تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 14-08-2018 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها انتهاء موجة التفاؤل الأخيرة بقرب ولادة الحكومة، وظهور نتائج الحركة الحريرية بأنها لا تختلف عن سابقاتها التي سرعان ما تتكسر على جدار مواقف القوى السياسية، وما إن تتقدم عجلة التأليف خطوة الى الأمام حتى تخطو خطوات مقابلة الى الخلف..
الأخبار
تل أبيب ـ واشنطن: تحدي الخيار المجدي
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “أدى صمود سوريا، بعد الاحتلال الاميركي للعراق، وصمود المقاومة بعد خروج الجيش السوري من لبنان، وفشل محاولات نزع سلاحها بأدوات داخلية لبنانية، الى نضوج قرار حرب العام 2006. المنعطف نفسه يتكرر بعد فشل الرهان على الجماعات الارهابية، وفي ظل محدودية فعالية الضربات العسكرية الاسرائيلية في الساحة السورية… لكن البيئة الاقليمية ومعادلات القوة من لبنان الى طهران اختلفت جذريا، وفعالية قوة ردع محور المقاومة باتت أكثر حضورا في واشنطن وتل ابيب. وبالنتيجة، الكيان الإسرائيلي أمام حدين أحلاهما مر: إما التكيف القهري بكل مخاطره المستقبلية، وإما المواجهة بكل عواقبها وتداعياتها الفورية.
لا تقتصر نتائج وتداعيات فشل الرهانات أو الخيارات، التي تنتهجها الأطراف، دولاً كانت أم منظمات… على عدم تحقيق الأهداف المؤملة، بل أيضاً على عدم العودة إلى ما كان عليه الوضع سابقاً. ونتيجة ذلك، عادة ما تنتج حالة جديدة تتسم بمعالم تختلف كلياً عن نقطة الانطلاق.
استناداً إلى هذا المفهوم، يمكن رصد الواقع الجديد الذي تشكّل في الساحة السورية، بعد تهاوي طموحات القوى الإقليمية والدولية التي أدارت الحرب ضد سوريا باعتبارها نقطة ارتكاز محور المقاومة. فإلى جانب عودة سيطرة الدولة السورية على معظم أراضيها حتى الآن، يواجه الكيان الإسرائيلي مشهداً سورياً وإقليمياً مغايراً لم يخطر على بال أي من أجهزة التخطيط والاستشراف والعمليات. بدءاً من تحول موسكو إلى البوابة الإلزامية لأي ترتيب سياسي وأمني في الساحة السورية، إلى التمركز الإيراني وحلفائه دعماً للدولة السورية، على أرض سوريا، في مواجهة أي تهديد إسرائيلي أو تكفيري، مروراً بتطور قدرات حزب الله الكمية والنوعية وكفاءاته القتالية. وهو ما وضع تل أبيب وواشنطن أمام تحدي الخيارات المضادة المجدية.
تحول الجيش الروسي إلى طرف أساسي في البيئة الإقليمية ـــــ السورية، وبات لزاماً على الكيان الإسرائيلي أن يتعامل مع هذا المستجد السياسي العسكري الإستراتيجي كحقيقة ثابتة. هذا المستجد، ينطوي من منظور إسرائيلي على تهديدات وفرص في آن. لكنه في المجمل، يؤشر أيضاً إلى تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة من دون أن يتعارض ذلك مع حقيقة كون الولايات المتحدة، بمعايير محددة، ما زالت الدولة العظمى الأولى في العالم.
ينبع التهديد الكامن في الوجود الروسي على أرض سوريا من المصالح المشتركة الواسعة التي تجمعه مع محور المقاومة، وهو ما ساهم حتى الآن في تبديد الرهانات الإسرائيلية للحد من مفاعيل الانتصار السوري على معادلات الصراع مع إسرائيل. وتنبع الفرص من وجود مساحة من التباينات بين الطرفين (الروسي ومحور المقاومة)، تتصل بالموقف من إسرائيل، خصوصاً أن ثمة قراراً ثنائياً بتعزيز العلاقات الروسية ـــــ الإسرائيلية… وما يفترض أن يترتب على ذلك من أداء سياسي وعملياتي.
بالإجمال، تعتبر روسيا طرفاً أساسياً يؤثر في أداء ونشاط كافة الأطراف، على تفاوت، ويمكن لها أن تؤدي دوراً ضابطاً في أي مواجهة تنشب مع إسرائيل.
ترى تل أبيب أن إيران وحلفاءها المباشرين باتوا أيضاً جزءاً من المشهد السوري، وهو ما لم يخطر على بال أي من المسؤولين والأجهزة الإسرائيلية ذات الصلة.
واستناداً إلى مخاوف وتقديرات للمسارات اللاحقة، أعلنت تل أبيب رسمياً أن هدفها الأول هو إخراج إيران وحلفائها من سوريا، ولهذه الغاية، تخوض حملة دبلوماسية وسياسية مع عواصم القرار الدولي، وتواصل شن ضربات عسكرية محدَّدة ومحدودة ومدروسة توزعت في مختلف الأراضي السورية.
المستجد الذي يؤرق إسرائيل، أنه بدلاً من أن يتم إسقاط سوريا ومن ثم القضاء على حزب الله، أو استنزافه وإضعافه وتقييده بعدما تدخل عسكرياً في مواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية، بات حزب الله باعتراف كبار القادة العسكريين والسياسيين أكثر قوة وخبرة وتطوراً حتى تحول إلى قوة إقليمية تشكل سداً ردعياً بمواجهة الدور الوظيفي الإقليمي لإسرائيل.
إلى ذلك، يشكل التواصل البري بين لبنان وسوريا عبر الحدود العراقية مع إيران، أحد المستجدات التي تتخوف تل أبيب من مفاعيلها بل تراها معبراً لتهديدات استراتيجية لا تستطيع ضبطها. ولذلك تبنت الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي لجهة عدم وصول الجيش السوري وحلفائه إلى الحدود مع العراق، لكنها عادت وانكفأت تفادياً لصدام مباشر مع محور المقاومة الذي كان حازماً في قراره بالتواصل البري مع العراق. مع ذلك، ما زالت هذه القضية على رأس جدول اهتمامات تل أبيب، التي قدمته كطلب رسمي للوفد الروسي الذي زار تل أبيب قبل أكثر من أسبوعين، وضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، بإغلاق المعابر بين العراق وسوريا وبين سوريا ولبنان لمنع تدفق الأسلحة من إيران، كما لو أن الإسرائيلي هو الطرف المنتصر في المعركة التي شهدتها سوريا! وهو ما عكس قدراً من المكابرة وصعوبة التسليم بالوقائع، وفي الوقت نفسه كشفت تل أبيب مطالبها ومخاوفها الاستراتيجية من مستقبل الوضع على الساحة السورية.
