عملية معقدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث بدأ التحضير لإخراج مسلحي اليرموك ومحيطه، بعد مجموعة من العمليات الميدانية المكثفة التي نفذها الجيش السوري والفصائل الفلسطينية والقوات الرديفة من لواء القدس وحركة فلسطين حرة والدفاع الوطني.
ومع صباح اليوم الاثنين شرعت اللجان المختصة في عملية التسوية من قبل الدولة السورية ولجنة المصالحة الوطنية في جنوب العاصمة ومخيم اليرموك بخطواتها الإجرائية، لتنفيذ الاتفاق، وذلك بالتزامن مع استمرار عمليات عسكرية موازية فيما يخص مجموعات تنظيم داعش الارهابي المتواجدة بين قاطعي محكمة مخيم اليرموك حتى الحجر الأسود، والتي ما تزال حتى اللحظة متعنتة بقرار عدم الخروج من المخيم، بانتظار اوامر وتعليمات مشغليها الإقليميين، تلك الأوامر المثيلة بتلك التي أوقفت سير الاتفاق منذ حوالي عشرة أيام.
جبهة النصرة هي أول الخارجين من المخيم على مرحلتين، ليتم الانتهاء من العمل قبل الدخول في شهر رمضان المبارك، حيث انهى هؤلاء المسلحين وعائلاتهم حزم أمتعتهم للخروج، وتم تفتيشها من قبل الجيش السوري ضمن الخطوات الإجرائية المتبعة خلال عمليات إخلاء المسلحين إلى إدلب.
هذا الاتفاق يشمل خروج 5000 مواطن سوري من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في إدلب وتحرير 85 مخطوف من بلدة اشتبرق، مقابل خروج مسلحي جنوب العاصمة، لتكون البداية بإخراج الجرحى والحالات الإنسانية من كفريا والفوعة مقابل إخراج الجرحى من داخل المخيم.
وفيما يتحضر حوالي 250 مسلح من جبهة النصرة ومعهم عدد مماثل من عائلاتهم للخروج من مخيم اليرموك إلى إدلب، تستمر عمليات الجيش السوري على محاور الحجر الأسود وسط استهداف مركز ودقيق لمعاقل التنظيم الإرهابي.
وفي هذه الأثناء وخلال انتظار استكمال الإجراءات العملية لإخراج المسلحين، أجرى أحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، جولة ميدانية تفقد فيها قسم كبير من مواقع وكمائن مقاتلي تنظيمه الفلسطيني، المرابطين على أبواب المخيم منذ ستة أعوام، وقد أكد بدر جبريل عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية القيادة العامة أن ما نشهده اليوم هو نتاج هذه المرابطة والتضحيات من قبل الفصائل الفلسطينية العاملة في أطراف مخيم اليرموك إلى جانب الجيش العربي السوري، ومن ضمن المواقع التي تفقدها جبريل غرفة العمليات الخاصة بإدارة معارك المخيم وعد من الانفاق التي سيطر عليها الجيش والفصائل إضافة لمواقع أخرى منها جامع الحبيب المصطفى شمال مخيم اليرموك.
ما تم الاتفاق عليه، بدأ يسير عملياً ولكن بشكل بطيء، إلى حين استكمال إخراج المسلحين وتنفيذ الصفقة بما يضمن الامور الانسانية المتعلقة بسلامة المدنيين المتواجدين تحت حصار كفريا والفوعة.
المصدر: موقع المنار