توقفَ الزمنُ ذاتَ خميسٍ في مدينةِ ضحيان في محافظةِ صعدة اليمنية ، ما يسمى بالتحالفِ الدولي يرصدُ ما يعتبرُه هدفاً دسماً ، صدرت الاوامرُ للطائراتِ بالقصفِ بعدَ أن حددت الاقمارُ الصِناعيةُ الاميركيةُ الاحداثيات، وما لم يكن بحسبانِ العدوانِ ربما أن الهدفَ وثقتهُ أيضاً كاميرا أحدِ ألاطفالِ الذي ضُبطوا وهم يُرددونَ شعارَ التوحيدِ بالله، يتلون في روضةِ الشهداء أنْ “بسمِ الله الرحمن الرحيم، قُل هو الله احد ، اللهُ الصمد” يُسلِّمونَ على الرسولِ المصطفى ، يُحيُّونَ ارواحَ مَن قضَوا ليعودَ اليُمنُ الى اليَمنِ السعيد.
حَمَلَ الفتيةُ كلَّ ذخيرتِهم الى دارِ البقاءِ بعدَ أن جالوا على مساكنِ مَن سبقوهُم، ركبوا الباصات ، ليلتحقوا بقافلةِ الشهداء ، ويرحلوا حافرينَ بصمةَ عارٍ على جبينِ البشريةِ ومجتمعٍ دوليٍ يرضى بأن يكونَ الجلادُ هو الحكَم. فأميركا تدعو السعوديةَ الى التحقيقِ في جريمتِها التي راحَ ضحيتَها اكثرُ من مئةٍ وثلاثينَ طفلاً بينَ شهيدٍ وجريحٍ بحسبِ احصائياتِ الصليبِ الاحمرِ الدولي ، والاممُ المتحدةُ تكتفي بالدعوةِ الى تحقيقٍ شفاف ، وهل من اخبارٍ أوثقَ من شريطٍ مصورٍ يُظهرُ أطفالاً حوَّلتهم قذائفُ الحقدِ الى أشلاء؟ فهل ستضيعُ الدماءُ بينَ تسويفِ اللجانِ الدوليةِ ونفاقِ منظماتٍ امميةٍ على شاكلةِ ما جرى في فلسطينَ المحتلةِ ولبنان؟
في لبنان ، العُقدُ الحكوميةُ على حالها برغمِ ما اُشيعَ من أجواءٍ تفاؤلية ، ومتابعونَ يصفون ما يجري بتحركاتٍ استعراضيةٍ ومناوراتٍ سياسيةٍ تقومُ على انهاكِ الافرقاءِ المعنيةِ لتستسلمَ للأمر، أو بالاحرى لأمرِ الخارج. وبينَ تقديمِ مصلحةِ لبنانَ واستسلامِ البعضِ فيهِ لارادةِ الخارج، يؤكدُ الوزيرُ حسين خلف المكلفُ بمتابعةِ عودةِ النازحينَ يؤكدُ للمنار أنَ اللجانَ المعنيةَ السوريةَ بدأت عملَها وتوزعت على المعابر.
المصدر: قناة المنار