كل ذلك تم ويتم إلى جانب تعزيز موقع إيران الاستراتيجي، بفعل الانتصارات التي حققها حلفاؤها في العراق وسوريا ولبنان، وبعد فك الحصار الاقتصادي الدولي، من خلال الاتفاق النووي… وتزامن ذلك، مع تطور نوعي ملحوظ في القدرات الصاروخية الإيرانية التي تزود بها حلفاءها في لبنان وسوريا.. الأمر الذي فاقم من إدراك إسرائيل للأخطار الكبرى التي تنتظرها في المستقبل القريب، أقله تقييد دورها الوظيفي في المنطقة، وصولاً إلى تعزيز العمق الاستراتيجي والحاضنة الإقليمية للمقاومة في فلسطين.
بين حرب 2006، وما بعد انتصار سوريا
عبّر انسحاب الاحتلال الأميركي من العراق عن فشل الولايات المتحدة في تحقيق ما كانت تطمح إليه في الساحتين العراقية والإقليمية، بعدما تحوّل العراق إلى مستنقع استنزف الجيش الأميركي، وزاد الطين بلة فشل إسرائيل في حرب عام 2006، وما ترتب على ذلك من معادلات ردعية إقليمية، وصولاً إلى إنتاج واقع إقليمي فرض على الولايات المتحدة البحث عن خيارات مضادة بديلة لمحاولة احتواء نتائج هذه الانتصارات وتداعياتها، وتفادياً لإنتاج وتكريس واقع إقليمي متحرر من الهيمنة الأميركية وبمضمون معاد لإسرائيل… وهي خطوة تقليدية متوقعة انطلاقاً من كون الولايات المتحدة لن تسلم بهذه الهزيمة أو بترك المنطقة لشعوبها وأعدائها، فضلاً عن الأخطار التي يمكن أن تحدق بالأمن القومي الإسرائيلي.
في هذا السياق، ساهمت مجموعة من العوامل الموضوعية في نجاح الولايات المتحدة واتباعها في نقل المعركة إلى الداخل السوري… أما اليوم، وبعد سبع سنوات من الحرب، فقد فشل الرهان الأميركي ـــــ الإسرائيلي، على إنتاج شرق أوسط تابع عبر البوابة السورية، تكون فيه الكلمة الأولى للولايات المتحدة وأتباعها في المنطقة. عادت مروحة الخيارات البديلة المضادة على طاولة القرار في تل أبيب، ومعها واشنطن، تفادياً لتكريس الواقع الذي أوردنا بعض معالمه الأساسية.
في أعقاب صمود سوريا، بعد الاحتلال الأميركي في العراق، وصمود المقاومة بعد خروج الجيش السوري من لبنان، وفشل محاولات نزع سلاحها تحت ضغط التهويل الدولي وبأدوات داخلية لبنانية، كان لا بد من اللجوء إلى ما كان يفترض أنها الورقة الأقوى لتنفيذ المهمة الأميركية لسحق حزب الله، وتعبيد الطريق أمام المخطط الأميركي… فكانت حرب عام 2006. في المقابل، ما هي الخيارات الأميركية – الإسرائيلية المضادة، في أعقاب فشل الرهان على الجماعات الإرهابية والتكفيرية، وبعد فشل الضربات العسكرية الإسرائيلية في تحقيق الأهداف المؤملة منها، وبعد فشل محاولات التهويل الأميركي، والرهان على دور روسي ضاغط… الذي يعني إسرائيلياً تكريس وتنمية الواقع الإقليمي الذي انتجته الانتصارات في العراق وسوريا؟
تبدأ مروحة الخيارات من التسليم والتكيف القهري مع المشهد السوري بكل العناصر التي يتشكل منها… وصولاً إلى خوض مواجهة عسكرية واسعة. لكن المشكلة أن لكل من السيناريوين تداعياته الاستراتيجية على الأمن القومي الإسرائيلي، الأمر الذي يعمِّق لدى إسرائيل مأزق إنتاج الخيار المجدي، والسبب أن الأول (التسليم والتكيف القهري)، يعني تسارع تعاظم وتعزيز السد الردعي الإقليمي في مواجهة إسرائيل والمعسكر الغربي. والثاني (المواجهة العسكرية) يعني إمكان نشوب حرب تستهدف العمق الاستراتيجي بما لم تشهده منذ تأسيس الكيان عام 1948، وهو ما تبين أن العدو يسعى إلى تجنبه في كل المحطات السابقة. فضلاً عن أنه لا يوجد لدى إسرائيل ما يضمن لها تحقيق الأهداف السياسية من وراء هذه المواجهة.
تؤكد المواقف والشعارات والخيارات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل في سوريا، على أنها تواجه مأزقاً إقليمياً واستراتيجياً سيترك آثاره وتداعياته على واقعها ومستقبلها، فضلاً عن واقع ومستقبل المنطقة. وأن انقلاب الولايات المتحدة على الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض عقوبات عليها بهدف تحريض الشعب الإيراني على نظامه الإسلامي، يشكل أحد أهم مرتكزات الخيار الأميركي – الإسرائيلي المضاد، الذي يهدف إلى نقل المعركة إلى الداخل الإيراني. مع ذلك، هذا الخيار لديه ما يوازيه من خيارات في كل ساحات محور المقاومة، وهي خيارات ستشكل بداية مرحلة جديدة في الصراع، من أهم مزاياها دخول تل أبيب وواشنطن في شكل مباشر كأطراف مباشرين. لكن أطراف محور المقاومة ترى في ذلك الكثير من المزايا، التي تعزز ثقتها بالقدرة على الصمود وتحقيق النصر في أعقاب هزيمة أخطر التهديدات التي شهدتها ساحات العراق وسوريا ولبنان.
