسببها ضجيج المدينة وتلاصق الشقق في هذه الأبنية “الكرتونية”، التي تجعل الأهل يبقون الستائر مغلقة ليل نهار.
كما أن السكن في مثل هذه المباني الشاهقة يدفع الأهل لمراقبة سلوك الأطفال الصغار خاصة والتحكم به، ومتابعة نشاطهم الطبيعي لكي يخفضوا ضجيجهم ولا يزعجوا الجيران. ولهذا السبب أيضا، يمنع الأهالي أطفالهم من دعوة أقرانهم إلى بيوتهم للعب معهم.
وسلطت الدراسة أيضا الضوء على عدم رضا قسم كبير من المتطوعين فيها، عن الظروف المعيشية في هذه الأبنية “الكرتونية”، التي تتميز بصغر كل شيء فيها من الحمامات والنوافذ والأبواب، وعدم وجود دراسة لأمان الأولاد الصغار فيها من جهة أخرى. والحياة فيها أشبه بسجن اختياري لكثير من العائلات.
وأضاف الباحثون أسبابا أخرى لمخاطر الحياة في هذه الأبنية “المعاصرة” في المدن المكتظة بالسكان وأثرها على صحة ونمو الأطفال، حيث ترتفع فيها نسبة تلوث الهواء والضوضاء الدائمة، كما تزداد فيها مخاطر حوادث السير وغيرها من الحالات الطارئة الناتجة عن هذه المجمعات السكنية المتلاصقة.
لذلك، يحث العلماء السلطات المختصة في كل بلد على صياغة أسس ومبادئ جديدة للسياسة الحضرية وأماكن السكن في المدن، وتوفير ظروف معيشية مريحة للعائلات التي لديها أطفال.
المصدر: روسيا اليوم