أبلغَت الولايات المتحدة روسيا عبر أقنية تواصل الخط الساخن العسكرية بإتخاذها قرار البدء بالعدوان على سوريا قَبْلَ أن يُسَجَّل تراجع في خطاب ترامب و دول من قوى العدوان. وقد اصطدمت اميركا بالجهوزية و الحزم الروسيين للرد المتناسب كما أن الصين و بشكل لافت أعطت أوامرها لقطعها البحرية المرابطة في المنطقة بالإنضمام لمجموعة السفن الروسية لتعمل تحت قيادتها بشكل مشترك لصد أي عدوان أميركي محتمل.
رئيس لجنة الدفاع و الأمن في الدوما الروسية الجنرال شمانوف اشار الى تراجع في احتمالات الضربة بعد الاجراءات الحازمة للعسكريين و الدبلوماسيين الروس . مجلس الدوما من ناحيته ينظر في جلسة طارئة يوم 16 أبريل نيسان الحالي في مشروع قانون تدابير جوابية على تصرفات الولايات المتحدة و حلفائها التي وصفتها روسيا بالعدائية .
واستبقت الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا نتائج تحاليل خبراء منظمة حظر السلاح الكيماوي لتؤكد تلك الدول تورط دمشق في هجوم كيماوي مزعوم تُتَّهَم موسكو بالتغطية عليه. الدفاع الروسية في المقابل ردت بلسان المتحدث بإسمها إيغور كوناشينكوف بالكشف عن أدلة عديدة بحوزتها على تورط بريطانيا في تمثيل هجوم كيماوي مصطنع تم نفذته منظمة الخوذ البيضاء العميلة في دوما في السابع من نيسان ، كما اتهم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف استخبارات إحدى الدول الساعية جاهدةً لتصدر حماة العدوان على روسيا بتدبير مسرحية الكيماوي الجديدة في دوما. والمندوب الدائم فاسيلي نيبينزا ذكر أن الهدف من العدوان الأميركي على سوريا هو إعادة توسع مجموعات مسلحة تلقت تعليمات بالهجوم بشكل متزامن مع انطلاق الضربة الأميركية لإحتلال مناطق حررتها الدولة.
ميدانياً يعلم الأميركي أن لديه بنك أهداف سورية محدودة لصواريخه باتت معلومة للقوات الجوفضائية الروسية و بالتالي للجيش العربي السوري، تم التحضير لإعتراضها و الرد على وسائل إطلاقها إلا أنه لا يستطيع التحكم بإتساع حجم الإشتباك الذي لايمكن التكهن بنهاياته إن حصل. لذلك يحاول إيجاد مخرج من خلال القيام بضربة محدودة، الأمر المرفوض في موسكو.
في حال بدء العدوان فهناك قواعد إشتباك أولية قد لا تصمد . و حتى ضمن هذه الحدود من الإشتباك الأميركي السوري سيبقى الخط العسكري الساخن مفتوحاً بينهما.
و يجب ملاحظة أن الأميركي لم يطرح بديلا عن ضرباته و لم يطلب الثمن الذي يثنيه عن القيام بها حتى الآن.
الاسرائيلي حاول تفعيل المخطط الأميركي و هو أول المستفيدين، إلا أن حسابه منفصل عن حسابات المواجهة مع الأميركي و لو كانت ضربته من الأجواء اللبنانية لمطار – تي ٤ بالون إختبار و جريمة أرادها أن تسجل ضد مجهول، ليتخيل البعض أنها بداية الحملة الأميركية إلا أن الروسي فضحه و الأميركي نفسه فضحه. سوريا و حلفاؤها آثروا عدم الإنجرار خلف الإستدراج المبكر للمعركة. فلا داع للتشكيك في قدرة القوات الروسية و هي تحمل قوة صينية مضافة على ردع العدوان الأميركي و لا في تصميم الجيش العربي السوي و حلفائه من محور المقاومة على التصدي و المبادرة بكل ما توفر من قوة و لا في حتمية الرد الإيراني على الكيان الصهيوني الذي أدخل نفسه معه في إشتباك مباشر مقترفاً خطأً تاريخياً.
المصدر: موقع المنار