نصر الله في مهرجان «بكم ننتصر»
لمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة للانتصار التاريخي في 14 آب 2006، دعا حزب الله إلى المشاركة في المهرجان الذي يقام هذه السنة بعنوان «بكم ننتصر»، وذلك عند الساعة التاسعة من مساء اليوم، في باحة عاشوراء في الجاموس في الضاحية الجنوبية، ويتحدث فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
الجمهورية
التأليف يدور في التعقيد… ومطالبة أرثوذكسية بحقوق منتزعة
وتناولت صحيفة الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “تستمر الآمال في ولادة الحكومة الجديدة في أدنى درجاتها، وما يُشاع من تفاؤل من حين الى آخر تثبت التطورات والأيام أنّه ليس سوى جرعات من المضادات الحيوية التي تُعطى للمريض في انتظار إعطائه العلاج الذي يوقف اعتلال صحته، وهذا العلاج لم يُعثر عليه بعد حتى الآن. ويرى المراقبون أنّ الحديث عن إعداد مسوّدات لتشكيلات وزارية ليست الغاية منها سوى تقطيع للوقت، في انتظار تلقّي المعنيين “كلمة السر” في “لعبة الكبار” حتى يبنوا على الشيء مقتضاه، ويبدو أنّ أوان هذه الكلمة ما زال بعيداً، وفي هذا السياق لا يغيب عن أذهان البعض كيف أنّ حكومة الرئيس تمّام سلام ولدت بعد نحو 11 شهراً على تكليفه…
تقترب عطلة عيد انتقال السيدة العذراء وعطلة عيد الأضحى المبارك ولا ولادة حكومية بعد في ظل تنامي الحديث عن استعداد الرئيس المكلف سعد الحريري للانطلاق في جولة مشاورات جديدة لتأليف الحكومة، قبل أن يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتسليمه مسودة تشكيلة وزارية جديدة. لكنّ المعطيات الأخيرة تَشي بأنّ مواقف مختلف الأطراف لا تزال على حالها. فالحزب التقدّمي الاشتراكي مصرّ على “ثلاثيته” الوزارية في وقت لفتت المراقبين زيارة رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” الوزير طلال إرسلان لموسكو التي عاد منها أخيراً النائب تيمور جنبلاط. و”القوات اللبنانية”، التي عاد رئيسها سمير جعجع وعقيلته ستريدا من الخارج، أكدت أنّها لن تتنازل أكثر بعدما قبلت بـ4 حقائب وحقيبة سيادية وقبلت بالخلط بين حصّة تكتّل “لبنان القوي” وحصّة رئيس الجمهورية، رامية بذلك الكرة في ملعب رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل. امّا “حزب الله” الذي يتحدث أمينه العام السيد حسن نصرالله مساء اليوم في ذكرى الانتصار في حرب تموز 2006، فيترقّب الجميع مواقفه السياسية عموماً والحكومية خصوصاً.
“القوات”
فقد جددت “القوات” دعوتها الى باسيل لتقديم التنازل، وقالت مصادرها لـ”الجمهورية” إنّ التصور الذي قدّمه باسيل الى الرئيس المكلف “لا يؤدي الى النتائج المرجوة، فقبولنا بحصّة من 4 وزراء، ليس مِنّة من احد وليس تنازلاً من باسيل. فمن حقنا الطبيعي ان يكون لدينا 4 وزراء، وخلاف ذلك هو استئثار وهيمنة سياسية ومحاولة واضحة المعالم لتحجيمنا. فبمجرّد قبولنا بـ4 وزراء نكون قد تنازلنا. وكذلك قبولنا بالخلط بين حصّة تكتّل “لبنان القوي” وبين حصّة رئيس الجمهورية، خصوصاً انّ هناك كتلة واحدة من 29 نائباً ويفترض ان تُحتسب مرة واحدة، هو تنازل منّا وبالتالي مَن تنازل هو “القوات”. وفي كل الحالات، نتمنى ان تتطور الامور في اتجاه البحث في مضمون الحقائب الموجودة من اجل الوصول الى الحل المنشود، ولا شك في أن العقدة تراوح مكانها حتى إشعار آخر في حال لم يقدّم الوزير باسيل التنازلات المطلوبة، سواء على المستوى المسيحي أو على المستوى الدرزي. وبالتالي لا نعتقد انّ لديه مصلحة في إبقاء الامور على ما هي حتى إشعار آخر، لأنه لا يُفترض أن يُعتقد بأنّ “القوات” يمكن ان تقبل بأي صيغة لا تعطيها وزنها الحقيقي. فهي تعتبر نفسها انها تنازلت ولا يمكنها ان تتنازل اكثر ممّا تنازلت اليوم، وبالتالي أقصى ما يمكن أن يحصل عليه هو هذا التنازل. وبالتالي، هو معني بأن يقدّم التنازل المطلوب. هي تنازلت بالقبول بهذا الخلط أولاً، وتنازلت ثانياً بقبولها بـ4 وزراء مع حقيبة سيادية. وهذا آخر عرض يمكن ان تقدّمه. وطبعاً اذا استجدّت أفكار للنقاش، فهي جاهزة دائماً ولم تقفل ابواب النقاش إنما على قاعدة احترام تمثيلها ووزنها وحجمها التمثيلي واحترام ما أفرزته الانتخابات واحترام دورها الوطني”.
فشل محاولة لفك العقدة الدرزية
وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ”الجمهورية” انّ الاتصالات التي شهدتها الساعة الأخيرة كادت أن تشهد حلاً للعقدة الدرزية لو وافق الأمير طلال ارسلان على الصيغة المطروحة.
وفي معلومات توافرت لـ”الجمهورية” انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري اقترح مخرجاً لتسمية الوزير الدرزي الثالث بتسمية النائب انور الخليل أمين سر تكتل “التنمية والتحرير”، بالنظر الى علاقاته المميزة مع مختلف الأطراف، وذلك بناء على التفويض الذي ناله من الحريري وجنبلاط معاً.
لكنّ الخليل الذي شكر لبري مبادرته تمنى مراعاة وضعه الصحي واقترح نجله زياد للمهمة، ولمّا وافق بري رفض ارسلان مؤكداً انه لم يعترض على الإسم فزياد انور الخليل ووالده لهما موقع مقدّر عنده كما بري، لكنه اعترض على المبدأ فأُحبطت المحاولة وآلت الى الفشل. وعليه، قالت المصادر “انّ هذا المخرج الذي أُحيط بسرية تامة قد طوي وعادت المحاولات الجارية لفك العقدة الدرزية الى نقطة الصفر”.
رد سعودي
في هذا الوقت، ردّت المملكة العربية السعودية على الاتهامات الموجهة اليها بعرقلة التأليف، وقال القائم بأعمال سفارتها في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري انّ “واقع التجربة في تشكيل المجلس النيابي كان اكبر إجابة، كان هناك إعلام يراهن على تدخّل، وثبت في الواقع انّ المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على أمن لبنان واستقراره، ودعت في المؤتمرات الدولية وتدعو في كل منابرها الى أهمية التعجيل في تأليف الحكومة”.
