وجه النائب نوار الساحلي في كلمة خلال الإجتماع الاستثنائي المفتوح العضوية للجنة فلسطين الدائمة في اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي حول الوضع الراهن في فلسطين، المنعقد في طهران، سلاما “من لبنان المقاومة والتحرير إلى فلسطين، ومن بيروت عاصمة لبنان التي حررها أبناؤها عام 1982 بعد أن احتلها الجيش الصهيوني إلى القدس الشريف عاصمة فلسطين وعاصمة الاسلام والمسيحية التي تنتظر تحريرها على ايدي الشرفاء”.
وقال: “نجتمع اليوم بدعوة كريمة من الرئيس الدكتور علي لاريجاني لتدارس الوضع الخطير في فلسطين ولرفض القرار الصادر عن الرئيس الاميركي بشأن اعتبار القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي. اجتماعنا اليوم يصادف مع الذكرى الـ 70 للنكبة في 15 أيار 1948. إن ما يحصل في فلسطين وصل الى نقطة لا يمكن السكوت عنها وأضحت الشعارات والخطابات لا تفي بالغرض ولا تكفي لردع هذا الكيان الغاصب المحتل المدعوم من الولايات المتحدة الاميركية”.
أضاف: “إن إسرائيل لا تأبه للقرارات الدولية وتضرب بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية، وهي في العلن تدعو الى مشروع الدولتين ( مع تحفظنا عليه) ولكنها بالفعل تعمل على تهويد فلسطين وإعطاء قسم بسيط من أرضها للشعب الفلسطيني من أجل قيام حكم ذاتي سخيف يكون تحت سلطة وولاية الكيان الإسرائيلي. إن الصهاينة الذين اغتصبوا أرض فلسطين وقاموا بالحروب وقتلوا وهجروا واحتلوا الاراضي العربية، ينادون اليوم بالدولة الفئوية اليهودية التي تناقض مبدأ العيش المشترك والتعايش بين الاديان وهم المستفيدون من كل ما يحصل”.
وتابع: “لقد استطاع الكيان الاسرائيلي بطريقة مباشرة او غير مباشرة أن يغير وجهة البوصلة الى مكان آخر. لقد تحولت القضية المحورية الأساس لكل أحرار العالم الى قضية ثانوية، وحتى في الاعلام بالكاد نسمع ما يحصل في فلسطين من قمع وإرهاب دولة منظم والانتهاكات اليومية لقوانين وشرائع حقوق الانسان”.
ورأى أن “المخطط الاميركي الاسرائيلي حاول وما زال زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر ارهاب تكفيري (لا علاقة له بالاسلام، والإسلام المحمدي الاصيل براء منه ومن تصرفاته اللانسانية). وبدأت الحرب في بعض الدول العربية وكانت الحرب على سوريا وجيء بالمرتزقة الارهابيين من كل حدب وصوب، ولكن الدولة السورية وحلفاءها استطاعوا ان يحققوا النصر على الإرهاب، وفي العراق انتصرت الشرعية العراقية والوحدة العراقية على داعش واخواتها. هذا غيض من فيض مما يحصل في عالمنا الإسلامي دون ان ننسى مأساة اليمن والعدوان على الشعب اليمني والبحرين ومظلومية شعبه. كل هذا لتحويل البوصلة عن فلسطين وعن الدس وعن القضية الأم لكل أحرار العالم”.
وتابع: “إن ما يسمى بدولة اسرائيل تدعم الاستيطان في فلسطين المحتلة وذلك بغطاء أميركي ولامبالاة عربية وإسلامية وهي تقوم ببناء تلك المستوطنات حتى على الأراضي المزمع أن تكون في الدولة الفلسطينية وذلك عبر إنشاء المجمعات السكنية والمناطق الصناعية في الضفة الغربية والقدس. كما تقوم سلطات الاحتلال بوضع اليد على الأراضي الخاصة المملوكة من الفلسطينيين لأغراض عسكرية، والأخطر هو إجراءات الاحتلال بحق المباني والبيوت الفلسطينية عبر عمليات الهدم وجرف الاراضي الزراعية”.
وقال: “إن العدو الإسرائيلي ومستوطنيه لا يتوقفون عن الإعتداء الجسدي اليومي على الشعب الفلسطيني، وذلك بإطلاق النار من الرصاص الحي أو المطاطي او بالضرب حتى الاطفال لم يسلموا من اجرامهم والمثال الاكبر البطلة الطفلة عهد التميمي، وحتى الاماكن الدينية والأثرية لم تسلم من همجية الصهاينة”.
أضاف: “لقد اثبتت الايام ان الحل الوحيد والانجع مع الاحتلال الصهيوني هو المقاومة بكل اشكالها وإسرائيل لا تفهم سوى بلغة القوة وهذا ما قمنا به في لبنان حيث انتصرت ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة على الغطرسة الاسرائيلية. لذلك، يجب على اجتماعنا هذا ان يخرج بمقررات عملية وألا نكتفي بالإدانة والاستنكار وصف الكلام، بل يجب ان يكون عالمنا الاسلامي صوتا واحدا ضد الارهاب المنظم ارهاب الدولة ارهاب الكيان الصهيوني الاسرائيلي “.
وختم: “وعليه، يجب تشكيل وفد برلماني لزيارة الدول الاوروبية ودول العالم الحر لشرح حقيقة ما يجري في فلسطين، ويجب عبر حكوماتنا ان ننذر كل الدول التي ستنقل سفاراتها الى القدس بقطع العلاقات معها وتحميلها مسؤولية خيانة الشعب الفلسطيني. يجب دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المادية والمعنوية والوقوف الى جانب المقاومة بكل فصائلها لتحرير الاراضي الفلسطينية من رجس الاحتلال. يجب العمل على رفع الحصار عن غزة وذلك بمناشدة ما يسمى بالمجتمع الدولي للضغط على الكيان الاسرائيلي، ويجب العمل على اتمام وانجاز المصالحة الفلسطينية لما فيه من فائدة للقضية الفلسطينية. ونحن في ايران يجب علينا إدانة خروج اميركا من الإتفاق النووي وخطورة هذا القرار الاحادي. إن القبلة الاولى هي فلسطين ويجب ان تعود كذلك”.