يعاني الشعب اليمني من حرب جائرة تشن عليه منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات، بالاضافة الى الحصار الظالم، مع كل ما يترتب على ذلك من معاناة إنسانية وصحية صعبة ادت الى فقدان الكثير من المقومات الاساسية للحياة الطبيعية والسليمة، وساهمت بتدمير الكثير من النبى التحتية للدولة المدنية في اليمن وانتشرت المجاعة والاوبئة والأمراض على نطاق واسع غير مسبوق في العالم باعتراف العديد من المنظمات الاممية والدولية والحقوقية.
على الرغم من كل ذلك لا يتردد اليمنيون في الوقوف ورفع كلمة الحق بوجه كل طغاة العالم والمنطقة عند كل محطة توجب ذلك، فنرى الشعب اليمني ينزل الى الساحات والميادين معلنا حضوره الى جانب شعوب المنطقة والامة ونصرة للقضايا المحقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ورفض كل المؤامرات والمخططات التي تحاك لتصفيتها وإنهاء حقوق الشعب الفلسطينية والتنديد بالقرارات الاميركية التي اعتبرت القدس المحتلة عاصمة لكيان العدو ونقلت السفارة في الكيان الغاصب الى القدس.
يدا بيد مع فلسطين..
وبالسياق، نظمت قبل أيام في العاصمة اليمنية صنعاء تظاهرة حاشدة نصرة للقدس وفلسطين، ورفضا لخطوة نقل السفارة الاميركية وتنديدا بالجرائم الاسرائيلية التي ترتكب على حدود قطاع غزة بحق الفلسطينيين المدنيين العزل، حيث رفعت الاعلام الفلسطينية وأحرقت الأعلام الامريكية والإسرائيلية، وشدد المشاركون على “وقوف الشعب اليمني يدا بيد وكتف بكتف مع الشعب الفلسطيني وأن القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان أبناء الشعب اليمني برغم العدوان الجائر الذي يتعرض له اليمن منذ أربعة أعوام من قبل أمريكا وإسرائيل وأعوانهم في المنطقة”.
هذه المواقف البطولية من الشعب اليمني تتلاقى مع الجهود العسكرية التي تقدمها القيادة اليمنية في الجيش واللجان الشعبية عبر تخريج دورات عسكرية تحت اسم فلسطين والقدس، ما يؤكد ان القدرات اليمنية في مختلف المجالات هي في خدمة القضية الفلسطينية وان السلاح هدفه الاساس هو التوجه لصدر العدو الاول للامة اي العدو الاسرائيلي، وما الحروب التي تحاول إشغال هذا السلاح كالعدوان السعودي الاميركي الاماراتي على اليمن سوى احد الاساليب لإلهاء الشعب اليمني الحر عن قضية فلسطين وعن العدو الذي اغتصب ارضها، حيث يعتقد بعض الحكام انه بهذه الطريقة يمكن اخراج اليمن من الحضور على الساحة العربية والاسلامية، لكن الرد دائما يكون يمنيا حكيما وواعيا وثابتا في ساحات القتال وساحات السياسة والنضال، بأن اليمن مهما زادت جراحه لا ينشغل عن قضايا أهله وإخوته أيا كانت هوية السيوف التي تطعنه بالظهر سعودية او اماراتية او غيرها.
من يتمسك بفلسطين ومن يتآمر عليها؟
والحقيقة ان هذه المواقف اليمنية مقابل ما تقوم به انظمة الخليج بحق القضية الفلسطينية تظهر وجود انقسام عامودي في المنطقة بين محور ينتمي الى فلسطين وبين محور باع فلسطين ويتآمر عليها بكل الوسائل الممكنة خدمة لمصالحه السياسية ولمصالح اميركا و”اسرائيل”، ونفس الانظمة التي تبيع فلسطين اليوم هي نفسها التي تواصلها عدوانها على اليمن منذ آذار/مارس من العام 2015 دون اي رادع اخلاقي او قانوني على الرغم من كل الانتهاكات التي ارتكبت بحق مختلف فئات الشعب اليمني.
وبهذا المعنى تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن الشعب اليمني في ذكرى يوم القدس العالمي في شهر رمضان الماضي حيث قال “هذا الشعب لم يترك القضية الفلسطينية رغم كل شيء.. مئات الآلاف من كل الشرائح وتحت المخاطر بالقصف والقتل يتظاهروا.. يكفي هذا المشهد لنؤكد الفشل الاميركي الاسرائيلي السعودي في اليمن وان الشعب اليمني يؤكد انه لم ولن يتخلى عن فلسطين والقضية الفلسطينية”.
وللتذكير فإن الشعب البحريني يسير على نفس المنوال في نصرة فلسطين وقضيتها دون كلل او ملل، وبنفس الخطاب تحدث السيد نصر الله عن الشعب البحريني حيث قال “في البحرين ايضا يخرج الشعب ليتظاهر نصرة للشعب الفلسطيني ومع ذلك تخرج قوات نظام آل خليفة لتطلق النار على الناس وتمنع التضامن والتأييد لفلسطين”، وهذا ما يؤكد ان شعوب المنطقة هي شعوب حية حرة واعية تعرف من هو عدوها وما هي هموم أمتها ولا تتأخر عن النصرة والإقدام مهما تعاظمت التهديدات والمخاطر.
المصدر: موقع المنار