وقال البخاري خلال إطلاقه مبادرة إنسانية بعنوان “أُمنية”، في مبنى السفارة، أمس: “لا اعتقد انّ الواقع السياسي يتواءم مع هذا الطرح، فقد كان هناك رهان على تدخل المملكة في ما يخصّ تشكيل المجلس النيابي والقانون الانتخابي، وثبت انه لم يكن لدى المملكة ايّ تدخل في هذا الشأن بل عكسه تماماً”. وأضاف: “هناك من يؤكد انّ المملكة كانت الدولة الوحيدة التي سَعت قولاً وفعلاً الى احترام سيادة لبنان والتأكيد على أمنه واستقراره. وعندما تتقدم المملكة وتدعم لبنان من خلال أكبر 3 مؤتمرات، فهذا يدلّ الى أنّ المملكة تسعى في هذا الاتجاه”.
ولفت إلى “أنّ سفارة السعودية تمنح كل عام القوى السياسية تأشيرات للحج بشكل متوازن”. من جهة ثانية، نفى البخاري ما أشيع عن وجود توتر بين المملكة وتيار “المستقبل”، مشيراً الى أنّ الحريري “نفى ذلك، وهو حصل على كل ما طلبه وأكد تلقّيه 2000 تأشيرة (حج) ثمّ أضيفت 3000 تأشيرة تمّ استلامها كاملة بموجب اتفاقية وورقة عمل، أمّا “القوات اللبنانية” فحصلت على 25 تأشيرة حج فقط”.
الكتائب
وعلى جبهة المعارضة، إنتقد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل طريقة تعاطي المسؤولين مع الملفات، وقال خلال استقباله سفيرة كندا في لبنان ايمانويل لامورو: “انّ الملفات في لبنان تُدار باستخفاف غير مقبول على يد المسؤولين في مقابل تحديات كبيرة تمّ وضع لبنان في مواجهتها، وليس أقلها العبء الذي يشكله النازحون على مختلف المستويات وبشكل خاص على الوضع الاقتصادي الضاغط الذي باتَ يهدد الوضع العام للبلد، لاسيما انّ المؤشرات المتوافرة هي الأسوأ على الإطلاق”.
وعلمت “الجمهورية” انّ الجميّل يُشرف على عمل مجموعة من اللجان الحزبية المتخصصة في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية. وقد أوعز إليها وضع الدراسات التفصيلية والملاحظات الخاصة بكل ملف من الملفات، ولاسيما منها تلك المتعلقة بالخدمات والمواصلات والبنى التحتية وغيرها، في ضوء الاصلاحات المطلوبة من مؤتمر “سيدر”، وفي ضوء السياسات الحكومية المعتمدة ونظرة الكتائب اليها. ويواكب عمل هذه اللجان الحزبية الاوضاع السياسية المتأزمة على مسار تأليف الحكومة، وهو ما تفسّره مصادر الجميّل بأنه ضرورة تأمين الجهوزية الكتائبية للتعاطي مع استمرار الامور على ما هي عليه، او للتعاطي مع حكومة جديدة في حال تشكيلها وفقاً لكل الاحتمالات الممكنة بالنسبة الى تركيبتها والمشاركين فيها أو بالنسبة الى سياساتها ونهجها.
عودة
والى ذلك أمل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، إثر زيارته رئيس الجمهورية، أن ترعى الحكومة الجديدة حقوق الطائفة الارثوذكسية في المواقع الادارية التي انتزعت منها، او تلك التي لا تزال شاغرة. وقال: “نرفع الصلوات دائماً من اجل ان ينهض لبنان من عثراته ولكي يرتاح اللبنانيون، خصوصاً في ظل الازمة الاقتصادية الراهنة”.
دمشق: ضمانات للعودة
وفي ملف النازحين السوريين، عادت أمس دفعة جديدة منهم بلغت 137 نازحاً الى الداخل السوري عبر طريق المصنع الحدودي بإشراف الأمن العام، وكانت غالبيتهم من النازحين الى منطقة العرقوب وشبعا. ودعت دمشق اللاجئين السوريين للعودة إلى وطنهم، متعهدة بضمان حقوقهم المتساوية مع المواطنين الآخرين والحفاظ على كرامتهم.
وقال رئيس الدائرة السياسية للقوات المسلحة السورية اللواء حسن أحمد حسن، رداً على سؤال حول الضمانات التي قد تقدمها بلاده للسوريين العائدين إلى سوريا: “إنّ جميع السوريين لهم حقوق متساوية، أينما كانت أماكن إقامتهم حالياً”. وشدّد على “ضرورة الحفاظ على كرامة جميع السوريين”. ومن جهته أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة السورية حسين مخلوف “أنّ السوريين الذين كانوا يحاربون ضد الجيش السوري ثم انتقلوا إلى جانبه يعدّون اليوم مثالاً على موقف دمشق منهم”، مضيفاً “انهم يعيشون في سوريا بنحو عادي”. وشدد على “أنّ الحكومة السورية توفر حالياً ظروفاً ملائمة لعودة السوريين إلى وطنهم”.
المفوضية تعارض
وعارض مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم في الظروف الحالية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين: “لا يمكننا أن نسمح بعودة اللاجئين في الظروف الخطيرة”. وأضاف: “انّ 5 ملايين لاجئ موجودون حالياً في الدول المجاورة لسوريا، وانّ الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان عودة مثل هذا العدد من الأشخاص في ظل استمرار النزاع”.
اللواء
لقاءات للحريري قبل مسودة الحكومة.. والمرجحة بعد الأضحى
« القوات» متمسكة بـ«السيادة».. و«التيار العوني» يتحفظ على اقتراح برّي
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “على جدول المشاورات لقاءان للرئيس المكلف سعد الحريري: الأوّل مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي عاد إلى بيروت من إجازة خاصة، والثاني مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
والهدف محاولة تدوير الزوايا: بالنسبة للاول، مناقشة اقتراح الوزير جبران باسيل بأن تكون حصة «القوات» ثلاثة وزراء، ولا بأس ان يكون الرابع من حصة الرئيس الحريري أو سواه. وانطلاقاً من المعلومات التي كشفها وزير المال علي حسن خليل في لقاء تلفزيوني (الميادين) من ان هناك مشكل كبير بتشكيل الحكومة، فالعقد المسيحية والدرزية والمعارضة السنية لم تحل، و«القوات» ما زالت تريد حقيبة سيادية أو منصب نيابة رئيس مجلس الوزراء. اما اللقاء مع الثاني (جنبلاط) فإنه قد يتطرق إلى اقتراح يجري تداوله، ويقضي ان يسمي وزيرين درزيين، على ان يكون الثالث نجل النائب أنور الخليل.
