فرض دونالد ترامب الجمعة جدول اعماله على حلفائه الغاضبين في قمة مجموعة السبع في كندا مقترحا اعادة روسيا الى المجموعة بعد استبعادها في 2014 ومتهما في رد مضاد الاتحاد الاوروبي واوتاوا بالحمائية.
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في استقبال الرئيس الاميركي في مستهل القمة في مدينة مالبي في كيبيك وتحديدا في فندق كبير يطل على نهر سان لوران.
وهي اول مواجهة جماعية له مع قادة الدول الست الاخرى منذ فاجأ حلفاءه بفرض رسوم جمركية على الصلب والالمينيوم، لكن هذا لم يمنع ترامب من ان يشارك مبتسما في الصورة الجماعية التقليدية، ورغم تبادل التغريدات الحادة قبل 24 ساعة فقط، التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على حدة لبضع دقائق بعيد وصوله الى مالبي.
وتحدث الاليزيه عن لقاء “ودي” علما بان اجتماعهما الثنائي الرسمي سيعقد قرابة الساعة 21.40 ت غ.
وقبل ان يغادر واشنطن، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض “طردوا روسيا وعليهم اعادة روسيا لانه يجب ان تكون روسيا معنا على طاولة المفاوضات”.
واضاف “أنا أسوأ كوابيس روسيا، لكن رغم قول ذلك فإن روسيا يجب أن تكون في الاجتماع”، وأضاف “لماذا نجتمع بدون وجود روسيا في القمة”.
وأوضح “سأوصي، والأمر يعود اليهم، لكن روسيا يجب أن تكون في الاجتماع، يجب أن تكون جزءا منه”.
وسرعان ما ايد رئيس الوزراء الايطالي الجديد جوزيبي كونتي دعوة ترامب مؤكدا في تغريدة ان “من مصلحة الجميع” ان تعود روسيا الى المجموعة، لكن القادة الاوروبيين المشاركين في القمة وبينهم كونتي عقدوا اجتماعا منفصلا لاظهار موقفهم الموحد وسارعوا الى التفاهم على موقف مشترك الاوروبيون لا يزالون ضد عودة روسيا لكنهم منفتحون على “حوار” مع الرئيس فلاديمير بوتين المدعو اولا الى تغيير سياسته.
وكان الرئيس الاميركي اخر الواصلين الى قمة مجموعة السبع وسيكون الاول الذي سيغادرها متوجها الى سنغافورة حيث تعقد في 12 حزيران/يونيو القمة التاريخية مع كيم جونغ اون، وهي اولوية منذ اسابيع بالنسبة الى ترامب.
في الملف التجاري، يسعى ماكرون والاعضاء الاخرون في مجموعة السبع الى اقناع ترامب بعدم استهداف قطاعات صناعية اخرى برسومه الجمركية.
وقال ماكرون “إنني مقتنع بأن أوروبا ستحافظ على وحدتها وستبقى كذلك لوقت طويل”، متحدثا عن تشكيل جبهة مشتركة.
وتبقى معرفة المدى الذي ستذهب إليه اليابان التي لا تريد أن يتم تهميشها في المفاوضات بين واشنطن وكوريا الشمالية، وكذلك الحكومة الإيطالية الجديدة الشعبوية وألمانيا الأكثر تأثرا بسياسة واشنطن الانتقامية من سائر الأوروبيين، وفي الجانب الايطالي، اعلن كونتي على هامش القمة انه “سيحمل موقفا معتدلا”.
وكان ترامب كتب على تويتر ان “الاتحاد الاوروبي يعاملنا في شكل سيء جدا وكندا ايضا”، مشيرا الى الرسوم الكندية الباهظة على منتجات الحليب ومطالبا الاوروبيين بفتح اسواقهم، وهاجم خصوصا ترودو وماكرون، والمفارقة انهما الوحيدان اللذان سيلتقيهما على حدة خلال القمة.
ورفع الاتحاد الأوروبي شكوى ضد الولايات المتحدة إلى منظمة التجارة العالمية وأعد لائحة بالرسوم الجمركية ضد بعض المنتجات الأميركية مثل الويسكي وزبدة الفول السوداني أو الدراجات النارية، لكن هذه التدابير الانتقامية لم تدخل بعد حيز التنفيذ اذ على الدول الأعضاء أن توافق على القائمة، غير أن ألمانيا قد تفضل الحذر خوفا من أن يقوم ترامب بفرض رسوم على السيارات الأجنبية قريبا، والسبت، سيتم ترقب ما سيحدث بشأن الإعلان الختامي التقليدي للقمة.
وسيشدد الاوروبيون على الدفاع عن اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي مع ايران مع ضرورة تحديد “قواعد مشتركة” للتبادل الحر، ويبدو انهم مستعدون مع كندا واليابان لعزل الولايات المتحدة اذا رفض ترامب التنازل.
اما التظاهرات المناهضة لقمة مجموعة السبع فكانت حتى الان محدودة جدا مقارنة بالقمم السابقة، وعمدت الشرطة الى اعتقال بعضالاشخاص في كيبيك على بعد 140 كلم من مالبي بعد حوادث متفرقة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية