يعرف قاموس أكسفورد السيلفي “selfie” بأنه صورة التقطها شخص ما لنفسه، وعادة ما يتم النقر عليها باستخدام هاتف ذكي أو كاميرا ويب ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعية.
ويشير عدد من الإحصاءات عام 2014 لموقع “غوغل” أن 93 مليونا من صور السيلفي تنتقل يوميا عبر وسائل التواصل لمستخدمي أندرويد فقط. وخلال السنوات الماضية ظهرت تحذيرات من أن السيلفي يعد ظاهرة لها أبعاد نفسية سلبية، نتعرف عليها هنا:
ويرى بعض الخبراء انتشار مواقع التواصل واستخدام خواص تصفية الصور “الفلاتر” وصور “السيلفي” قد خلقا هوسا في المجتمع وخاصة لدى فئة المراهقين والشباب، قد يؤدي بهم إلى الإصابة باضطراب “ديسمورفوبيا” (dysmorphobia) وهو عدم رضا الشخص عن نفسه ومظهره.
كما يقول البعض إن سلوك السيلفي يرتبط بشكل قوي بالنرجسية والاهتمام الزائد بالنفس، وإن الذين يرتبطون بتصوير السيلفي وقضاء وقت طويل في تعديل الصور ونشرها على مواقع التواصل يرتكز اهتمامهم على ذاتهم بشكل أكبر ويعتقدون أنهم أكثر ذكاء وجاذبية وأفضل من الآخرين، بالإضافة إلى وجود مشكلات في الشعور بالأمان وعدم التعاطف ومراعاة الآخرين، والميل إلى تضخيم الذات.
كما أن صور السيلفي قد تؤدي إلى عواقب نفسية قد تتسبب في الاكتئاب ومحاولة إيذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر، كما أن إدمان التقاط هذا النوع من الصور قد ينطوي على هوس الشخص بمظهره الخارجي بشكل مرضي.
فمثلا يقول د. يعقوب آلبيرق رئيس قسم الصحة والأمراض النفسية بمستشفى البحوث في جامعة نامق كمال التركية إن صور السيلفي تعكر الحالة النفسية للمراهقين خصوصا، مبينا أنهم يتلقون شكاوى عديدة من الأسر متعلقة بالسيلفي، وأردف أن السيلفي تعكر تماما الحالة النفسية للناس ومزاج الشباب وخاصة من هم في سن 17 و18 عاما، فقد زادت طلبات إجراء عمليات تجميل من قبل المراهقين خصوصا، ومثال ذلك أن يأتي أب ويشتكي أن أحد أبنائه يطلب إجراء عملية للأنف أو عضو آخر لأنه لا يظهر جميلا في صور السيلفي.
وبيّن د. آلبيرق أن ذلك الوضع يؤدي إلى الإصابة بما يسمى في الطب النفسي “اضطراب التشوه الجسمي، و إن هوس عدم الرضا عن النفس زاد مع التقنيات المتطورة، وإن 70% من الشكاوى التي يتلقونها كانت في هذا الاتجاه، وعلى الرغم من أن الشباب لا يحتاجون إلى جراحة تجميلية، فإنهم يعربون عن رغبتهم في إجرائها.
على صعيد متصل، قال جراحو تجميل عام 2018 إن الصور الذاتية “السيلفي” يمكن أن تظهر الوجه مختلفا وتبدو فيها الأنف أكبر من حجمها الطبيعي، وأضافوا أنهم شهدوا زيادة كبيرة في الإقبال على عمليات التجميل من أشخاص يريدون أن يصبحوا أجمل في صور السيلفي.
وقال بوريس باسكوفر من كلية طب روتجيرز نيوجيرزي في نيويورك “يُخرج مرضى أقل من سن الأربعين هواتفهم ويقولون لي إنهم لا يحبون شكلهم، إنهم يظهرون لي صورهم السيلفي ويشتكون من الأنف.. اضطر لتوضيح أني أتفهم كونهم غير مسرورين ولكن ما يرونه مغاير للحقيقة”.
وأظهر استطلاع للأكاديمية الأميركية لجراحي تجميل وترميم الوجه أن 42% من الجراحين استقبلوا مرضى يريدون الخضوع لعمليات لتحسين صورهم السيلفي وصورهم على وسائل التواصل.
وأوضح باسكوفر وزملاؤه بدورية “جاما لجراحة تجميل الوجه” أن التشوه يحدث في صور السيلفي بسبب اقتراب الوجه من عدسة الكاميرا.
عام 2014 ظهر خبر يقول إن الجمعية الأميركية للأطباء النفسيين صنفت الرغبة المستمرة في التقاط السيلفي على أنها مرض “سيلفايتيس” (selfitis) ليتبين بعد ذلك أن هذا الخبر خدعة Hoax وأن الجمعية الأميركية لم تقل ذلك أبدا.
والآن يمكننا تلخيص الحقائق عن السيلفي بالتالي:
-حتى اللحظة لم يتم تصنيف الرغبة المفرطة في التقاط السيلفي كمرض نفسي، وكل ما تسمعه حول ذلك مجرد أخبار كاذبة.
-السيلفي قد يرتبط بمشاعر الاكتئاب والقلق نتيجة الرغبة في الحصول على الإعجاب على مواقع التواصل.
-السيلفي قد يرتبط بالإصابة باضطراب “ديسمورفوبيا” (dysmorphobia) وهو عدم رضا الشخص عن نفسه ومظهره.
-هناك عدة حالات لأشخاص لقوا حتفهم أثناء التقاطهم للسيلفي لأنهم لم ينتبهوا للمحيط، حيث ألهت فيها لحظة التصوير صاحبها عن الانتباه لما يحدث حينها، مثل أندريه ريتروفيسكي الذي حاول القفز من الطابق التاسع بإحدى البنايات التي كان يتسلّقها ليسقط ميتا، وجمشيد خان الذي دعسه القطار عندما حاول أخذ سيلفي.
المصدر: وكالة الاناضول