وتتحدث المصادر ان هذا الاقتراح الذي نسب إلى الرئيس نبيه برّي، من شأنه ان يفتح الطريق لحل العقدة الدرزية. إذا ما قبل به جنبلاط، لكن المعلومات اشارت إلى تحفظ التيار الوطني الحر على اقتراح برّي لمعالجة العقدة الدرزية، وعلى ما أشار إليه الوزير علي حسن خليل من ان لا شيء يحرز لمنع إعطاء «القوات» نائب رئيس مجلس الوزراء وتعطيل الحكومة.
وعليه، استبعد مصدر واسع الاطلاع ان يتوجه الرئيس الحريري إلى بعبدا قبل ان يحضّر مسودة حكومة في ضوء لقاءاته، متوقعاً ان يحدث ذلك بعد عيد الأضحى..
فيما اكدت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لصحيفة اللواء ان ما من جديد في ملف الحكومة. رأت مصادر اخرى ان العقدة الدرزية تكاد تصبح العقدة الوحيدة مشيرة الى نوع من حلحلة على ضفة القوات لجهة عدم ممانعتها الحصول على حقيبتين أساسيتين على غرار الصحة او الاشغال مقايل تخليها عن الحقيبة السياديةِ واكدت ان لا شيء نهائيا بعد معلنة انه لم يتم الوصول الى مرحلة الحديث عن الحقائب.
وكانت المصادر قد اشارت الى ان التواصل بين الرئيسين عون والحريري لم ينقطع وانهما تواصلا مؤخرا بعد لقاء الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل. ولفتت الى ان معالجة العقدة الدرزية لم تتبلور وليس معروفا ما اذا كان يتم ارضاؤه بوزارة دسمة. وتحدثت المصادر عن تدخل رئيس الجمهوريه لمساعدة رئيس الحكومة عندما اجتمع مع الدكتور سمير جعجع والنائب وليد جنبلاط منذ فترة.
الى ذلك اعلن نائب تكتل الجمهورية القوية العميد وهبي قاطيشا في تصريح لصحيفة اللواء ان القوات لا تزال عند طروحاتها وهي تريد السيادية وسأل لماذا يجب ان نكون ممنوعين عنها. ونفى ان تكون القوات قد سربت شيئا في ما خص المفاوضات الجارية حول تشكيل الحكومة مؤكدا ان كل ما يحكى عن تنازل قواتي هو تكهنات.
وقال: التسهيلات نقدمها ففط الى الرئيس الحريري والعقدة ليست لدى القوات والحريري يجتمع مع من لديه العقدة. ولفت في رد على سؤال الى ان ما يسرب عن التيار الوطني الحر لجهة قبول القوات بوزارتين اساسيتين انما هدفه الاستدراج لغاية في نفس يعقوب ونحن لا نتحدث مع التيار في الحقائب بل مع الحريري ولدينا ثقة به وبرئيس الجمهورية. وعن لقاء الحريري – جعجع اشار قاطيشا الى انه وارد دائما ولا عوائق حوله متحدثا عن ايجابية تبديها القوات.
وأكدت أوساط الرئيس نبيه برّي انه بدأ يكّون فكرة عن العقدة الموجودة امام تأليف الحكومة، وأنه يتلمس بعض الإيجابيات. وإذ لفتت هذه الأوساط إلى ان وضع التأليف ما زال على حاله، فإنها أكدت بأن الجميع يُسلم بأن التأخير في تشكيل الحكومة ليس في مصلحة البلد. وجددت القول بأن «الكلام عن تأليف حكومة أكثرية بات من الماضي».
وبرغم ضخ الاجواء الايجابية والكلام عن «أجواء جدية في الاتصالات»، فإن مصادر سياسية متابعة للوضع الحكومي ترى ان لا تقدم في المدى القريب وربما في المدى المتوسط يوحي بقرب تشكيل الحكومة، وابدت خشيتها من ان يطول امر التشكيل الى ما بعد شهر ايلول المقبل اذا استمرت العقدعلى حالها، إلا في حال حصل تطور دراماتيكي كبير لا يبدو متاحا للعيان، علماً ان الرئيس عون سيشارك مع وزير الخارجية جبران باسيل اعتبارا من النصف الثاني من ايلول في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
وفي تطور سياسي آخر، وصل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزيرطلال ارسلان الى موسكو في زيارة رسمية، يلتقي خلالها مساعد وزير الخارجية الروسية الكسندر بوغدانوف وبعض المسؤولين الروس.
وقالت مصادر الحزب الديموقراطي لـ«اللواء»: ان زيارة موسكو هي من ضمن الزيارات الدورية التي دأب عليها المير طلال منذ اربع سنوات، وتستمر بين خمسة ايام واسبوع، وستكون له خلالها لقاءات رسمية تتعلق بالوضع في السويداء، والاتصالات الجارية لتأليف الحكومة، ومسألة عقدة تمثيله في الحكومة العتيدة في ظل «الفيتو» الجنبلاطي عليه.
الحريري على تفاؤله
واليوم، يضع الرئيس المكلف كتلة المستقبل، التي ستعقد اليوم اجتماعاً لبحث تطورات مسألة تأليف الحكومة على ان يعلن الرئيس الحريري بنفسه ما يتعلق برؤيته او ما يتوافر لديه من معطيات. وقالت مصادر في الكتلة لـ«اللواء» انه من الضروري الاستمرار بالتفاؤل، ما دام الرئيس الحريري متفائلاً، ويبذل جهوداً مضنية لحلحلة العقد، ومعالجة العراقيل التي تعترض عملية التأليف..
