قالت الحديدةُ كلمتَها ، صَمدت بفائقٍ من الشرفِ وحبِّ الوطن ، سَحَقَت غزاتَها على ساحلِ المجدِ ، وَحلّت مقاومتُها على راسِ المدارسِ القتاليةِ في الحربِ على اليمن :
رجالٌ مشاةٌ يتسلحونَ بالارادةِ ابتداءً ، وبما لا يقاسُ مع عتادِ المعتدينَ وجحافلِهم ، تأبطوا العزيمةَ والصبر ، وبحنكةٍ وتدبرٍ تام ، استدرجوا قوى العدوانِ على طولِ الساحلِ الغربي ، كَمنوا لهم ، عزَلوهم ، قَطَعوا اوصالَهم وانقضُّوا عليهم : هي الصورةُ المختصرةُ للملحمةِ الكبرى التي ذابَ فيها حديدُ العدوانِ في الحديدة ، وصُهِرَ على سهلِها وجبلِها مشروعُ تفتيتِ اليمن ، ومحاولةُ سلبِ ارادةِ ابنائِه بالتهويلِ تارةً وطوراً بحججٍ واهيةٍ ومساعٍ دوليةٍ وامميةٍ لا يقبلُها منطقٌ لما فيها من غاياتٍ لنجدةِ العدوانِ وكثيرٌ من الابتزازِ السياسي الواضح.
ابواقُ العدوانِ الناطقةُ بلغاتِ التحريضِ المختلفةِ بلعت السنتَها ، تلعثمت كاصحابِها بالحقيقةِ الجارحةِ. والمشاهدُ المتتاليةُ من مطارِ الحديدة الخالي تماماً من قواتِ الغزو حطّمت المشهدَ التضليليَ وختمت على قلوبِ المحرضينَ ونيّاتِهم .
في ضفةٍ اخرى من ضفافِ الصمودِ والمقاومة ، ابناءُ غزةَ يُكبّلونَ الاحتلالَ بطائراتِهم الحارقة : ابداعٌ بجودةٍ عاليةٍ وبوسيلةٍ بَدائيةٍ محملةٍ بالارادةِ الخارقةِ والموادِ الحارقةِ اَفقدت العدوَ السيطرة ، ولا تزالُ تكبدُهُ خسائرَ في عشراتِ الافِ الدونوماتِ من المساحاتِ المزروعةِ والبراري.
في لبنانَ ، السياسةُ في تقلبات ، وبعدَ طولِ سجالٍ ومشاحنة ، عودةٌ للتهدئةِ على خطِّ الوطني الحر – الاشتراكي واتفاقٌ عن بعدٍ على ضرورةِ تخطي مرحلةِ التاليفِ الحكومي برويةٍ وهدوء .
المصدر: قناة المنار