تستضيف باريس الثلاثاء، مؤتمراً دولياً حول ليبيا برعاية الأمم المتحدة حيث من المرتقب أن يعقد المؤتمر في قصر الإليزيه بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ومن المتوقع أن يشارك بالمؤتمر ممثلون عن عدد من الدول المعنية بالشأن الليبي بالإضافة لحضور رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى جانب أطراف ليبية أخرى وشخصيات من مؤسسات الدولة.
وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية، من المنتظر أن تتم دعوة الأفرقاء الليبيين وممثلين عن حوالي 20 بلداً بالإضافة لأربع منظمات دولية للتعهد “بتحضير وتطبيق خارطة طريق سياسية حصرية تُخرج البلاد من الأزمة التي تعيشها والتي تؤثر على المنطقة.” وفي نفس الصدد أضاف البيان الرئاسي الفرنسي قائلاً بأن “الهدف من المؤتمر، الذي يأتي تكملةً للجهود التي يقوم بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة منذ عام 2011، هو فتح الأبواب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والتعاون لمصلحة الشعب الليبي”.
وبحسب جدول أعمال الرئاسة الفرنسية، يبدأ الحضور بالتوافد للمؤتمر الدولي ابتداء من الساعة السادسة والنصف صباحا بتوقيت غرينيتش مع وصول رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى الذي سيلتقي مباشرة بالرئيس ماكرون على أن يصل بعدها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج الذي سيلتقي بدوره بالرئيس. واعتبارا من الساعة السابعة يصل كل من المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة ورئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد مشري وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر على أن تصل بعدها الوفود الممثلة للدول وللمنظمات.
كما سيحضر المؤتمر أيضا، وفقا لبيان عن الرئاسة الفرنسية، كل من الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ورئيس النيجر مامادو إيسوفو ورئيس جمهورية الكونغو دوني ساسو نغيسو ورئيس التشاد إدريس ديبي اتنو. أما الكلمة الافتتاحية للمؤتمر فسيلقيها كل من الرئيس ماكرون والمبعوث الأممي غسان سلامة على الساعة الثامنة صباحا بتوقيت غرينيتش. وفي نهاية المؤتمر من المنتظر أن يتم توقيع اتفاقية يوقع عليها كل من عقيلة صالح وخالد مشري وخليفة حفتر وفايز السراج قبل أن يلقي الرئيس ماكرون والسراج وسلامة الكلمة الختامية للمؤتمر.
هذا ومن من المتوقع أن يشارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالمؤتمر الدولي حول ليبيا حيث كان قد سبق وغادر القاهرة الاثنين متوجهاً إلي باريس. من جهته، صرح الوزير المفوض محمود عفيفي، الناطق الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، قائلاً إن “أبو الغيط سيجدد أمام الحضور التزام الجامعة العربية بمرافقة الأشقاء الليبيين في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وصولاً الى التنفيذ التوافقي والجامع للاستحقاقات السياسية والدستورية التي ستتوج المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد، بما في ذلك عبر إجراء الانتخابات بشكل ناجح والتي يأمل المجتمع الدولي أن تشهدها ليبيا قبل نهاية العام الجاري وفق خطة العمل الأممية التي يقودها المبعوث الأممي الى ليبيا غسان سلامة”.
هذا وقد وذكر المتحدث الرسمي بأن” أبو الغيط سيستعرض أيضاً رؤية الجامعة إزاء الخطوات والتحضيرات التي يجب أن يتم التوافق عليها بين الأطراف الليبية لتوفير الأجواء السياسية والقانونية والأمنية اللازمة لعقد الانتخابات، واحترام نتائجها، والاعتراف بالمؤسسات التنفيذية والتشريعية التي ستفضي إليها.” وأضاف الناطق الرسمي أن “أبو الغيط سيؤكد أمام الحضور على الاستعداد الكامل للجامعة لمواصلة دعمها للمسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة وعلى تشجي الأطراف الليبية على الانخراط فيه واتمامه بنجاح، بما في ذلك من خلال تقديم الدعم السياسي للاستحقاقات المنتظرة، وتوفير المشورة الفنية اللازمة لوضع الأطر القانونية المنضبطة لها، ومراقبة عملية إجرائها”.
من جهةٍ أخرى صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قائلاً ” بأن المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية سوف يشارك ممثلا لجمهورية مصر العربية في المؤتمر الدولي حول ليبيا”، مشيراً الى أن مشاركة مصر في المؤتمر تأتي “في إطار حرصها على التسوية السياسية العاجلة للأزمة الليبية، بما يحقق مصالح الشعب الليبي الشقيق، وتطلعها لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا”.
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، عام 2011، من أعمال عنف تحولت إلى صراع مسلح على الحكم، وقسّمت البلاد بين سلطتين. وبعد جولات حوار عدة، جرى توقيع اتفاق الصخيرات بين الفرقاء الليبيين في المدينة المغربية التي استضافت الحوار، برعاية أممية، أعقبه الإعلان عن تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة فايز السراج، التي بدأت مهامها في العاصمة طرابلس، بعد حصولها على الدعم الدولي، على الرغم من عدم حصولها على موافقة البرلمان الليبي في الشرق.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية