أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأربعاء، أن انسحاب أو بقاء القوات المتواجدة على الأراضي السورية بدعوة من الحكومة، “هو شأن يخص الحكومة السورية وحدها، وأن هذا الأمر غير مطروح للنقاش”. وقال المقداد، في حديث لوكالة “سبوتنيك”، ” حكومة الجمهورية العربية السورية دعت قوات حليفة وصديقة لمساعدتها في الحرب على الإرهاب، ومن بين هذه القوات قوات روسية وإيرانية وخبراء إيرانيين وأخوة في حزب الله، وكل هذه الأطراف هي معنية بالحرب على الإرهاب ولا تنتهك سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية، وتعمل بتنسيق تام مع الدولة السورية في الحرب على الإرهاب”.
وأكد نائب وزير الخارجية السوري أن “هذا الموضوع [انسحاب إيران وحزب الله من سوريا ]غير مطروح للنقاش لأنه يأتي في سياق سيادة الجمهورية العربية السورية على من يكون على أرضها ومن لا يكون.. لذلك هذا الموضوع غير مطروح ولا يمكن أن نسمح لأحد بطرحه”. وحول المطالبة الروسية بخروج شامل لجميع القوات الأجنبية من سوريا مع بدء العملية السياسية، قال المقداد ” أنا لا اعتقد أن الأصدقاء الروس إطلاقاً يقصدون القوى أو الجيوش التي دخلت سوريا بشكل مشروع وبموافقة حكومة الجمهورية العربية السورية، هذا اختصاص حصري للجمهورية العربية السورية، وهذا الموقف المعلن من روسيا”، مؤكداً أن ” القوات التي دخلت إلى سوريا بدون علم الحكومة السورية تمثل قوات احتلال، من جهة وهي قوات تقوم بشكل مباشر بدعم الإرهاب في سوريا”.
من جهة ثانية، أكد نائب وزير الخارجية السوري أن واشنطن مستمرة في دعم الإرهابيين في سوريا، داعياً إلى الكف عن ذلك. وقال المقداد في مقابلة مع “سبوتنيك”، “أعتقد أن أوكسجين المنظمات الإرهابية المسلحة يأتي من قبل الولايات المتحدة.. في كل مرة تعلن فيها واشنطن وقف التمويل والتسليح والإدارة، فإن المزيد من الإمكانيات المالية تصل إلى هذه المنظمات والمزيد من الأسلحة الفتاكة، وقد كشف الجيش العربي السوري خلال إعادة سيطرة الدولة على الغوطة وعلى الحجر الأسود عن وجود الكثير من الأسلحة التي وصلت مؤخرا من الدول الغربية وأميركا إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة”. وشدد المقداد “على واشنطن أن تتوقف عن دعمها للإرهاب تحت أية ذريعة كانت، وعليها أن تحترم سيادة سوريا وإرادة الشعب السوري، وعليها أن تحترم أيضاً التزاماتها في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وعدم القيام بأعمال تنتهك سيادة الدول وتؤدي في نهاية المطاف إلى دعم مباشر للتنظيمات الإرهابية المسلحة تحت أي عنوان كان”.
وأضاف المقداد فيما يتعلق بالوجود الأميركي في سوريا ” أميركا طبعا لم تقرر الانسحاب.. هي تطلق بالونات اختبار بين الفينة والأخرى، ونعتقد أن الهدف الأساسي هو ابتزاز مالي للدول العربية وإجبارها على دفع المزيد من الأموال لخزينة الولايات المتحدة الأميركية التي على ما يبدو أنها [مفلسة] من جهة، وتحميل الدول العربية وزر الانخراط المباشر في حرب على ما أعتقد ستكون موجهة ضد الدولة السورية”. وأكد المقداد أن “هذه المسألة خطيرة جداً، وعلى الدول العربية أن تحترم شعوبها وأن لا تتدخل أكثر مما تدخلت لقتل السوريين ولتدمير سوريا.. وسنتعامل مع مثل هذا التواجد كما نتعامل مع أي وجود لأي قوات أجنبية لم تأت بموافقة الدولة السورية”.
وختم المقداد بالقول ” يكفينا نحن العرب المزيد من الخلافات ومن التدخل لصالح إسرائيل والدول الغربية في أوضاعنا الداخلية.. ولا أعتقد أن البعض من الدول العربية، التي أشيع أنها سترسل قوات، قادرة على إرسال ولو عسكري واحد، لأنها متورطة في صراعات في اليمن وفي مناطق أخرى، لذلك عليها أن تنتبه لأوضاعها الداخلية قبل أن تتفجر في وجهها وفي وجه من يدعمها”.
هذا وأكد المقداد، أن “من بين أهم النتائج الإيجابية للقاء أستانا الدولي الأخير حول سوريا كان تأكيد الجميع على ضرورة احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها”، داعياً لإنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية في سوريا. وقال المقداد في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” ” هناك جوانب ايجابية نحن اشرنا اليها وهي اعادة تأكيد المشاركين في استانا على ضرورة احترام وحدة ارض وشعب سوريا..وعندما يعبر هؤلاء بالأجماع عن ذلك فهذا يعني ان اي وجود غير شرعي لقوات تحتل الاراضي السورية يجب ان ينتهي..هذا جانب هام”.
