دان حزب الله الإجراء القمعي الجديد الذي اتخذته السلطات البحرينية والذي تمثّل بتعليق عمل جمعية الوفاق، وهي أكبر الجمعيات البحرينية، وحل جمعيتي التوعية والرسالة الإسلاميتين.
وفي بيان له اعتبر حزب الله إن هذه الإجراءات تمثل اعتداءً صريحا على الحقوق والحريات التي ينبغي أن يتمتع بها أي شعب في العالم، وهي إعلان عن الطبيعة الاستبدادية للنظام الحاكم في البحرين، والتي تجلّت في قتل المتظاهرين واعتقال الناشطين وممارسة القهر والحصار على المدنيين، وهي جرائم استهدفت النسبة الأعظم من الشعب البحريني، دون مراعاة لأي قواعد في السياسة والدين والأخلاق.
واضاف إن الجمعيات التي حلّها النظام ليست جمعيات عنفية، ولم تتبنّ في أي لحظة من اللحظات أي خطاب أو ممارسات تلحق الضرر بالمجتمع، وإنما هي جمعيات تحمل شعار السلمية وتمارسها في أفكارها وفي نشاطاتها، ما يجعل جريمة السلطات أكثر فداحةً وأعلى خطورة، كونها تعمل على خنق الحراك الشعبي وتعميق الازمة السياسية والاجتماعية في البلاد.
وتابع بيان حزب الله إننا نضع هذه الإجراءات السلطوية برسم المجتمع الدولي الذي يدّعي الحرص على الحريات، ويتبنى شعارات الديموقراطية، في حين أننا نرى أن مؤسسات هذا المجتمع الدولي صامتة وغير مبالية إزاء مصادرة حق الشعب في التعبير عن نفسه وفي ممارسة العمل السياسي السلمي، ما يكشف خبث هذه المؤسسات وزيف ادعاءاتها.
وقال حزب الله ومما لا شك فيه أن النظام في البحرين ما كان ليجرؤ على ارتكاب هذه الأفعال القمعية دون حصوله على دعم من القوى الغاشمة الحامية له، وعلى رأسها النظام السعودي وحماته الإقليميين والدوليين.
واضاف البيان إن حزب الله يؤمن بأن هذه الإجراءات الإجرامية لا يمكن ان تفتّ في عضد الشعب البحريني وأن تدفعه إلى التخلي عن المطالبة بحقوقه والسعي لتحقيقها مهما بلغت التضحيات، كما لن تدفع هذا الشعب إلى التخلي عن الخيار السلمي، الذي أحرج سلطات البحرين ودفعها إلى اتخاذ خطوات جنونية تدل على نفاذ صبرها وعجزها و يبشّر بقرب انحنائها أمام خيارات الشعب البحريني الصابر، وخضوعها لمطالبه المحقة.
وتقدم حزب الله بأصدق التحيات لأبناء هذا الشعب المسالم الصامد، الذي علّم العالم كيفية الثبات في مواجهة القمع والظلم، مؤكداً أحقيته في استخدام السبل السلمية كافةً لإجبار السلطات البحرينية على التراجع عن تجبّرها والدخول في مسار سياسي حقيقي يحمي البحرين والمنطقة، ويحقق للناس آمالهم وطموحاتهم المشروعة.