وحول ما يمكن ان يطلقه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في كلمته المرتقبة اليوم بالنسبة الى الموضوع الحكومي، لم تستبعد المصادر ان يطلق مواقف هادئة في هذا الملف، وان يطالب بالاسراع في تشكيل الحكومة كجميع القادة ، كذلك تشير الى انه ربما سيتحدث عن معيار نتائج الانتخابات لان الامر يناسبه، رغم ان تشكيل الحكومة لم يكن يوما على اساس الانتخابات او اي معيار اخر، وتعتبر المصادر الى انه اذا اردنا التحدث عن معيار يعني نتحدث عن حد من صلاحيات رئيس الحكومة، وتقول هذه المصادر «عندما انتصرنا كقوى 14 اذار في انتخابات 2009 شكلنا حكومة وحدة وطنية» وتلفت الى ان موضوع المعيار والمهلة التي يتم الحديث عنهما يحدان من صلاحية رئيس الحكومة، وهذا الامر لن نرضاه ابدا دستوريا، وتعتبر ان الرئيس الحريري يستطيع تشكيل حكومته بشكل هادئ ضمن المنطق.
وقبل إطلالة السيّد نصر الله، تمنى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد التوفيق للرئيس المكلف في جولة اتصالاته المقبلة لاعتماد ما يمكن اعتماده من معايير لرئيسها لتشكيل الحكومة، «عسانا ان نبصر حكومة في وقت قريب بعد ان تأخرنا وضيعنا فرصاً ووقتاً ثميناً».
دفعة من 200 نازح عادوا
على صعيد عودة النازحين، غادرت دفعة جديدة من اللاجئين السوريين الاثنين من لبنان الى سوريا، في اطار عملية يتولى الأمن العام اللبناني تنظيمها بالتنسيق مع دمشق، وتجمع عشرات اللاجئين وبينهم نساء وأطفال صباحاً في بلدة شبعا في جنوب لبنان، بعدما أحضروا أغراضهم ومقتنياتهم من ثياب وفرش وأوان منزلية ووضعوها على متن شاحنات صغيرة رافقت الحافلات التي نقلتهم الى منطقة البقاع شرقاً باتجاه الحدود السورية.
وفي بيان، أورد الأمن العام أنه يؤمن «العودة الطوعية لعدد من النازحين السوريين من منطقة شبعا والبقاع الأوسط إلى بلداتهم في سوريا عبر معبر المصنع الحدودي». ووصل عدد من اللاجئين من منطقة البقاع الى نقطة المصنع عبر سياراتهم الخاصة.
البناء
التحمية في جبهات إدلب… ولافروف: قمة روسية فرنسية ألمانية تركية الشهر المقبل
الرياض تخوض آخر معاركها مع دمشق في لبنان بالتمسك بضعف الحصة للحلفاء
نصرالله في خطاب النصر يضع النقاط على حروف المعادلات الخارجية والمحلية
صحيفة البناء كتبت تقول “لا تزال العلاقة السورية السعودية تظلّل المشهد اللبناني، ولا تزال الرياض تعيش أحواء الحرب مع سورية لكن في لبنان، كأننا في أيام حرب تموز 2006، والقوى ذاتها على تموضعها من حرب تموز والحرب على سورية، والحساب الحكومي اللبناني في بيدر العلاقات اللبنانية السورية التي تشكل محور توازنات الحكومة ملزم بالمرور بالمعبر السعودي الذي يتمسك به الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بعد أزمة تركت الكثير من الضوابط على حركته الداخلية، وجعلته أسير القرار السعودي والمفوض السامي السعودي الذي بات يمثله رئيس حزب القوات، كما تقول تأشيرات الحجاج اللبنانيين التي ضجّت بها وسائل التواصل الاجتماعي ولم يسحبها من التداول التوضيح الذي قدّمته السفارة السعودية.
الحكومة اللبنانية رهينة لآخر معارك الرياض مع دمشق وعنوانها ثلث معطل لا يحتاج التلويح به بوجه أي قرار يتصل بالعلاقة بسورية أن يتحرّك رئيس الحكومة، بعد المتراس الذي تم صنعه بعناية للحزب التقدمي الاشتراكي تحت عنوان التمثيل الدرزي لطلب حصة حكومية تفيض عن حجم تمثيله النيابي، بالتوازي مع معادلة تمثيل فائضة عن التمثيل النيابي لكل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية، ليكون المجموع فائضاً بشكل فاقع عن مجموع التمثيل النيابي لهم جميعاً، خصوصاً عندما يقارن بالحصة الحكومية لحلفاء دمشق وحجم تمثيلهم النيابي، وهو عين ما تهتم له الرياض.
ينخرط اللبنانيون وفقاً لقواعد اللعبة التي رسمت في الرياض وينفذها أطراف لبنانيون يصدقون أو يريدون ان يصدقوا أن هناك عقدة درزية وعقدة مسيحية وعقدة سنية. والقضية ببساطة عقدة سعودية، ومحور الحراك السعودي الذي تم بعناية وتوزيع أدوار متقن على الحلفاء يقوم بالسعي لنيل ضعف حصة حلفاء سورية. والسعي لتحييد موقع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، لتكون الحكومة كأنها حكومة المجلس القديم الممدّد له عندما كان تمثيل حلفاء السعودية ضعف تمثيل حلفاء سورية، وهم اليوم متساوون، وطلب الحقائب لا ينفصل عن العدد. فالسعي لحقيبتين سيادتين للرابع عشر من آذار مقابل حقيبة واحدة للثامن من آذار متمم للمناورة السعودية. ومعلوم ان العين على وزارة الدفاع للقوات اللبنانية، ويملك أصحاب هذا الطرح جرأة التحرك نحوه في ظل تحميل الأطراف المقابلة مسؤولية التسهيل بالمزيد من التنازلات، ويجري ذلك بالعكس تماماً مما يجري في سورية، حيث الجيش السوري يبدأ التحمية لمعركته الفاصلة في إدلب، بينما تركيا تنسحب من المواجهة، وهي غارقة في مواجهة تحديات سوق صرف العملات من جهة، وشريكة في معادلة روسية إيرانية من جهة، ومعادلة روسية فرنسية والمانية قيد الإعداد، كما اعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف من جهة أخرى. وهذا التحول الأوروبي تحت عنوان إعادة الإعمار والنازحين والتسوية السياسية يشكل منطلقاً لجملة تغييرات ستنعكس حكماً على الحسابات اللبنانية عندما تكتمل، ما جعل مصادر متابعة تقول، ربما يكون من الأفضل للبنان بسبب بطء التأقلم السعودي مع المستجدات السورية، وبطء التلقي اللبناني لهذه المستجدات، أن يتأخر تشكيل الحكومة إلى نهاية العام. فيكون الرهان على الانهيار الإيراني قد سقط، ويكون التغيير في سورية ومن حولها قد اكتمل، وربما يكون السعودي قد صار جزءاً منها، وانتفت المعادلة التي يراد فرضها على لبنان في تركيبة حكومية ستجلب الكوارث على الاقتصاد اللبناني إذا ولدت، كما يراد لها مشوهة محكومة بالفيتو على الانفتاح على الدولة السورية. وهو الشيء الوحيد الذي يمكن للحكومة الجديدة فعله وقطف ثماره فوراً في ملفي النازحين والترانزيت عبر المعابر الحدودية السورية مع الأردن والعراق، والتحضير لدور ومكانة للبنان في مرحلة إعادة إعمار سورية.
