في ظل التطور التكنولوجي الذي يشمل مختلف مناحي الحياة، تعمل شركات تقنية مختصة على تطوير “حواس ذكية” ستساعد الإنسان في التعامل بطريقة مغايرة مع البيئة المحيطة لمسا وسمعا وتذوقا وإحساسا ورؤية.
وبحسب مقال منشور في صحيفة “ليزيكو” الفرنسية، ستشكل “الحواس الذكية” طفرة جديدة في عالم التسويق والصناعات والاستهلاك؛ مما يفتح آفاقا واسعة بالنظر إلى المزايا والإمكانات التي ستطرح أمام العملاء والشركات، على حد سواء.
الأنف التكنولوجي
على رأس هذه الحواس يوجد الأنف التكنولوجي الذي يقوم بعملية الشم عوضا عن الإنسان، حيث يقدم لصاحبه نتائج عمليات الشم بعد القيام بعملية “قياس” و”رقمنة” الرائحة بفضل عشرات المستقبلات التي تشبه تلك التي يتوفر عليها الإنسان.
فعلى سبيل التجربة، سيتمكن الجهاز من التعرف على طبيعة رائحة السائل الموجود في زجاجة عطر في أقل من 15 ثانية بعد رجوعه إلى المعطيات التي تهم مئات الروائح المسجلة في بنك معطياته، وستفتح هذه التقنية -التي تطورها شركة “أريبال للتكنولوجيا” التي تأسست عام 2014- مجالات عمل وتطويرلا محدودة أمام الصناعات الغذائية والتجميلية.
التذوق
وأنت تأكل حلوى، ماذا لو وجدت أن نسبة السكر فيها مرتفعة بها أو العكس، وهو ما لا يستجيب للمعايير التي تتبعها في إطار النظام الغذائي الخاص بك؟
وللتعامل مع هذه الوضعية، اخترعت شركة “دواماتوك” تقنية التذوق الإلكتروني التي تتعامل مع جزئيات السكر، ويشرح المهندس الغذائي ستيفان لايك العملية بالقول “جزئيات السكر تصل بشكل مباشر إلى مستقبلات التذوق” لتخبر العميل بطبيعة المادة. وتقول الشركة إنها تعمل حاليا على أذواق أخرى، بالإضافة إلى السكر، وعلى رأسها الملح والدهون.
السمع
يفضل كثيرون العمل في أماكن مفتوحة مستفيدين من الفضاء والتواصل مع الآخرين، لكن البعض يجد في الأمر تشويشا مع كثرة الأصوات التي تعم المكان، وللتعامل مع سياق كهذا، اخترعت شركة “أوروساوند” الفرنسية تقنية تخفف الضوضاء المحيطة.
وتقوم التقنية الموظفة في الجهاز الجديد -بحسب المدير التجاري للشركة لودوفيك مارغاريت- على تحليل الأصوات الواردة من خلال ثمانية ميكروفونات مدمجة في سماعات الأذن، ويعمل الجهاز على تحليل الأصوات الواردة بشكل آني، حيث يتم التعامل معها بخلق موجة صامتة مقابلة، وتسعى هذه التقنية إلى أن تكون انتقائية وتوجيهية باختيار الصوت المفضل من بين الأصوات الواردة.
ويتميز الجهاز بقدرته على خفض الضوضاء المحيطة بنحو ثلاثين ديسبلا، بالإضافة إلى لوغاريتم خاص يميز بين الضوضاء والأصوات المفيدة. وترى مسؤولة التسويق والاتصال بالشركة أغاتا جيهين أنه “بإمكان مستعمل الجهاز اختيار النمط المباشر الذي يقصي الأصوات في نطاق ثلاثمئة درجة، مما يمكن من الاستماع فقط إلى الشخص الذي يتحدث”.
الخوذة ثلاثية الأبعاد
الخوذة الافتراضية وتطبيقات الواقع تمكنان من رؤية مجسمة أقرب للحقيقة، مما يتيح للمستعمل رؤية الصور ثلاثية الأبعاد بالعين المجردة، والتحكم فيها بالشكل الذي يناسبه.
شركة “أوربت هولوغرافيك” طورت تقنية الواقع المعزز التي تمكن من رؤية المنتجات الافتراضية بأبعادها.
ويقول أندريان دالبيرتو بوهو (أحد مؤسسي الشركة) “لقد وفرنا للعلامات التجارية حلا لا مثيل له للتواصل مع العملاء الذين أضحى بإمكانهم رؤية المنتج بشكل ثلاثي الأبعاد، وخلقنا محتوى ونظاما للتفاعل”، حيث بإمكان العميل رؤية المنتج من زوايا متعددة، وفي وضعيات مختلفة” قبل الإقدام على خطوة الشراء.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية