أكدت خبيرة التغذية النمساوية سارا نويباور أن التغذية السليمة تعمل على تحسين أداء الذاكرة، حيث تقوم بإمداد المخ بالعناصر الغذائية اللازمة له على نحو جيد وتُسهم أيضاً في تحفيز عملية التمثيل الغذائي به بشكل فعّال.
– الإكثار من السوائل:
وهذا أهم عنصر في النظام الغذائي الصحي؛ حيث تعمل السوائل على إمداد المخ والجسم بشكل عام بكميات وفيرة من الأوكسجين وتُسهم أيضاً في تحفيز سريان الدم بهما. لذا ينبغي تناول لترين إلى ثلاثة لترات من السوائل يومياً في صورة مياه أو عصائر أو شاي غير محلى بالسكر.
– الكربوهيدرات المعقدة:
يستهلك المخ وحده أكثر من خمس احتياج الجسم اليومي للطاقة، لذا من الضروري أن يتم إمداده بكميات كبيرة منها، كي يتسنى له التركيز في العمل لفترات طويلة، ويُمكن ضمان إمداد المخ بهذه الطاقة على نحو جيد من خلال تناول الكربوهيدرات المعقدة طويلة السلسلة، التي يقوم الجسم بتحليلها تدريجياً إلى أجزاء مفردة تصل إلى المخ على مدار فترة زمنية طويلة وبصورة متواصلة.
توجد كميات كبيرة من هذه النوعية من الكربوهيدرات في كل من الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة وكذلك في دقيق الشوفان. لذا يجب تناول هذه الأطعمة في وجبة الإفطار، كما أن الأرز كامل الحبوب والبطاطس والفاكهة والخضروات تحتوي أيضاً على هذه النوعية من السكريات المتعددة.
– الدهون غير المشبعة:
تقول أنغيلا كلاوسن من المركز الألماني لحماية المستهلك إن الدهون تحتل المركز الثاني بعد الكربوهيدرات بالنسبة للأطعمة التي تمد المخ بالطاقة، لافتةً إلى أن الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة تتمتع بتأثير إيجابي للغاية على الخلايا العصبية وعلى التفاعلات التي تحدث بها.
حيث تلعب الأحماض الدهنية غير المشبعة أوميغا3 مثلاً دوراً مهماً بالنسبة لوظائف المخ، ويُعد زيت الكانولا وزيت الجوز والأسماك الغنية بالدهون والمكسرات والفواكه المجففة من المصادر الغنية بهذه النوعية من الأحماض.
– البروتينات:
تتمتع البروتينات بأهمية كبيرة للعديد من العمليات الذهنية، لاسيما تدفق المعلومات في المخ؛ حيث تعمل الأحماض الأمينية، التي تُمثل أصغر مكوّن في البروتينات، على انتقال المعلومات من خلية لأخرى بشكل سريع.
وإلى جانب الأسماك والمأكولات البحرية، فإن اللحوم ومنتجات الألبان الخاليين من الدهون، والبقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات، تندرج ضمن الأطعمة المحتوية على البروتين والتي تعمل على إمداد الجسم به على نحو جيد، وإن تناول كميات إضافية من هذه الأطعمة لا يُحقق أي فائض في معدلات أداء المخ.
– الإمداد المنتظم:
وتقول باربارا بليكو، رئيس الجمعية الألمانية لطب الأعصاب، “لا يُشبه المخ أي عضو آخر بالجسم، أي أنه لا يُمكنه الاعتماد على احتياطي مخزون الطعام كالكبد مثلاً، إنما يعتمد بشكل أساسي على إمداد العناصر الغذائية له من الدم، لذا لابد من أن إمداده بهذه العناصر بصورة منتظمة”.
– نوع الأطعمة ووقت تناولها:
يُمكن التحكم في بعض الأشياء، من بينها مثلاً أن يتمتع المخ بقدرة عالية على التركيز لفترات طويلة، من خلال اختيار نوعيات معينة من الأطعمة وتناولها في مواعيد معينة.
ويُمكن الاستعداد ليوم شاق للغاية من خلال تناول وجبة إفطار متكاملة تتكون مثلاً من دقيق الشوفان والمكسرات ومنتجات الألبان الخالية من الدهون مع الفاكهة، أو تناول الخبز الأسمر مع اللبن المخثر أو اللحوم الخالية من الدهون مع الطماطم أو الفلفل الأحمر وعصير الفواكه.
وبالنسبة للوجبات البينية فإن تناول ثمرة موز يُمثل وجبة بينية مثالية خلال الامتحانات وعند مواجهة مواقف ضغط عصبي في العمل مثلاً؛ حيث يحتوي الموز على عنصر المغنيسيوم الذي يعمل على دعم الخلايا العصبية.
ومن الضروري الالتزام ببعض القواعد عند تناول الوجبات البينية، ألا وهي: أنه لا يجوز مطلقاً أن تكون هذه الوجبات كبيرة للغاية، وإلا ستتسبب في التحميل على المعدة وتحول دون وصول الدم إلى المخ.
المصدر: DW