لا تتوقف العدوانية الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني عبر ممارساتها المختلفة التي لا تبدأ بالاعتقالات اليومية التي تنفذها قوات العدو في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وباقي الارض المحتلة، ولا تنتهي بالاعتداءات شبه اليومية على الفلسطينيين في الاراضي الزراعية وبحر قطاع غزة مع استمرار الحصار المطبق على القطاع، ناهيك عن الاستهداف الاسبوعي للمشاركين في فعاليات مسيرات العود الكبرى وإطلاق الرصاص الحي عليهم بهدف قتلهم بشكل عمد ومقصود.
وفي إطار كل هذه العدوانية الإسرائيلية جاء إغتيال الصهاينة للشهيد الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، وتحدثت بعض المصادر الصهيونية ووسائل الاعلام في كيان العدو ان الشهيد لعب دورا في تطوير سلاح الطائرات المسيرة بدون طيار التي تملكها المقاومة الفلسطينية وبالتحديد حركة حماس، وقد ذكّرنا هذا الامر باغتيال الصهاينة للشهيد التونسي في صفوف حماس المهندس محمد الزواوي في شهر كانون الاول/ديسمبر من العام 2016 في مدينة صفاقس التونسية، وقيل وقتها ان الشهيد الزواوي كان أحد رواد مشروع طائرات “الأبابيل” من دون طيار.
الجرائم الاسرائيلية.. والتواطؤ العربي
وهذا الأسلوب ليس بجديد على أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية التي تعتمده في تصفية قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية منذ عشرات السنين وحتى اليوم، في انتهاك فاضح لسيادة الدول وحدودها واعتداء على أمنها ضاربة بعرض الحائط كل الاعراف والقوانين الدولية ذات الصلة، وفي مطلع العام الجاري حاولت الاجهزة الصهيونية اغتيال القيادي في حركة “حماس” محمد حمدان في مدينة صيدا جنوب لبنان، إلا ان العملية باءت بالفشل بفعل القضاء والقدر، بالاضافة الى ذلك هناك الكثير من العمليات التي نفذت ومنها الكثير قد أجهضت والتي تدل على الحرب الخفية بين أجهزة المقاومة والعدو الاسرائيلي الذي يرفض وجود أدمغة او عوامل قوة لدى هذه الامة قد تشكل عليه خطرا في يوم من الايام، ولذلك فالعدو لا يتوانى عن القتل العمد في كل مرة يستطيع ويتمكن من ارتكاب أي جريمة من جرائمه بحق المقاومين وأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
لكن هذه الملاحقة الدائمة للقيادات الفلسطينية المقاومة وهذا القتل المتواصل لابناء الشعب الفلسطيني يطرح الكثير من التساؤلات القديمة الجديدة عن الممارسات الاسرائيلية التي لا تقيم وزنا للامم المتحدة ومجلس الامن وغيرها من المنظمات الحقوقية والانسانية والدول وما يسمى المجتمع الدولي ولا تحترم اي قانون او نظام وتفتح الباب للتساؤل عن الدور المشبوه الذي تقوم به بعض الدول العربية والاسلامية لا سيما تلك التي تجتمع في إطار جامعة الدول العربية لتؤكد اصرارها على السير بما يسمى “السلام” مع عدو الامة الاول والاخير، ومما يثير الاستغراب هو الدعوات العربية الرسمية للعدو للموافقة على المبادرة السعودية للسلام التي طرحت في القمة العربية في بيروت والتأكيد عليها في القمة الاخيرة التي عقدت في الظهران بالسعودية، بالرغم من ان هذا العدو لم يعترف بهذه المبادرة اصلا ويواظب على انتهاك أبسط قواعد القوانين الدولية والمحلية ولا يقيم قيمة للعرب وأنظمتهم.
قوافل الشهداء وبقاء القضية..
وهذا القتل المتواصل للفلسطينيين وتقديم الشهداء على طريق القدس يطرح سؤال عن العدد الحقيقي لاعداد الشهداء الذين نراهم يرتقون كل يوم برصاص هذا العدو، فهل هناك من لديه أي أحصاء عن أعداد الشهداء من نكبة فلسطين في العام 1948 وحتى اليوم؟ وهل يمكن إحصاء هذه الاعداد الكبيرة من الشهداء؟ وهل القادة والزعماء العرب يدركون ان في فلسطين الاستشهاد بات ميزة يومية ووساما يعلق على صدر الفلسطينيين من مختلف الاعمار والفئات، فلا يكاد يمر يوم من ايام السنة من دون ان نسمع ان شهيدا (او اكثر) قضى على تراب فلسطين او من اجلها؟
الاكيد ان دماء هؤلاء الشهداء ستكون الوقود والدافع والمحفز الدائم واليومي لنضال الشعب الفلسطيني الذي نراه من كل الفئات العمرية خاصة فئة الشباب لا يزال يحمل قضيته ولم يتنازل او يتراجع، كما كان يراهن الصهاينة ان هذه القضية سيطويها النسيان وستندثر مع الزمن، إلا ان أطفال فلسطين الذي قضى البعض منهم ضمن فعاليات مسيرة العودة اكدوا ان هذه القضية لا تتقادم بمرور الزمن وهي قضية لا تموت بفضل تضحيات ودماء شعبها، على الرغم من محاولة الزعماء العرب في الخليج وغيره من التآمر على القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها عبر ما يسمى بـ”صفقة القرن” والتواطؤ مع الادارة الاميركية التي أصدرت قرارها بنقل سفارتها في الكيان الغاصب من تل ابيب الى القدس المحتلة في ايار/مايو المقبل، بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجائر باعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال.
المصدر: موقع المنار