ثلاثة ملايين طفل معرّضون للجوع خلال عطلتهم المدرسية، في بريطانيا، التي تُعَدّ من أغنى بلدان العالم، وبالتالي لا ينبغي أن يجوع أيّ من أطفالها في أثناء العطلة الصيفية أو في غير ذلك. وفي حين يُفترض أن تكون الإجازات ممتعة، إلا أنّ الفقر يحوّلها إلى معاناة بالنسبة إلى عدد كبير من الأطفال البريطانيين وأسرهم.
واليوم، لا يتوفّر أيّ نص قانوني لمساعدة الأطفال خلال فترة الإجازات. لكنّه، لحسن الحظ، ثمّة متطوعون ومنظمات مجتمع محلي أقاموا أندية صيفية لهؤلاء في كل أنحاء البلاد، ويعملون على تأمين وجبات غذائية لأكبر عدد ممكن من الأطفال يومياً. من تلك الجمعيات، نذكر الجمعية الخيرية “فيدينغ بريتن” (تغذية بريطانيا) التي تؤدّي عملاً جيداً في السياق.
وترى “فيدينغ بريتن” أنّ مهارات الأطفال في المناطق الفقيرة يتدنى مستواها في التهجئة، ويستغرق الأمر أسابيع لتعويض خسارة التعلّم. كذلك فإنّ 19 في المائة من الأطفال دون 15 عاماً يعيشون مع شخص يعاني من تبعات غياب الأمن الغذائي. ويكلّف فقدان الوجبات المدرسية المجانية الأسرة الواحدة خلال الإجازات، ما بين 30 و40 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع.
تقول منسقة برامج “فيدينغ بريتن”، آني أوليفييه:” إنّ “آخر ما نُشر عن المشاريع التي تقدّم وجبات وأنشطة خلال العطل المدرسية مثل تلك التي قدمتها تغذية بريطانيا في بيركنهيد على مدى الأعوام الثلاث الماضية، قد تركت تأثيراً مفيداً على صحة الأطفال ومستويات نشاطهم البدني ومهاراتهم الاجتماعية وتقدمهم العلمي، وعلى مدى الأسابيع الستة المقبلة، نحو ثمانين مشروعاً عبر شبكة فيدينغ بريتن سوف تجعل الأطفال وعائلاتهم يتذكّرون الصيف. وسوف يُزوَّد الأطفال بوجبات مغذية ويُشجَّعون على المشاركة في الطهي وفي أنشطة أخرى تتعلق بالأغذية. والمناطق التسع في شبكة فيدينغ بريتن التي اختيرت للمشاركة في البرنامج سوف تساعد الإدارة في تحقيق هدفها المتمثل في البحث عن الطرق الأكثر فعالية لمنع الجوع في أثناء العطل”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال الذين يعانون من الجوع يتدنّى مستواهم التعليمي في المدرسة، بالمقارنة مع أقرانهم الذين يتعلمون مع معدة ممتلئة، مثلما بيّنت دراسات تناولت بلداناً أخرى. فالأطفال من الفئات الاجتماعية الدنيا يعانون في فترة الإجازات الصيفية بالمقارنة مع الصغار الأحسن حالاً، الأمر الذي يضعف قدرتهم على التعلّم حين يعودون إلى المدرسة. وتكرار هذه العملية يؤثّر على حياة الطفل، الأمر الذي يقلّص فرص العمل المستقبلية.
المصدر: العربي الجديد