الى ذلك، أعرب نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، اليوم الأربعاء، عن أمله في عودة العلاقات السورية – التركية إلى أوجها، متهما أردوغان بتدمير العلاقات بين البلدين، ومشيراً إلى رغبة الشعب التركي ببناء أفضل العلاقات مع سوريا. وقال المقداد لوكالة “سبوتنيك” “أعتقد بأن إرادة الشعب التركي هي بناء أفضل العلاقات مع سوريا، لكن العملية الانتخابية لها تعقيداتها الكثيرة، وعندما يذهب أي مواطن في أي جزء من العالم إلى صندوق الانتخاب، فإن الكثير من العوامل تدور بذهنه”. وتابع المقداد: “العملية الانتخابية في تركيا معقدة ونأمل أن تتم إعادة العلاقات السورية التركية إلى أوجها، لكن أردوغان دمر هذه العلاقة لمكاسب سياسية تتعلق بأوهامه حول هيمنة الإخوان المسلمين على المنطقة، وهو الأقرب إلى فكر الإخوان المسلمين وسياساتهم والحلم بالإمبراطوريات البائدة”. وأشار المقداد إلى أن الشعب التركي يريد تغيير الموقف وإعادة العلاقات مع سوريا.
وقال الدبلوماسي السوري ” من خلال متابعتي، أعتقد أن الشعب التركي يريد تغيير هذا الموقف والعودة إلى سياسة التنسيق مع سوريا، وأنا لن أتدخل في خيارات الشعب التركي، لكن المطلوب من هذا الشعب أن يلزم قياداته القادمة بعلاقات مميزة مع سوريا، تخدم مصالح الشعب التركي والسوري وجيرانهما الآخرين في العراق وإيران”. وأضاف المقداد رداً على سؤال، بأن سوريا قيّمت لقاء أستانا الأخير بالإيجابي ..ماهي هذه الإيجابيات في هذا اللقاء وهل طرح اللقاء تسليم تركيا عفرين للحكومة السورية: “هناك جوانب إيجابية نحن أشرنا إليها، وهي إعادة تأكيد المشاركين في أستانا على ضرورة احترام وحدة أرض وشعب سوريا.. وعندما يعبر هؤلاء بالإجماع عن ذلك فهذا يعني أن أي وجود غير شرعي لقوات تحتل الأراضي السورية، يجب أن ينتهي.. هذا جانب هام”.
وأشار المقداد إلى أن الجوانب الأخرى في إطار أستانا حققت إنجازات كبيرة، بما فيها مناطق خفض التوتر ومتابعة الأوضاع الأمنية والعسكرية على الأراضي السورية، في إطار تنسيق عمل كل هذه الدول في الحرب على الإرهاب وإصرار هذه الدول على أنه لا يمكن أن تكون المجموعات الإرهابية على الأرض السورية، مجموعات تتمتع بأي شرعية وأن الدول الموقعة على أستانا ستحارب هذه المجموعات”. وقال المقداد: “نحن.. لا ثقة لنا بتركيا.. نحن نتحدث عن روسيا وإيران في هذا المجال لأن تركيا أصبحت دولة تحتل جزءاً من الأراضي السورية، وعليها أن ترحل فورا إذا كانت صادقة في تعاملها في إطار أستانا”. وأضاف المقداد رداً على سؤال، هل ستتغير العلاقة السورية التركية في حال خسارة اردوغان بالانتخابات المقبلة؟، : اعتقد أن إرادة الشعب التركي هي بناء أفضل العلاقات مع سوريا، لكن العملية الانتخابية لها تعقيداتها الكثيرة وعندما يذهب أي مواطن في أي جزء من العالم إلى صندوق الانتخاب، فإن الكثير من العوامل تدور بذهنه، مثال على ذلك الانتخابات الفنزويلية والتي فاز بها الرئيس مادورو، ونحن نهنئه على هذا الفوز، لا يمكن أن نجلس نحن في ذهن أو عقل المواطن، لكي نفكر بماذا يريد أن يقول في صوته بهذه الانتخابات”.
وأكد المقداد أن العملية الانتخابية في تركيا معقدة ونأمل أن تتم إعادة العلاقات السورية التركية إلى أوجها، لكن أردوغان دمر هذه العلاقة لمكاسب سياسية تتعلق بأوهامه حول هيمنة الإخوان المسلمين على المنطقة وهو الأقرب إلى فكر الإخوان المسلمين وسياساتهم والحلم بالامبراطوريات البائدة وهو الذي اضعف سوريا وتركيا وأيران والعراق، من خلال تشجيع بعض العناصر الانفصالية في هذه البلدان وهو المسؤول عن ارتكاب هذه الجريمة لأنه لم يفكر بأبعاد دعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا. وأشار المقداد إلى أن أردوغان لم يحافظ على سياسة حسن الجوار بين البلدين وقام بتدميرها، ووجود الاحتلال التركي الآن لمدينة عفرين دليل على ذلك.
وأختتم المقداد كلامه رداً على سؤال، هل يعني هذا أن سوريا مستعدة لإعادة العلاقة مع تركيا: “هل سوريا بدأت بسياسة الخلاف ودعم الإرهاب في تركيا.. نحن كنا ومازلنا نتمنى كل الخير للشعب التركي ونريد أن يدعم الشعب التركي عملية إعادة البناء وأن يوقف حكومته عن دعم الإرهابيين والقتلة في سوريا وأن يسحب القوات التركية التي تحتل جزءا من الأراضي السورية في عفرين وغيرها.. وإعادة هذه العلاقات لما فيه مصلحة الشعبين.. نحن لا نريد عداء دائما مع الشعب التركي في كافة الاحتمالات”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية