دعا رئيس بلدية الجية جورج نادر القزي، “الحكومة الى وقف العمل بمعمل الجية الحراري فورا، بسبب السموم اليومية التي يبثها في سماء المنطقة”، وهدد انه “في حال لم تقدم الحكومة او وزارة الطاقة على هذه الخطوة، فإننا سنقوم باقفاله بايدينا للحد من هذا المسلسل المميت، الذي نتعرض له منذ سنوات طويلة”، واعلن رفض المجلس البلدي “للباخرة التركية الجديدة لتوليد الطاقة التي تسبب في زيادة التلوث والسموم في المنطقة”.
كلام القزي جاء خلال مؤتمر صحافي عقده بعد جلسة للمجلس البلدي، بحضور مختاري البلدة وعدد من شباب البلدة الذين تجمعوا خارج مركز البلدية اعتراضا ورفضا للباخرة التركية المخصصة لتوليد الطاقة الكهربائية الراسية في معمل الجية الحراري. وأشار الى “وجود حدث جديد في الجية وهو وصول الباخرة التركية الجديدة التي اثارت بلبلة في اوساط البلدة ولدى الناس وفي البلدية”. وقال: “علمنا منذ ايام صدفة ان هناك باخرة في البحر وسترسو في معمل الجية لتوليد الطاقة الكهربائية، للاسف لم يبلغنا احد بالامر، ولا ندري الى متى ستبقى والفترة الزمنية المخصصة لها، فسارعنا في نفس النهار واجرينا سلسلة من الاتصالات واصدرنا بيانا رفضا قاطعا لهذه الباخرة ووجودها في معمل الجية لزيادة التلوث والسموم الذي نحن نعاني منه من المعمل الحالي. للاسف يبدو انها كانت مخصصة لمناطق اخرى لزيادة التغذية في الكهرباء، وفي اليوم التالي عقدنا لقاء مع نواب المنطقة والتقينا مع وزير الطاقة في بيروت، والمفاجاة الكبرى خلال اللقاء انه بناء لطلب بلدية برجا، وضع في وزارة البيئة دراسة شاملة لمعمل الجية الحراري القديم وللباخرة التركية الموجود منذ سنوات في المعمل، واظهرت الدراسة ان المعمل القديم انه في كل ساعة انتاج من المعمل يبث السموم بشكل كبير في الهواء والاجواء، الى حد ان اتخذ قاضي الامور المستعجلة بوقف المعمل فورا عن العمل بناء لموافقة وقرار وزارة البيئة التي استعانت بخبراء اجانب، وقد تبين لنا ان الدخان الذي ينبعث من معمل الجية هو من اخطر السموم المميتة”.
واضاف: “ما يجري ان مجلس الوزراء كل مدة يسلم احدى الشركات لصيانة المعمل بحيث يزيد من انتاج المعمل ويرفع من نسبة السموم والدخان بشكل كبير، وهذا الامر كان موضع شك ولدينا على لسان المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان الذي اكد انه يجب ان يوقف المعمل عن العمل في العام 1990، للاسف نحن اليوم في العام 2018 والمعمل ما زال يبث سمومه منذ 28 عاماً، فنحن والقرى المجاورة نتحمل سموم هذا المعمل وانبعاثاته الخطيرة، بينما لم يسجل اي تحرك على المستوى الرسمي لوقف هذا المسلسل المميت والكارثي والمرعب بحقنا وبحق سلامة اطفالنا واهلنا. وقد سألنا وزير الطاقة عن السبب لعدم ايقاف المعمل عن العمل، فرد علينا “انا وزير من الوزراء، ومجلس الوزراء هو من يتخذ القرار”، وقد اتخذ قرار في مجلس الوزراء بوقف المعمل عن العمل في صيف 2019 حتى تأمين الطاقة البديلة، فالطاقة البديلة مربكون فيها، تارة يقولون بالبحر، وتارة يقولون بالبر”.
وتابع: “نحن كبلدية عندما علمنا بالامر وبحجم التلوث الذي يحدثه، طالبنا بوقف المعمل عن العمل، وقد وعد الوزير انه سيتم تخفيض انتاج المعمل من 80 ميغاوات الى 40 ميغاوات. ان مطلبنا كبلدية واهالي هو توقف المعمل عن العمل نهائيا لاننا نتسمم يوميا نحن والقرى المحيطة بنا، فلتسمح لنا الدولة، فكيف تقبل ان نبقى نحن والقرى المجاورة الذي بلغ عددنا اكثر من 50 الف نسمة عرضة لهذه السموم التي نتنشقها يوميا، ونرى التراخي والاهمال في التعامل مع هذه القضية الخطيرة، لذلك نحن لن نسكت، وهذا المعمل المميت يجب ان يوقف عن العمل وليؤمنوا بديلا عنه كما يريدون فهذا لا يعنينا، فنحن لن نقبل ان يتغذى لبنان بثلاث ساعات اخرى على حساب صحتنا وسلامتنا نحن والقرى المجاورة، فلينفذوا قرار قاضي الامور المستعجلة وليوقفوا المعمل عن العمل فورا والا سنوقفه نحن بايدينا ولن نقبل بالصيانة”.
ودعا القزي “وزراء ونواب المنطقة على مساعدتنا على وقف المعمل القديم و”بعدين لكل حادث حديث”، والا سنتحرك في القريب العاجل لايقافه لاننا تحملنا الكثير منذ سنوات طويلة ولم يعد بامكاننا التحمل اكثر، فهذه رسالة نريد ايصالها اليوم قبل الغد، فهم يعملون ولا يبلغوننا، لا بالباخرة ولا بالمعمل”، واشار الى “ان البلدية ستقوم بزيارات للمسؤولين في المنطقة لاطلاعهم على حجم الضرر الذي يسببه المعمل من خلال التقارير البيئية التي تؤكد على سموم المعمل”.
واكد “رفض المجلس البلدي مصادر جديدة للتلوث في البلدة وعلى وجه الخصوص الباخرة التركية الجديدة التي ستسهم في انبعاثات وتلوث نحن بغنى عنه”. وختم “يكفينا ما عندنا من تلوث وسموم”.
وبعد اللقاء التقى القزي وفدا من شباب البلدة والمجتمع المدني الذين اكدوا على رفضهم للباخرة واي تأخير في وقف المعمل عن العمل، وزيادة التلوث في البلدة وجوارها.
وكان شبان واطفال من الجية رفعوا على الطريق مقابل مركز البلدية خلال جلسة المجلس البلدي، لافتات مما جاء فيها: “صحة أطفالنا خط احمر، نرفض وجود الباخرة التركية في الجية، وبيكفي استهتار بحياتنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام