قبل مرور أسبوع على بدء سريان قانون الخصوصية الجديد في أوروبا، والذي جاء بهدف حماية بيانات المستخدمين، بدأت التحذيرات من تأثير هذا القانون على شركات التكنولوجيا تعلو أصواتها، في ظلّ تحضيراتٍ لقانون جديد أكثر صرامة، وشكاوى بحقّ الشركات نفسها.
ويُمكن أن تقضي تشريعات خصوصيّة البيانات الأوروبيّة الجديدة الصارمة على خدمات الإنترنت المعتمدة على البيانات، والبعيدة عن الابتكارات كالسيارات ذاتية القيادة، بحسب ما حذّرت مجموعات في قطاع التكنولوجيا.
ووصفت غرفة التجارة الأميركية في الاتحاد الأوروبي، التشريع الجديد، بأنّه “صارمٌ للغاية”. بينما قال تحالف المطوّرين، وهو مجموعة تجاريّة تمثل “فيسبوك” و”غوغل” و”إنتل” وعشرات صانعي التطبيقات، إنّ التشريع قد يكلّف الشركات في أوروبا أكثر من 550 مليار يورو (حوالى 640 مليار دولار) من خسارات في الإيرادات السنوية. وأكدت شركة “ديجيتال يوروب”.
ويدعى القانون الجديد “إي برايفيسي” (ePrivacy Regulation) وهو متخصّص لحماية سريّة التواصل الإلكتروني. والقانون الذي وافق عليه البرلمان الأوروبي الخريف الماضي وهو يخضع لمراجعة من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي، وهو مجموعة تضمّ سياسيين حكوميين يمثّلون الدول الـ28 الأعضاء. وكان من المقرر أن يدخل هذا القانون حيّز التنفيذ هذا الشهر، لكنّ نقاشات المجلس تباطأت بسبب خلافات داخليّة.
دخل قانون الخصوصية الأوروبي الجديد الذي يحمل اسم “تنظيم حماية البيانات العامة” أو “جي دي بي آر”، حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي. ويقيد القانون كيفية جمع البيانات الشخصية ومعالجتها من قبل شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد فضائح عدة برزت أخيراً وطاولت خصوصية المستخدمين حول العالم، وبينها شركة الاستشارات السياسية “كامبريدج أناليتكا” التي استولت على بيانات ملايين مستخدمي “فيسبوك”، من دون موافقتهم، واستغلتها في أغراض سياسية حول العالم.
وتأثّر عدد من المواقع الإخبارية الأميركية البارزة بالقانون إثر بداية سريانه، وبينها “شيكاغو تايمز” و”لوس أنجليس تايمز”، إضافة إلى “نيويورك دايلي نيوز” وشيكاغو تريبيون” و”إل إيه تايمز” و”بالتيمور صن”.
وبعد ساعات على سريانه، برزت اتهامات ضد الشركتين التكنولوجيتين، “غوغل” و”فيسبوك”، بانتهاكه، علماً أن المخالفين يواجهون غرامات تصل إلى 4 في المائة من إجمالي العائدات العالمية السنوية.
وقدمت المجموعة المتخصصة في حملات الخصوصية noyb.eu، بإدارة الناشط النمساوي ماكس شريمز، أمس الجمعة، شكاوى ضد “غوغل” و”فيسبوك” و”واتساب” و”إنستغرام”، إذ وجدت المجموعة مشكلة في النوافذ المنبثقة والتهديدات التي ستؤدي إلى تعطيل حسابات المستخدمين، إذا لم يوافقوا على جمع معلوماتهم، وفقاً لسياسة كل شركة.