زداد في سويسرا عدد المصابين بالتهابات رئوية ناجمة عن “البكتيريا الفيلقية” الملوثِة للمياه. وذكر المكتب الاتحادي للصحة أنه تم تسجيل 294 حالة مرضية في النصف الأول من عام 2018، وأن عدد الحالات هذا أكبر بشكل ملحوظ عن عددها في كامل عام 2014. وأبدى مكتب الصحة قلقه من الازدياد المتفاقم لعدد الحالات، بحسب ما نقل موقع “آرغاوَر تسايتونغ” السويسري في 22 يوليو / تموز 2018.
لكن هذه الحالات لا تمثل إلا سنام الجمل، بحسب ما نقل الموقع، فحالات الالتهاب الرئوي الفيلقي التي تم تسجيلها في سويسرا هي الحالات الحرجة المستفحلة فقط، أما الالتهابات الخفيفة فلم يتم التحقق من وجودها أو تقدير عددها.
وينجم الالتهاب الرئوي الفيلقي عن استنشاق رذاذ المياه الملوثة بالبكتيريا الفيلقية، المرتبطة بتلوث أنظمة توزيع المياه في بنايات السكن الخاصة وفي الأماكن العامة كأماكن العمل والفنادق والمستشفيات والمسابح وغيرها. ويصيب بشكل خاص ذوي المناعة الضعيفة، بحسب ما تنقل موسوعات طبية. ومن علاماته الحمى الشديدة وألم الصدر وصعوبة التنفس والسعال، أي أعراض الالتهاب الرئوي والإنفلونزا الشديدة.
وحشدت السلطات الصحية السويسرية مجموعات بحثية تقوم بدراسات طبية وتقنية من أجل فهم أفضل لهذا المرض والعمل على وضع حد له، وخصوصا مع التزايد المتصاعد لهذه الحالات، وهو ما لم تتمكن الجهات الصحية من فهمه حتى الآن. ويفترض مكتب الصحة السويسري أن تزايد الحالات يعود إلى عوامل متعددة، منها ازدياد استخدام مكيفات الهواء بسبب ارتفاع حرارة الطقس.
وقد يعود الأمر أيضا إلى التوفير والتقشف في استهلاك الطاقة، حيث يميل الكثيرين من السويسريين إلى تخفيض درجة حرارة الماء إلى أقل من 60 درجة مئوية في مراجل تسخين مياه الاستحمام. علما بأن 60 هي درجة الحرارة اللازمة لقتل البكتيريا الفيليقية
ويوصي مكتب الصحة الاتحادي السويسري برفع درجة حرارة المياه الساخنة إلى 60 درجة عند مخارج مراجل التسخين وإلى 55 درجة مئوية في نظام المواسير والأنابيب. وعند عدم استخدام المرافق الصحية لفترة طويلة فيجب أن يتم شطف وتنظيف الأنابيب والمواسير فيها، بحسب ما ينقل الموقع الإلكتروني لمكتب الصحة السويسري الاتحادي. يشار إلى أن عدوى الالتهاب الرئوي الفيلقي يسمى أيضا: “داء الفيالقة أو مرض قدامى المحاربين”.
وتقيس السلطات الصحية السويسرية منذ نحو عام بانتظام القيمة العليا لنسبة هذه البكتيريا في مياه المسابح وحمامات الاستحمام العامة، غير الخاصة، وتقوم بمنع الناس من استخدام هذا المرافق إذا تجاوزت نسبة تركيز البكتيريا قيمة معينة. وتشدد السلطات الصحية السويسرية على أن أكثر المعرضين للإصابة بهذه البكتيريا هم مَن يعانون من ضعف جهاز المناعة في أجسادهم، وخصوصا كبار السن. ومن المقرر أن يصدر مكتب الصحة الاتحادي السويسري المزيد من المعلومات والتوصيات حول هذا المرض بحلول نهاية الصيف الحالي 2018
المصدر: dw.com