أعربت صحيفة “إندبندنت” عن دعمها الموقف المتحفظ لزعيم المعارضة البريطانية جيريمي كوربين من توجيه لندن إصبع الاتهام لموسكو بتسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير بقلم ماري ديجيفسكي نشرته أمس إلى أنه، بعد غزو العراق وفي ظل الموقف الغربي المشترك المعادي لروسيا، من الصعب تصديق تصريحات الوزراء البريطانيين، مضيفة “حتى لو أعلن عن وجود دليل دامغ بأن الحكومة الروسية هي من فعلت ذلك، من الصعب الثقة بالأمر”.
وذكرت الصحيفة أن الموقف الحاسم الثابت إزاء قضية سكريبال أتاح لرئيسة الوزراء تيريزا ماي استعادة شعبيتها، بعد أن تعرضت لانتقادات داخل البلاد لإظهار المرونة المفرطة في مفاوضات “بريكست”.
وخلص التقرير إلى أن القناعة التامة التي أظهرها كبار المسؤولين في المملكة المتحدة منذ بداية قضية سكريبال، والتي دفعت معظم دول الاتحاد الأوروبي إلى الانضمام لحملة طرد الدبلوماسيين الروس، كانت، على ما يبدو اليوم، سابقة لأوانها.
وأكدت الصحيفة أن زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين تعرض لانتقادات شديدة اللهجة بعد تصريحاته في البرلمان حيث دعا إلى عدم الاستعجال في توجيه الاتهامات واللجوء إلى المؤسسات الدولية المختصة لإجراء تحقيق موضوعي، وتم وصفه بـ”عار على الدولة” و”دمية الكرملين”، وكذلك الأمر مع شخصيات في الأوساط الصحفية والعلمية أقدمت على اتخاذ موقف مماثل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من التصريحات في مواقع التواصل الاجتماعي والتعليقات على المقالات الصحفية في الإنترنت تدل على أن العديد من المواطنين البريطانيين يشاطرون هذا الموقف المتحفظ، ومن غير المرجح أنهم جميعا “دمى الكرملين”.
وشددت الصحيفة على أن العبارات التي استخدمها المسؤولون البريطانيون بخصوص قضية سكريبال، مثل “من المرجح” و”أكثر الفرضيات احتمالا”، لا تشابه معلومات استخباراتية موثوق بها، بل كانت تهدف إلى إقناع الناس بذنب روسيا، مع إبقاء الباب مواربا للتراجع.
ونوهت الصحيفة بأن المسؤولين البريطانيين، وبالدرجة الأولى وزير الخارجية بوريس جونسون، ذهبوا بعيدا في نهجهم المعادي لروسيا، حيث تباهى عميد الدبلوماسية البريطانية، في تصريح إلى “دويتشه فيله” الألمانية، بأنه حصل على معلومات موثوق بها من مختبر “بورتون داون” التابع لوزارة الحرب تثبت أن مادة “نوفيتشوك” السامة التي يعتقد أنها استخدمت في تسميم سكريبال وابنته يوليا أُدخلت إلى المملكة المتحدة من روسيا.
وأضافت الصحيفة بأن المختبر نفسه نفى امتلاكه معلومات كهذه، مشيرة أيضا إلى حذف الخارجية البريطانية تغريدة على حسابها في “تويتر” بخصوص “مصدر” مادة “نوفيتشوك”.
وتابعت الصحيفة أن أمورا كهذه لا تجمّل سمعة دولة تقف في مقدمة حملة جديدة ضد ما يسمى “أخبار روسية مزيفة”، مضيفة أن تصريحات المسؤولين البريطانيين قد تدل على عدم مهنية الحكومة البريطانية.
المصدر: وكالات