تقول منظمة الصحة العالمية إنها ستتخذ إجراءات حاسمة لوقف انتشار فيروس إيبولا أكثر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعبرت المنظمة عن قلقها من وصول المرض إلى مدينة مبانداكا، لكنها تقول إن لديها الآن أدوات أفضل من ذي قبل لمحاربته.
وتقع مبانداكا على نهر الكونغو، ويزيد هذا احتمال انتشار الفيروس عبر هذا الممر المائي إلى العاصمة كينشاسا، والبلدان المجاورة.
وتقول المنظمة إنها تعمل بالتعاون مع شركاء آخرين على البحث بسرعة عن جميع الأشخاص الذين ربما اتصلوا مباشرة بالحالة المؤكد إصابتها، التي ظهرت في المدينة، وتستعد المنظمة لتوزيع لقاح تجريبي يحتاج إلى التخزين في درجة حرارة منخفضة، ويمثل هذا تحديا في المناطق التي لا توجد فيها إمدادات كهرباء يعول عليها.
وقد توفي حتى الآن 23 شخصا نتيجة الإصابة بالفيروس، وأصيب 42 شخصا آخر.
ويعد الإيبولا مرضا معديا خطيرا، يؤدي إلى حدوث نزيف داخلي بالجسم، وغالبا ما يكون مميتا. وينتشر المرض بملامسة أي كميات صغيرة من إفرازات الجسم، ولا تظهر أعراضه الأولية، التي تشبه أعراض الأنفلونزا، بوضوح عادة.
أثارت أنباء انتشار المرض في بلدة بيكورو في شمال غرب الكونغو الرعب من الوباء الذي قضى على حياة 11 ألف شخص، وأصاب 28 ألف شخص آخر في غرب إفريقيا فيما بين 2014 و2016، وتكرر ظهور انتشار المرض حتى الآن 24 مرة، وليس واقعيا أن نتوقع القضاء على المرض تماما، حتى وإن كنا نستطيع تحديد المناطق ذات الخطورة الكبيرة، كما أنه من المستحيل أن نعرف موعد انتشار المرض في المستقبل ومكان ظهوره.
ويُعتقد أن خفافيش الفواكه هي حامل المرض الرئيسي، ولكنه انتقل إلى البشر عبر تواصل الناس بدم الحيوانات المصابة، أو أعضائها، أو إفرازات أجسامها، ومن بين تلك الحيوانات، التشامبنزي، والغوريلا، والقردة، والظباء، وأصبح المرض متوطنا في المنطقة، وليس من المحتمل القضاء على جميع الحيوانات التي قد تكون حاملة له. وطالما ظل البشر على اتصال بتلك الحيوانات، فسيبقى احتمال عودة ظهور المرض موجودا.
ولكنا مع ذلك نستطيع وقف حالات انتشار المرض فلا يصبح وباء، ويمكننا أيضا حماية الناس، ويمكن أن تؤدي الاستجابة السريعة والمنظمة بجدية إلى ضمان احتواء المرض مبكرا، فلا يصاب به إلا عدد محدود من الأفراد، ولا يمرض به أو يموت إلا القليل منهم.
فقد حدث – مثلا – انتشار للمرض في الكونغو قبل نحو عام ولكن السلطات احتوته بسرعة، وأثبتت استجابة الحكومة خلال الانتشار الأخير للمرض أن البلاد كانت مستعدة جدا لذلك.
ولكن لا يستطيع بلد بمفرده ولا يتوقع منه، أن يسيطر على المرض ويحتويه وحده، إذ إن الدعم الدولي والاستجابة المبكرة السريعة أمران ضروريان لضمان احتواء انتشار المرض بفعالية.
ولا يمكن أن نأمل ببساطة في اختفاء المرض، لكننا نستطيع أن نأمل في أن نجعل من التعامل معه روتينا يمكننا بسرعة من وقفه في بداياته.
المصدر: بي بي سي