هي بعلبك، كاعمدةِ قلعتِها المسابقةِ للتاريخ، الحافظةِ في ذاكرةِ البقاعيينَ عقودَ العزِّ التي لن تَلين.. رَفعت رأسَها كما القاع، وعانقت الهرملَ الموصولةَ الى زحلة دارِ السلام، لِتُسَلِّمَ على الامينِ القادمِ معَ حباتِ المطرِ ليرويَ بطيبِ الكلامِ عطشَ الايام..
هو حاضرٌ بينَ اهلِه كشمسِ بعلبك، يرددُ قسمَ الامامِ الصدر، يُقَلِّبُ ازقةَ البقاعيينَ واحياءَهم بلهفةِ العارفِ بتضحياتِهم وصبرِهم على الحرمانِ والظلمِ المتعمَّدِ معَ تعاقبِ الحكومات.. حاضرٌ هو في قلبِ البقاعِ وما غاب، حاضرٌ معَ المجاهدينَ وطيفِ الشهداءِ وعوائلِ المضحين..
ولاجلِه حضرَ اهلُ الوفاءِ ملبينَ النداء، الى ساحاتِ عين بورضاي ورياق، ما منعَهم عنه مطرٌ ولا زَخَّات البرد، فسابقوا غيثَ السماءِ اليه، كما لم تَمنعهم عنه في الماضي القريبِ قذائفُ التكفيرِ وسياراتُ الحقدِ المفخخة، بل كلُ تهديدٍ اسرائيليٍ او تكفيري..
ومن على منصةِ البقاعِ التي تلامسُ مجدَ السماء، تحدثَ الامينُ العامّ لحزب الله عن السادسِ من ايارَ يومِ البيعةِ لدماءِ الشهداء.. انتم معنيونَ بتأمينِ الحمايةِ السياسيةِ للمقاومةِ قال السيد نصر الله، واحفظوا دماءَ ابنائِكم بأصواتِكم فانتم لن تَخذِلوا مقاومتَكم..
السيد نصر الله سألَ البقاعيينَ معَ علمِه بالجواب:
هل ستُصوِّتونَ لمن دافعَ عن اعراضِكم او لمن تآمرَ معَ الارهابيينَ لاسقاطِ قُراكُم؟ بل ماذا قدَّمت اللائحةُ المدعومةُ من المستقبل والقوات، والمرعيةُ من السعودية، لبعلبك الهرمل منذُ التسعينيات؟ وهل قدَّموا لاهلِ السنةِ البقاعيينَ غيرَ الوعودِ والتحريض؟
لبنانُ ما زال في قلبِ المعركةِ حذَّرَ السيد نصر الله، والحربُ تكادُ تنتهي مع الوكلاءِ في سوريا، ولا نعرفُ ان كانت ستقعُ معَ الاصلاء، فلا نزالُ بحاجةٍ الى المعادلةِ الذهبية قال الامين العام لحزب الله، وتحصينُها بحاجةٍ الى اصواتِكم، بل بِحَاجَةٍ الى اصواتِكُم لتأمين حضورٍ فاعلٍ في مجلس النواب لبناء الدولة ومكافحة الفساد..
السيد نصر الله دعا الى الحفاظِ على النسيجِ الاجتماعي في بعلبك الهرمل لانَ همومَ اهلِها واحدة، واعداً بمعالجةِ بعضِ العيوبِ والنواقص، وخدمةِ المنطقةِ وحمايتِها والحفاظِ على وَحدتِها..
المصدر: قناة المنار