التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي في هولندا سيغريد كاغ، وعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا، استهله الوزير باسيل بالقول: “إن لبنان مسرور جدا باستقبالك كصديقة حقيقية لبلدنا، ونقدر عاليا اختيار لبنان الى جانب الاردن والعراق في سلم اولويات سياسة هولندا الخارجية. ونشكر مساعدة هولندا للبنان، التي ستبلغ قيمتها خلال السنوات الاربع المقبلة 200 مليون يورو، على ان يكون المبلغ قابلا للزيادة”.
أضاف: “إن زيارة الوزيرة كاغ تندرج في سياق وضع اللمسات الاخيرة على هذا المسار، الذي سينطلق في تشرين الاول 2018. وعرضت هولندا استضافة اجتماع تقييمي لمؤتمر سيدر في عام 2019. كما سينعقد الاجتماع الثالث لمجموعة التخطيط الاستراتيجي في الربيع المقبل”.
وشكر ل”الحكومة الهولندية مساعداتها المالية، في إطار أزمة النزوح السوري عبر الصليب الاحمر اللبناني، إضافة الى المساعدات الاجتماعية والتربوية، وفي مجالات كثيرة اخرى منها ادارة المياه والزراعة، لا سيما في قطاع الزهور”، وقال: “شددت أمام الوزيرة كاغ على أن الوضع الاقتصادي على وشك الانهيار بسبب عبء وجود النازحين السوريين في لبنان. ونرى أن الحل المستدام الوحيد المقبول هو في عودة هؤلاء عودة آمنة وكريمة، كانت قد بدأت وانطلقت ببطء وبتدرج، وذلك في ضوء الهدوء القائم في معظم المناطق السورية، ونريد تعزيز هذه العودة من خلال سياسة التشجيع، بدلا من سياسة منع العودة. وشددنا مجددا على أن لبنان يحترم دائما مبدأ عدم الاعادة القسرية، لكن النازحين السوريين أنفسهم يطالبون بتسريع عودتهم”.
وأشار إلى أن “لبنان لا يعارض فقط أي سياسة خارجية أو دولية هادفة الى بقاء هؤلاء في لبنان، بل انه عازم على محاربة مثل تلك السياسات والانتصار عليها، بما في ذلك بيان بروكسل الاخير، والاجراءات التي اتخذتها المفوضية العليا للاجئين. واكدت ان العودة التي يدعمها لبنان والسوريون اثبتت فعاليتها بقوة”، وقال: “إن لبنان يرفض كل الاعمال العدائية التي ترتكبها اسرائيل بحق سيادته. ولبنان أيضا يذكر المجتمع الدولي بالدعوى التي رفعها الى المحكمة الجنائية الدولية ضد اسرائيل، لارتكابها جرائم حرب ضد الفلسطينيين. وفي حال تم تجاهل هذه القضية مجددا، فإن ذلك يدل على غياب المحاسبة الدولية، ما يشجع اسرائيل على الامعان في ممارسة ارهاب الدولة”.
وختم الوزير باسيل: “شددت على أن لبنان استعاد استقراره السياسي وأمنه الداخلي ووحدته الوطنية وقدرته على اتخاذ القرارات، وذلك عزز استقلالنا وسيادتنا، وسيمكننا ايضا من تعزيز مؤسساتنا لبناء دولة القانون ومحاربة الفساد وتمهيد الطريق للنهوض بالاقتصاد”.
كاغ
من جهتها، قالت كاغ: “سررت بوجودي في لبنان الذي اعود اليه للمرة الاولى بصفتي وزيرة، وانا مسرورة ان يكون لبنان في اولويات السياسة الهولندية بالنسبة إلى السياسة الخارجية والتجارة، ما يعني ان هولندا تبحث عن وسائل لتعزيز التعاون في مجالات مختلفة”.
أضافت: “لقد بحثت في اجتماعي مع الوزير باسيل موضوعي التجارة الدولية والتعاون الدولي، وتناولنا الاقتراحات الجديدة، ونتطلع الى سبل الاستثمار وتعزيز اقتصاد لبنان والمساعدة في خلق وظائف جديدة للشباب اللبناني في مجالات قائمة، واخرى حديثة، مما يعني صناعة تكنولوجيا المعلومات، ومساعدة المزارعين”.
وتابعت: “نحن مسرورون بما تبلغناه في الاجتماع الثنائي مع الوزير باسيل عن بدء تصدير البطاطا اللبنانية الى هولندا للمرة الاولى، وهذا قطاع مهم جدا سيعزز قدرة عائلات لبنانية عديدة. ويمكن المساهمة في تعزيز اقتصاد لبنان ومحاربة البطالة وخلق وظائف جديدة عبر الشراكة والنفاذ الى الاسواق والاستثمار في مجالات اساسية، منها المجال التقني”.
وأردفت: “إن الاقتصاد الهولندي هو في الخطوط الامامية في قطاع الابتكار والتقنيات، وهناك مجالات عدة يمكن ان ندخل في شراكة مع لبنان فيها، إذ أن هناك افكارا جديدة ومبتكرة لمساعدة لبنان لمواجهة الضغط الكبير الذي يواجهه منذ بدء الازمة السورية، والذي لم يواجهه اي بلد آخر مثلما فعل لبنان والاردن لجهة استضافة هذا العدد الكبير وضيافته الكريمة له لفترة طويلة من الزمن”.
وإذ أكدت كاغ “ان هولندا ستبذل ما في وسعها لمساعدة لبنان في تحدي مواجهة ازماته والتطلع والبحث عن ازدهار مستدام وملموس لأن ذلك يفيد الامن والاستقرار”، قالت: “إن مبلغ 200 مليون يورو هو عبارة عن منحة للبنان، وليس قروضا، إضافة الى تمويل يعتمد على تطبيق مقررات مؤتمر سيدر. كما أن هناك ادوات اضافية لتمويل قطاعات ومؤسسات موجودة، ونتشارك والشعب اللبناني حبنا للاستثمار”. أضافت: “موقفنا يتطابق مع موقف المفوضية العليا للاجئين، وتركيزنا على العودة الكريمة والآمنة للنازحين، كما اشار الى ذلك الوزير باسيل”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام