مشهدانِ توأمان ، في فلسطينَ .. غزة ، وفي اليمنِ ..ضحيان، في الاول : أمٌّ ، رضيعةٌ ، وجَنين .. شهداءُ في غاراتِ العدوانِ الصهيوني.
في الثاني : عشراتُ الاطفال ، كانوا في طريقِهم لقراءةِ القرانِ على ضرائحِ ابائِهم الشهداء ، استهدفَهم العدوانُ السعوديُ ، فامتزجت دماؤهم باحلامِهم، وحلقت براءتُهم تتلو اياتِ الصبرِ حتى ياتيَ النصر.
لا عباراتٍ تصفُ المشهدَ الداميَ وتلكَ العيونَ شبهَ الغافيةِ المكحلةَ بالدم : قتلٌ اعترفَ المرتكبُ بالتصميمِ والاصرارِ عليه ، مستهزئاً بالانسانيةِ كلِّها بزعمِه انَ اطفالَ سوقِ ضحيان مجندون ، وقتْلَهم جاءَ للردِّ على اطلاقِ الصواريخِ البالستيةِ اليمنية… انه الوهمُ المركَّب، وشتانَ ما بينَ يمنيٍ يعلمُ انَ وجعَه ينتهي انتصارا ، ومعتدٍ لا يخرجُ من وجعٍ الا ويغرقُ في اعمقَ منه ، فيما سقفُ مكابرتِه ينخفضُ يوماً بعدَ يوم.
في فلسطين ، المقاومةُ تُثبِّتُ معادلاتِها وتَحميها : مئاتُ الصواريخِ على المستوطناتِ الحيويةِ حولَ قطاعِ غزة ، اَربكت الاحتلالَ حكومةً وجيشاً واكدت حساباتٍ ضاربة ًبعمقِ الوعيِ الصهيوني مصدرُها جولاتُ حربٍ سابقةٌ لا طاقةَ اليومَ لنتنياهو على تَكرارِ جزءٍ منها في ايِّ ساحةٍ محيطةٍ او بعيدة.
في الساحةِ اللبنانية ، غوصٌ في رحلةِ البحثِ عن الحكومةِ العتيدة ، لا امكانَ للانتظارِ اكثرَ وفقَ المتفقِ عليه في المواقف ، والتاخرُ يهددُ استقراراً لبنانياً مطلوباً لمعالجةِ الترنحِ الاقتصادي ، وهشاشةِ عملِ الاداراتِ جراءَ الفسادِ الناخرِ في اصلِها وفرعِها .. تحركَ المشهدُ السياسيُ الراكدُ قليلا ً بزيارةِ الرئيسِ المكلفِ سعد الحريري الى عينِ التينة ولقائِه الرئيسَ نبيه بري : اللقاءُ شدَّ الانظار ، على املِ ان يشدَّ التوقعاتِ بانفراجاتٍ سريعةٍ او مبادراتٍ تزيلُ انقباضَ مسارِ التاليفِ عندَ عُقدِ التمثيلِ والتوزيرِ المسيحي والدرزي.
المصدر: قناة المنار