أعلن رئيس الوفد الروسي إلى مؤتمر سوتشي حول سوريا، ألكسندر لافرينتييف، أن مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية تخطو تدريجيا إلى الأمام ودعا لعدم عرقلة عودة اللاجئين السوريين لوطنهم.
وأكد لافرينتييف، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين على هامش اجتماع سوتشي، إلى أنه بمشاركة الوفود من الدول الـ3 الضامنة لعملية أستانا السلمية، أي روسيا وتركيا وإيران، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الذي يرافقه “فريق كبير”، ويحضره ممثلون عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكذلك الوفدان من الحكومة والمعارضة السوريتان.
وأضاف: “لقد بدأنا مشاورات مكثفة بشكل اجتماعات ثنائية، كما ستنعقد مساء اليوم محادثات ثلاثية للدول الضامنة ستتناول مناقشة “قضايا مهمة لتطورات الوضع في سوريا”.
وأشار إلى أن “الاهتمام الأساسي يجري تركيزه حاليا على قضية الإصلاح الدستوري، وقد انعقد هنا يوم 31 يناير مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تم خلال اتخاذ قرار لتشكيل لجنة دستورية لدفع عملية الإصلاح الدستوري نحو الأمام”، وأضاف مشددا: “لقد مرت بعد ذلك 6 أشهر ونقترب من تحقيق تقدم إيجابي باطراد في هذه المسألة”.
وتابع لافرينتييف: “منذ حوالي شهر ونصف الشهر قدمت الحكومة السورية قائمة لمرشحيها إلى عضوية اللجنة، وقبل أسبوعين تم تسليم قائمة مماثلة من قبل المعارضة، ويجري حاليا بحث مسألة مشاركة المجموعة الثالثة والمهمة بما فيه الكفاية والتي تتضمن ممثلين عن المجتمع المدني السوري”.
وأوضح أن بعد مرحلة تشكيل اللجنة سيجري التطرق إلى قواعد وآليات عملها، لكن ذلك يعد “مسألة مستقبل”، وشدد على أن روسيا وتركيا وإيران “تسعى لتقديم كل إسهام ممكن لجهود دي ميستورا الرامية لإطلاق الإصلاح الدستوري”.
وعلى صعيد آخر، أشار لافرينتييف إلى أن عدد اللاجئين السوريين الذين تركوا بلادهم فرارا من الحرب منذ العام 2011 يصل حاليا إلى حوالي 6.7 ملايين شخص، معتبرا أن “الناس السوريين يريدون الآن العودة إلى دورهم” في ظل تقدم عملية إرساء الاستقرار في سوريا.
وأوضح رئيس الوفد الروسي أن الجزء الأكبر من اللاجئين السوريين يتمركز في دول الجوار، مبينا أن الأردن يستضيف حاليا نحو مليون منهم، ويستقبل لبنان أكثر من مليون، فيما يوجد على أراضي تركيا حوالي 3.5 ملايين، بالإضافة إلى الذين هربوا إلى الدول الأوروبية.
وشدد لافرينتييف على أن من “مصلحة هذه الدول، بما في ذلك الأوروبية، مساعدة عملية عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم من خلال خلق ظروف ملائمة لذلك”.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن “هذه العملية يجب أن تكون طوعية”، وعدم عرقلة عودة السوريين إلى وطنهم أو إعاقة هذه العملية بطريقة اصطناعية”.
ولفت إلى أن هذه المسائل كلها تجري مناقشتها حاليا في سوتشي بما في ذلك مع ممثلي الأمم المتحدة وكذلك بين الدول الضامنة لعملية أستانا.
كما أشار إلى أن اهتماما كبيرا يتم أيضا إيلاؤه لمسألة تعزيز الثقة بين المعارضة والحكومة السوريتين، خاصة في إطار جلسات فرق العمل الخاصة بتبادل الأسرى وجثث القتلى والبحث عن المفقودين.
وأضاف أن هذه القضية أيضا مهمة للغاية معربا عن أمله في تحقيق تقدم معين فيها خلال اجتماع سوتشي.
المصدر: وكالات