أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، تطابق رؤى بلاده وتونس والجزائر إزاء ضرورة حل الأزمة الليبية سياسيا، وشدد على أن القاهرة تملك قنوات اتصال مع جميع الأطراف السياسية الليبية بغية حل الأزمة القائمة في البلاد.
وقال شكري، في مقابلة مع صحيفة “الخبر” الجزائرية نشرته اليوم الأربعاء، إن “دول جوار ليبيا تدعم الجهود المصرية لتوحيد الجيش الليبي وتنظيمه ومساعدته على ضمان عودة الاستقرار إلى البلاد”.
وأضاف أن “الجيش الليبي له دور جوهري في استعادة الاستقرار في ليبيا، ومقاومة الإرهاب وحماية الأراضي الليبية والحفاظ على وحدة ليبيا واستقرارها، وقد سمعت من زملائي سواء وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل أو وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، تقديرا للجهود التي تبذلها مصر في إطار توحيد صفوف الجيش الليبي وتنظيم هياكله وكوادره بالشكل الذي يخدم مصلحة الوطنية الليبية، ولم أجد أي نوع من عدم التوافق”.
وكان شكري يتحدث عن الاجتماع التشاوري الرابع الذي استضافته الجزائر مساء الاثنين، وجمع دول الجوار لليبيا (مصر، وتونس، والجزائر)، لبحث تطورات الأزمة الليبية وآفاق الحل السياسي . وأعرب وزير الخارجية المصري عن قناعته بأنه “كلما أصبح حمل السلاح مسؤولية الجيش الليبي والشرطة، كلما استطاع أن يقاوم التنظيمات الارهابية”، مشيرا الى أن هذه التنظيمات مازالت تمثل تهديدات أمنية للدول الثلاث ،وتحاول اختراق الحدود التونسية والمصرية والليبية.
وأكد الوزير المصري أن الاجتماع الثلاثي ناقش السيناريوهات المحتملة للأزمة الليبية. وقال “المشاورات كانت ايجابية، والجلسة المغلقة أتاحت الكثير من التداول وطرح الأفكار بشفافية وبقدر عالي من المصارحة، والتفكير في شكل مستقبلي لاحتمالية السيناريوهات، وكيفية بلورة عمل مشترك يساعد على تجاوز الأزمة في ليبيا”، ولم يكشف شكري عن أية تفاصيل تخص هذه السيناريوهات المحتملة.
واستهجن الوزير شكري ما وصفها بـ “الاتهامات غير الدقيقة التي توجه إلى مصر بالانحياز لطرف ليبي على حساب الأطراف الأخرى”. وقال “هذا توصيف غير دقيق؛ لدينا قنوات اتصال مع كافة الأطراف الليبية التي تبتعد عن القوة العسكرية واستعمال القوة”.
ورفض وزير الخارجية المصري إعلان أي موقف بشأن ترشح سيف الاسلام القذافي للانتخابات الرئاسية المقررة حسب خطة بعثة الأمم المتحدة الى ليبيا قبل نهاية العام الجاري 2018، واعتبره شأنا داخليا يخص الليبيين، وقال “ليس لدينا تعليق على ذلك، ولأعلى أي وضع سياسي داخلي في ليبيا، هذه أمور يقررها ويقدرها الشعب الليبي”.
وشارك سامح شكري في الاجتماع الثلاثي لدول جوار ليبيا الاثنين في الجزائر، حيث طالبت الدول الثلاث بالتفعيل السريع لخطة الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا ، واعتبر بيان الجزائر الذي خلص اليه الاجتماع أن “التأخير في التوصل إلى حل للأزمة الليبية ما سيفسح المجال أمام مزيد من التصعيد وانتشار العنف والإرهاب واتساع الصراعات”، وطالب مجمل الأطراف الليبية بالعمل عل إنجاز توافق ومصالحة وطنية.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية