بعد خروج مسلحي جبهة النصرة من مخيم اليرموك مع عائلاتهم بالحافلات إلى إدلب، ضاقت المساحة الجغرافية والحركية على إرهابيي تنظيم داعش، ضمن جيبه الأخير جنوب العاصمة، وهذه المساحة؛ كلما تقدمت عقارب الوقت مسحت معها أمتاراً وكتلاً جديدة من مناطق سيطرة الإرهابيين، مع تقدم الجيش المستمر بكل صنوف اللازم من الأسلحة والعديد، ليقترب العد التنازلي من الانحسار نحو الصفر، أمام داعش الإرهابي المتهاوي بشكل تدريجي.
أصبح الحديث عن التقدم في أروقة مخيم اليرموك، مرهوناً بالساعات، وليس بالأيام، بالكتل وليس بالأمتار، وهذا ما أخذه المشهد اليوم باختلاف عن الأمس، حيث تقدم الجيش السوري والفصائل الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني بشكل متزامن عبر اتجاهات عديدة.
تلك المساحات المسترجعة من النصرة حولها الجيش السوري والفصائل إلى نقاط ارتكاز جديدة في عملية تحرير المخيم، حيث تمتد من ساحة الريجة شمالاً إلى مخبز أبو فؤاد الموازي لشارع لوبية وسط المخيم، ومن تلك النقطة بمسح جوي مساير لشارع اليرموك شرقاً إلى شارع الثلاثين حتى وسطه غرباً. ومنها انطلاقاً باتجاه تحرير منطقة المشروع خلف جامع الوسيم حيث كان أمس يسيطر داعش المتعنت.
أما جنوب المخيم من ناحية الغرب، فإن مقبرة الشهداء السابقة لحي الزين شهدت توغلاً في الجنوب أكثر، فهي ضمن سيطرة بدأت نارية للجيش السوري وسرعان ما تحولت إلى نقطة ارتكاز جديدة نحو فصل المخيم عن الحجر الأسود، إضافة إلى العودة من تلك النقطة إلى منطقة مشحم عامر التي هي نقطة التقاء حي العروبة بشارع الثلاثين و التي تعتبر نقطة استراتيجية في المخيم.
مناطق سيطرة داعش تأتي ضمن المساحة المتبقية من المخيم والمنحسرة ضمن شارع لوبية إلى شارعي الجاعونة و فلسطين وصولاً إلى دوار فلسطين، وحيث تتقدم قوات رديفة بمساندة وتمهيد من الجيش السوري، عبر منطقة التضامن وشارع بيروت وسوق الثلاثاء جنوب شرقي المخيم، بالتوازي مع العمل المتقدم من شرقي المخيم عبر شارع فلسطين والبلدية بالسعي نحو التقاء القوات بشكل موازي لما يجري في شارع الثلاثين وامتداده ومنها إلى حي العروبة.
بهذه العمليات المتوازية والمتزامنة يصبح وجود داعش في أقل من كيلومتر مربع واحد أي ما يقارب 40% من مساحة المخيم.
بالعودة للحديث عن المناطق المسترجعة من تنظيم النصرة الإرهابي، فإن ما يظهر من مشاهد دمار وعدم وتخريب للبنى التحتية المتعمد من قبل النصرة ، إضافة لما تسببت به من خلال تعنتها سابقاً بعدم الخروج من المناطق تلك والتي أسفرت خلال الفترة الماضية عن انضمام قسم من عناصرها لتنظيم داعش، كله يظهر حتمية صعوبة تسريع إعادة المخيم الى ما كان عليه.
فالأنفاق والحفر الخنادق والممرات المخبأة والسراديب، تأخذ حصة كبيرة من المشهد العام، ويسهل العثور عليها بين الامتار القليلة من التنقل في شوارع المكان خاصة حول وتحت الأبنية المحيطة بجامع الحبيب المصطفى، وشارع الناصرة وشارع يافا.
حيث أكد الدكتور نضال عجوري الناطق الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن المساحات التي شرحها لنا خلال ما سبق من معلومات واردة، و أن مجموع عدد الأنفاق والحفر والسراديب والخنادق وصل إلى 1200، وهذا ما يفسر أنه لا يخلو أي مبنى أو شارع من التخريب وضرب البنية التحتية.
كما يؤكد القادة و المقاتلون الميدانيون في الجيش السوري و حلفائه أنّ العمل العسكري سيستمر حتى تحرير آخر شبر من مخيم اليرموك وسط انهيار مفاجئ في صفوف داعش الإرهابي ضمن ما تبقى من مساحة يشوبها سواد الإرهاب.
المصدر: موقع المنار