الموقف من الوضع الحكومي سيكون سبباً إضافياً للترقب لما سيقوله الأمين العام لحزب الله بمناسبة مرور اثني عشر عاماً على حرب تموز في خطابه اليوم في عيد النصر، إضافة لما سيقوله عن معادلات المواجهة مع كيان الاحتلال ودروس الحرب المحلية والإقليمية والدولية، بينما حلف المقاومة الذي انتصر في تموز ينتصر في سورية، وحلف العداء للمقاومة يُهزَم في سورية كما هُزم في تموز، والحكومة تولد بين ذكرى النصر وتحقيقه مجدداً، ويُراد لها أن تحمل الهزيمة.
العقدة القواتية إلى المربع الأول: نائب الرئيس أو السيادية…
لم تَستمر موجة التفاؤل الأخيرة بقرب ولادة الحكومة طويلاً، بل أظهرت نتائج الحركة الحريرية المؤخرة بأنها لا تختلف عن سابقاتها التي سرعان ما تتكسر على جدار مواقف القوى السياسية، وما إن تتقدم عجلة التأليف خطوة الى الأمام حتى تخطو خطوات مقابلة الى الخلف، وتزيد العقد تعقيداً والأزمة تأزماً، فلم يُسجل يوم أمس أيّ تقدم على صعيد التأليف، بحسب مصادر «البناء»، مع استبعاد أكثر من مصدر استيلاد الحكومة قبل عيد الأضحى على الأقل.
وبعد الحديث عن حلحلة جُزئية للعقدة القواتية بموافقة حزب القوات اللبنانية على 4 وزراء بدلاً من خمسة و4 حقائب خدمية هي الأشغال والتربية والشؤون الاجتماعية والثقافة مقابل تنازلها عن حقيبة سيادية، عادت المفاوضات الى المربع الأول مع عودة القوات الى التصلب في موقفها، وأعلنت تمسكها بنائب رئيس الحكومة أو حقيبة سيادية مقابل موافقتها على 4 وزراء بدلاً من 5، وهذا ما أكده نائب رئيس القوات النائب وهبي قاطيشا وأكده أيضاً الوزير علي حسن خليل بأن «القوات لا تزال تريد حقيبة سيادية او منصب نيابة رئيس مجلس الوزراء من بين الحقائب الأربع».
في المقابل، يُصر التيار الوطني الحر على رفض التنازل للقوات عما يعتبره حقاً من حقوقه، ولفت عضو تكتل « لبنان القوي » النائب الياس بو صعب إلى أن «مطلبنا بشأن الحكومة واضح وهو أن يضع رئيس الحكومة المكلف معياراً واضحاً للتأليف وهو التشكيل وفقاً لنتائج الانتخابات النيابية وأن يأخذ كل فريق حصته في الوزارة على أساسها». وأكد بوصعب «أننا متمسكون بحصتنا كاملةً وهذا حقنا ولن نعطي أحداً منها»، مشيراً إلى أنه «لا فيتو على « القوات اللبنانية » ولا على غيرها ومَن لديه مطالب فليذهب عند الحريري ويطلبها منه». وشدّد على «أننا لا ننكر تمثيل النائب السابق وليد جنبلاط ومكانته لدى الدروز واللبنانيين غير الدروز، ولكن لا لاحتكار الطائفة».
«الدرزية» العقدة الكأداء
وفي موازاة ذلك، بقيت العقد الدرزية العقدة الكأداء أمام الحكومة إن صحّت نظرية الرئيس المكلف سعد الحريري والقائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري بأن العقد داخلية، وأن المملكة لا تتدخل بعملية التأليف. وتترقّب الأوساط السياسية المعنية بالتأليف اللقاء المتوقع بين الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وسط رهان رئيس المجلس النيابي نبيه بري عليه للتدخل باقتراح «معجل مكرّر» للعقدة الدرزية تردّد أنه توزير نجل عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل. ونفت أوساط اشتراكية مطلعة لـ«البناء» أن يكون الحزب الاشتراكي تلقى عرضاً رسمياً بهذا القبيل، مؤكدة بأن «الحزب لا زال متمسكاً بموقفه بالحصول على 3 وزراء دروز حتى الآن وعدم التنازل عن هذا الحق»، مشيرة الى أن «العلاقة مع الحريري جيدة، والتواصل قائم ولا شيء يمنع اللقاء بين رئيس المستقبل ورئيس الاشتراكي في أي وقت، لكن لا موعد محدد حتى الآن»، مذكرة بأن «الرئيس الحريري مؤيد لمطلبنا وكذلك الرئيس بري».
وترى الأوساط الاشتراكية لـ«البناء» أن «العقدة ليست عند جنبلاط بل عند من افتعلها أي الذين وضعوا معايير منذ التكليف وقبلها ولم يطبّقوها. وهي أن الممثل الأقوى في طائفته. وكما تقاسم التيار الوطني الحر والقوات الوزراء كل بنسبه، فإن تطبيق ذلك على الدروز يقضي بحصول الحزب الاشتراكي على 3 وزراء في حكومة ثلاثينية لكونه الأقوى في طائفته، فلا يمكن لنائب واحد نال 6000 صوت أن يأتي وزيراً، فهل يمكن تطبيق ذلك على المسيحيين؟ فهل يمكن توزير نائب مسيحي مستقل؟
وعن خشية رئيس الجمهورية والتيار الحر من استخدام الميثاقية لشل الحكومة والعهد، أوضحت الأوساط بأن «الميثاقية لا تُقاس بعدد الوزراء، بل بالمعادلة السياسية المكرسة بعد الطائف، أي الشراكة بين المكونات السياسية على أساس التوزيع الطائفي، والممثل الفعلي منذ الطائف حتى الآن للطائفة الدرزية هو النائب جنبلاط». وتفصل الأوساط نفسها بين الاعتبار الدرزي للحكومة ووضع الدروز في سورية، وتقول: «نتحدّث عن مكوّن درزي لبناني في الحكومة أما الوضع في سورية فأكثر تعقيداً ولا نربط الوضعين ببعضهما البعض».
