أعلنت الحكومة البريطانية الأربعاء أنها ستنشر ملفا يتضمن استراتيجيتها بخصوص بريكست خلال الاسابيع المقبلة، فيما تنامت الشكوك وتزايدت الانقسامات حول العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد مغادرة بريطانيا للتكتل.
وقال وزير مكتب مجلس الوزراء ديفيد ليدينغتون للمحطة الإذاعية الرابعة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن “عملا ضخما يجري في مختلف القطاعات الحكومية لوضع اللمسات الأخيرة على رؤية رئيسة الوزراء حول شراكة خاصة عميقة ومتكاملة بيننا وبين الاتحاد الاوروبي”. واضاف “نود أن نوضح ذلك بالتفصيل”.
وقال الوزير البريطاني المكلف ملف بريكست ديفيد ديفيس في تصريحات ادلى بها خلال اجتماع وزاري حول بريكست الثلاثاء ونقلتها وكالة “برس اسوسيشن” ان هذا “الكتاب الابيض” سيعرض “ما سيتغير” بعد الخروج من الاتحاد الاوروبي. واضاف ان هذه الوثيقة تتضمن “توضيحات مفصلة وطموحة ودقيقة” لمواقف الحكومة وتعتبر “أهم وثيقة بخصوص الاتحاد الاوروبي منذ الاستفتاء”.
وأوضح أنها “ستعبر عن طموحنا حول علاقة بريطانيا المستقبلية مع الاتحاد الاوروبي، في سياق رؤيتنا لدور بريطانيا المستقبلي في العالم”.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن الوثيقة ستنشر قبل القمة الاوروبية التي ستعقد في 28 و29 حزيران/يونيو وستكون في حوالى مئة صفحة.
ويأتي ذلك بعد “وثيقة بيضاء” اولى لبريكست صدرت في شباط/فبراير 2017 وتعهد فيها ديفيس أن تسعى الحكومة للتوصل الى “اتفاق تجاري جريء وطموح”.
وكان كبير المفاوضين الاوروبيين ميشال بارنييه صرح الاثنين “اكرر ذلك دائما. الوقت يضيق”.
ويأتي الإعلان عن هذه الوثيقة الهامة على الرغم من الانقسامات في حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول العلاقات التجارية مع الاتحاد الاوروبي في مرحلة ما بعد بريكست.
وعجز اجتماع لمجلس الوزراء الاربعاء عن معالجة الانقسام بين وزراء رئيسيين ورئيسة الوزراء حول الترتيبات المقترحة.
وتفضل ماي خيار “شراكة الرسوم الجمركية” الذي يبقضي بان تقوم بريطانيا بتحصيل رسوم الاتحاد الاوروبي على البضائع المتوجهة الى دول التكتل، وفرض رسومها الخاصة على البضائع المتوجهة إليها.
أما الخيار الثاني المسمى “التسهيلات القصوى” فيتضمن استخدام التكنولوجيا لتقليل نقاط المراقبة الجمركية.
ودانت بروكسل رؤية ماي لترتيبات العلاقات التجارية في مرحلة ما بعد بريكست واعتبرتها “تفكيرا سحريا”.
وما يزيد من تعقيد الامور، أن ديفيس أبلغ ماي على ما يبدو أن نموذجها المحبذ سيكون غير قانوني بموجب القانون الدولي.
ولتعقيد الوضع عرض على النائب العام اعلى مسؤول قضائي في المملكة السيناريوهين لابداء الرأي فيهما.
اما زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربين فقد صرح في مجلس العموم الاربعاء ان “الحكومة مشغولة بالتفاوض مع بعضها الى درجة ان لا وقت لديها لمفاوضة اي طرف آخر”. واضاف “مر 23 شهرا على الاستفتاء وبقي لدينا عشرة اشهر لانجاز المفاوضات والحكومة في حالة تخبط”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية