جميعنا نواجه بعض المواقف الصعبة خلال المقابلات الشخصية، وقد تختلف هذه المواقف باختلاف الأشخاص وطريقة تعامل كل منهم مع المواقف المليئة بالتوّتر؛ فقد يجد البعض صعوبة في اختيار الملابس التي عليه ارتدائها للمقابلة، وقد يواجه البعض الآخر صعوبة في الالتزام بموعد المقابلة بشكل دقيق، ولكننا لا نختلف جميعاً على صعوبة الشعور بالحيرة وعدم امتلاك إجابة واضحة ومحددة عند طرح أسئلة المقابلة.
وفي حال اعتقدت أنك الشخص الوحيد الذي تشعر بتوّتر وتُشكّك بعدم قدرتك على الإجابة على أسئلة المقابلة الشخصية، فاعتقادك خاطئ! وبالرغم من أننا نحاول أن نتخطّى الموقف من خلال تخيُّل أنفسنا نجيب على جميع الأسئلة المطروحة بثقة ودون تردد، إلا أن ذلك لا يكون دائماً حقيقة الموقف. وقد تقوم أحياناً بأداء جميع الواجبات المطلوبة منك قبل المقابلة الشخصية من البحث عن الشركة وتحضير إجابات لأسئلة المقابلة الأكثر شيوعاً، إلا أنك قد تجد نفسك في مواجهة بعض الأسئلة المُباغِتة دون إجابات جاهزة. وأول نصيحة نقدمها لك هي ألّا تقلق، حيث سنقدم لك 4 أساليب يمكنك اتباعها في حال طُرحت عليك احدى الأسئلة الصعبة وشعرت بالحيرة.
1. فكّر ملياً في الإجابة: لا تُعطِ إجابات سريعة ولا تنم عن تفكير عميق، ولا تتسرّع في الإجابة أبداً، بل عليك أخذ وقتاً كافياً في التفكير في الإجابة قبل تقديمها، ولكن احرص ألا تنتظر كثيراً قبل تقديمها حتى لا تبدو كشخص لا يمتلك إجابة، مما قد يسمح للشخص الذي يُجري المقابلة معك بالانتقال إلى السؤال التالي. كما عليك تجنب التأتأة حتى لا يبدو التردد واضحاً عليك. والمقصود هنا بالتوقف لمدة لا تزيد عن نصف دقيقة للتفكير في الإجابة قبل تقديمها. ويمكنك تأخير إجابتك من خلال إضافة عبارات مثل “سؤال جيّد! في الحقيقية…” فبذلك ستُظهِر أنك تخصص وقتاً للتفكير في إجابتك، وسيُعطيك وقتاً كافياً للتفكير جيداً بها.
2. اطلب توضيحاً للسؤال: لا يُعد طلب توضيح للسؤال المطروح بالأمر الممنوع أو الخطأ؛ فالمقابلة الشخصية هي حوار وليس تحقيق، وبذلك عليك أن تشعر بالراحة عند رغبتك في الاستفسار عن أمر لم تفهمه أو واجهت لبساً فيه. ولتجنّب الظهور بمظهر المتردد، يمكنك استخدام عبارات مثل “هل بسؤالك تقصد…” وبذلك ستُظهِر مدى رغبتك في تقديم أفضل إجابة ممكِنة للسؤال. وتذّكر أنه عليك الابتسام والتحدُّث بثقة، فأنت لست الشخص الأول الذي يستفسر عن أمر ما، كما أنك لا ترتكب خطأً بذلك.
3. غيّر الموضوع بطريقة ذكيّة: لا نقصد هنا تغيير الموضوع بشكل جذري والبدء بالتحدّث عن موضوع بعيد جداً عن السؤال، لأن ذلك يُعد أمراً سيئاً للغاية. ما نقصده هنا هو تغيير تركيز السؤال من خلال ذِكر موضوع مُشابه له، أو ذِكر موضوع تذكرته من خلال السؤال المطروح. فعلى سبيل المثال، يمكنك ذكر موقف حصل معك في عملك السابق أثناء تعاملك مع أحد العملاء، أو خلال مقابلة شخصية أجريتها سابقاً، وابدأ بسرد قصة قريبة من موضوع السؤال، واذكر كيف أخذت قراراً أو كيف تعاملت مع موقف صعب. والسر هنا هو الحرص على عدم الخروج عن إطار السؤال والتحدّث مطوّلاً عن موضوع بعيد لتتمكن من العودة إلى السؤال في نهاية حديثك.
4. استخدم حسّ الفكاهة: بالرغم من أن الشخص الذي يُجري معك المقابلة الشخصية هو شخص غريب، إلا أنه من المهم أن تبني معه علاقة جيّدة، وتذكر أن المقابلة الشخصية قد لا تتجاوز ساعة من الوقت، ولكن بناء علاقة جيّدة معه وإجراء حوار لطيف ستمنعانه من ملاحظة عدم امتلاكك لإجابات لبعض الأسئلة التي قد يطرحها. ومن الجيّد أن تُظهر حسّ فكاهي جيّد، وإلقاء بعض النكت بين جُمَل الحوار، ويمكنك استخدام عبارة مثل “يبدو أنني من فرط الحماس لهذه المقابلة استنفذت جميع قواي ولا أستطيع التفكير جيداً!” ثم ابتسم ولاحظ كيف سيتفاعل الشخص الذي يُجري المقابلة مع ذلك، وفي جميع الأحوال ستمتلك بضع دقائق إضافية للتفكير في الإجابة قبل تقديمها.
المصدر: سي ان ان