جددت موسكو وواشنطن ولندن تمسكها بالقضاء التام على الأسلحة النووية، وسعيها إلى العمل سوية لجعل الأجواء الدولية مؤاتية لذلك، حسبما جاء في بيان مشترك لوزراء خارجية الدول الثلاث.
وفي بيانها المعد بمناسبة مرور 50 عاما على تقديم معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية للتوقيع، شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيراه الأمريكي، مايك بومبيو، والبريطاني، بوريس جونسون، على أهمية هذه الوثيقة. كما أشاروا إلى دور المنظمة الدولية للطاقة الذرية في تطبيق هذه المعاهدة، عبر مساهمتها في التعاون بين الدول في مجال الطاقة النووية السلمية.
وجاء في البيان أن “معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية لا تزال توفّر ظروفا أساسية للمضي قدما في طريق نزع الأسلحة النووية. ما زلنا متمسكين بالقضاء التام على الأسلحة النووية وفقا للترتيب المنصوص عليه في المعاهدة، كما أننا متمسكون بالعمل المشترك لجعل الأجواء الدولية مؤاتية لهذه العملية”.
ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وثيقة دولية متعددة الأطراف وضعتها الأمم المتحدة لمنع توسع عدد الدول التي تملك هذه الأسلحة والحد من احتمال نشوب نزاع عسكري باستخدامها. وبعد مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على الوثيقة في 12 يونيو 1968، وبدأ توقيعها في 1 يوليو من العام ذاته في كل من لندن وموسكو وواشنطن، على اعتبار بريطانيا والاتحاد السوفيتي آنذاك والولايات المتحدة دولا وديعة للمعاهدة.
وتعاهدت الدول الأعضاء على عدم نقل التكنولوجيا النووية إلى دول أخرى وعلى أن لا تقوم بتطوير ترسانتها النووية. وعدم استخدام السلاح النووي إلا إذا تعرضت لهجوم نووي من قبل دولة أخرى. واتفقت الدول الموقعة أيضا على تقليل نسبة ترسانتها من الأسلحة النووية، وتكريس قدراتها النووية لأغراض سلمية.
ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 5 مارس 1970، بعد إيداع 40 دولة لصكوك التصديق عليها.
وأصبحت بريطانيا عضوا في المعاهدة في 27 نوفمبر 1968، بينما انضم إليها الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في 5 مارس 1970. وفي 1992 انضمت فرنسا والصين إليها، وحذت حذوهما، في 1993-1994، بيلاروس وكازاخستان وأوكرانيا التي أعلنت، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تخليها عن الأسلحة النووية.
وتشمل المعاهدة في الوقت الحالي 190 دولة، بعد خروج كوريا الشمالية منها في العام 2003.
ولا تزال أربع دول هي إسرائيل والهند وباكستان ودولة جنوب السودان، ترفض توقيع المعاهدة. وعلى الرغم من ورود تقارير عديدة عن قيام إسرائيل بتطوير أسلحة نووية، ترفض تل أبيب تأكيد صحتها أو نفيها. ومع أن إسرائيل دولة عضو بالمنظمة الدولية للطاقة الذرية، إلا أنها تمتنع عن الانضمام إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، كما أنها لا تشارك في اتفاقات دولية حول الرقابة على الصادرات النووية، إضافة إلى مقاطعة تل أبيب للمبادرة إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي.
المصدر: وكالات