وعن موقع الحزب الاشتراكي السياسي واحتسابه في ضفة 8 آذار، تعتبر الأوساط بأن «الاشتراكي لا يعتبر بأن هناك 14 و8 آذار، بعد خلط التحالفات منذ التسوية الرئاسية الى الانتخابات النيابية ثم تأليف الحكومة، لدينا علاقات مع أكثر القوى السياسية لا سيما حزب الله رغم الخلاف السياسي، مع كل منها في بعض الملفات والقضايا».
حزب الله يرفض حكومة أكثرية
وفي وقت بدأت تضجّ الكواليس السياسية بخيارات إن طالت أزمة التأليف طويلاً، منها حكومة الأمر الواقع أو الأكثرية أو سحب التكليف من الحريري وإجراء استشارات نيابية جديدة، قالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «حزب الله لا يؤيد ولا يعارض إسناد حقيبة سيادية للقوات. وهو غير معني بهذا الأمر والمعني المباشر به الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية». وكشفت أن «حزب الله لا يؤيد خيارات تصعيدية كتشكيل حكومة أكثرية ولا يعتقد بأن الرئيس عون يسير بهذا الخيار»، وأوضحت بأن «الحزب مع حكومة وحدة وطنية وإن تأخّرت لبعض الوقت، لكنها تحقق الاستقرار السياسي الى حد كبير، لكن من دون أن تتحوّل حكومة معطّلة أو مشلولة في وقت نحن بأمسّ الحاجة الى حكومة منتجة وفاعلة لمواجهة الاخطار والتحديات والأزمات الاقتصادية والمعيشية المتعددة». ولفتت الى أن «الإسراع في التأليف ضرورة لكن مراعاة نتائج الانتخابات ضرورة ايضاً»، وأكدت أن «العلاقة طبيعية مع الرئيس المكلف والحزب لا يفضل سحب التكليف منه».
خليل: علاقتنا استراتيجية مع سورية
وبرزت المواقف التي أطلقها وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل في قضايا عدة، وقال: «بدأنا نشعر أن هناك شيئاً غير طبيعي في تشكيل الحكومة، هناك متغيرات كبيرة على مستوى المنطقة. الجيش السوري أصبح على الحدود مع الاردن والعراق وفلسطين المحتلة، ومن غير المسموح ان يكون لبنان غائباً، هناك قرارات كبرى يجب أن تتخذ ولا يعقل ان لا يكون لدينا حكومة». أضاف في حديث تلفزيوني: «حريصون على بقاء قنوات التواصل مفتوحة للمساعدة في تشكيل الحكومة، لكن للأسف لم يحصل خرق استثنائي حتى الآن ما أنجز هو فقط توزيع للحصص على مستوى الأحجام بالعدد هذا الأمر تخطيناه»، وأشار الى ان «هناك مشكل كبير بتشكيل الحكومة والعقد المسيحية والدرزية والمعارضة السنية لم تحل، والقوات لا تزال تريد حقيبة سيادية أو منصب نيابة رئيس مجلس الوزراء من بين الحقائب الأربع إذا كانت المسألة تحل بنيابة رئاسة الحكومة. فالقصة ما بتحرز حتى نوقف تشكيل الحكومة».
وشدّد خليل على أننا «مع أفضل وأمتن العلاقات مع سورية بقيادتها ومؤسساتها الدستورية وجيشها وشعبها هذه مصلحة للبنان قبل سورية، لافتاً إلى أن «سورية تخرج اليوم من حرب عالمية كبرى منتصرة وهي أقوى مما يعتقد البعض وستلعب دوراً محورياً في الشرق الأوسط». وأوضح أن «علاقة الرئيس بري وحركة أمل مع سورية استراتيجية في هذه المرحلة وفي المستقبل ولا مانع من زيارة سورية بما يخدم العلاقات، والحكومة اللبنانية مدعوّة لإعادة تنظيم العلاقة من جديد».
وفي ملف الكهرباء كشف خليل انه «في اول جلسة لمجلس الوزراء سيكون لدينا تصور واضح لإنشاء معامل كهرباء على البر موضع التنفيذ، وذلك وفق خطة وعناوين وزير الطاقة». ولفت الى ان «سورية عرضت على لبنان استجرار الطاقة بأسعار مقبولة وكان هناك وفد سوري برئاسة وزير الطاقة السوري في لبنان من أسبوعين وقدم لنا عرضاً سعره اقل من البواخر أو حتى المعامل، وإمكانية ان تصل التغذية الى ٣٥٠ ميغاواط أنا كوزير مال أرسلت الموافقة الى مؤسسة كهرباء لبنان لوضعها موضع التنفيذ».
نصرالله اليوم: لبنان اليمن وسورية وفلسطين
وسط هذه الأجواء الداخلية والخارجية المعقدة، تترقب الساحة السياسية مضمون خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في الذكرى الثانية عشرة لانتصار حرب تموز 2006، في احتفال تحت عنوان «بكم ننتصر» مساء اليوم في منطقة الجاموس الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويركّز السيد نصرالله، بحسب ما علمت «البناء» على ذكرى انتصار تموز وتحليل نتائجه الاستراتيجية وموازين القوى التي فرضتها المقاومة مع العدو الإسرائيلي وقدرة المقاومة على ردع العدوان والمعاني التي يجب استخلاصها من الحرب لا سيما تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة. كما يتناول ملف اليمن في ضوء العدوان السعودي الأخير، ويعرّج على بعض النقاط في الشأن المحلي لا سيما الملف الحكومي وسيجدّد الدعوة إلى تسريع تأليف حكومة وحدة وطنية موسّعة تجمع المكوّنات على ضوء نتائج الانتخابات من دون الدخول في تفاصيل الحصص والحقائب»، كما يتحدّث في الملف السوري لا سيما أحداث الجنوب ونتائج سيطرة الجيش السوري الاستراتيجية وتأثيرها على مسار معركة إدلب المنتظرة، ونفت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن يعلن السيد نصرالله عن انسحاب قوات الحزب من سورية، مشيرة الى أن «مهمة الحزب لم تنته بعد ولن تنته، طالما هناك إرهاب في سورية. وبالتالي ستبقى قوات الحزب تقاتل الى جانب الجيش السوري، بحسب طلب القيادة السورية».
المصدر: صحف