هناك أشخاص عديدون يناضلون من أجل الحفاظ على علاقات جيدة مع أصدقائهم وعائلاتهم وشركائهم، لكنهم دوما يواجهون الفشل في ذلك الأمر.
كشفت دراسات عديدة أن هناك مجرد عادات يومية “بريئة”، قد تحولك دون أن تدري إلى شخص “سام” أو “مؤذي” للآخرين، وتتسبب في فشل معظم علاقاتك، بحسب مجلة “بوستيل” المتخصصة في العلاقات الاجتماعية.
وتقول، بيربيتوا نيو، الطبيبة النفسية السريرية: “لدينا جميعا عادات سامة، وقد يغذي بعضنا بتلك العادات أفكار معينة، يجعلها متأصلة بعمق في أذان الخاصين عنا، ويجعلنا أشخاصا سامين بالنسبة لهم، غير مرغوب فينا”.
وتابعت “لو منحنا أنفسنا الزمن والمكان للتفكير في تلك الأمور، يمكننا أن نساعد أنفسنا على التحايل عليها، ويجعلنا كائنات بشرية أفضل، والتحايل على تلك العادات السامة وجعلها أكثر إيجابية”.
وجاءت تلك العادات على النحو التالي:
1- الساخر الأكبر:
السخرية بالتأكيد، تحتاج الوقت والمكان المناسب، حتى تكون “مضحكة” للغاية، لكن السخرية الدائمة تتسبب في مشاكل أكثر بكثير.
تقول ماري فانغ، أخصائية علم النفس: “السخرية بدون توقف، غابا ما تظهرك كبلطجي، ما يزيد الطين بلة، هو أن التصريحات القاسية المخبأة ضمن روح الدعاية، من الصعب استبعاد الطبيعة السامة لتلك التعليقات. من المضحك تماما، أن تكون مضحكا من أجل أن تجعل الناس يضحكون فقط، لأن تلك السخرية ستخفي بباطنها تعليقات سلبية تغير وجهة نظرهم عنك”.
2- الوقوع في القيل والقال:
الجميع يفضل كثيرا جلسات الثرثرة والنميمة، لكنك لا تدري أن السقوط في فخ “القيل والقال” ونقل ما يقوله الآخرون للإيقاع بينهم وبين آخرين يجعلك شخصا “غير مرغوب فيه”.
تقول إيرين باريزي، مستشارة الصحة العقلية:
“فخ القيل والقال، أمر سلبي، وينشر وجهة نظر سلبية تجاهك عند الآخرين، وتحوله بالنسبة لك إلى عادة قد يصل بك إلى حد الإدمان، الذي سيجعل صورتك بالنسبة للآخرين أنك مصدر جميع الإشاعات المحيطة بهم، حتى لو كنت بريئا منها”.
3- النظارة السوداء:
تشعر أن هناك البعض يرتدون دوما “نظارة سوداء” ويرون الحياة قاتمة، دوما ما يركزون على الأمور السلبية ولا يشاهدون إلا نصف الكوب الفارغ.
وتقول روندا ميراد، متخصصة العلاقات الاجتماعية: “التركيز على الجانب السلبي في كل مناسبة، يجعلك لا تخرج إلا الطاقة السلبية، وهو ما يجعلك الشخص غير المرغوب فيه على الإطلاق في أي تجمع”.
4- السلبي العدواني:
كيف يمكن لشخص أن يكون سلبيا وفي نفس الوقت عدوانيا؟ وهو أن تختار دوما أن تواجه المشاكل المطروحة أمامك بشكل سلبي “فج”، وهو ما يجعلك تحاول التلاعب بالمشكلة، وهو ما يجعل البعض يشعر بالإهانة والإساءة من طريقة تعاطيك مع المشكلة، ويتسبب في أذى وعدوان بالنسبة لهم لم يكونوا يتوقعوه.
قد يبدو الأمر سهلا وعاديا على السطح، لكنه أمر لا يمكن لشخص أن يتخيل مدى الأذى الذي يسببه، ومن الأصح أن تواجه المشكلة بشكل صريح، وربما بصوت عال، حتى تجد شخص آخر يمكنه أن يصلح تلك المشكلة معك.
5- حكيم عصره:
يرغب البعض أن يظهر دوما وكأنه “حكيم القرية” أو كما يقال في بعض الدول “حكيم عصره”، الذي يوزع الحكم والنصائح والإرشادات لكافة المحيطين به، وهو ما يحوله بعد فترة من الوقت إلى شخص “غير مرغوب في وجوده”.
6- منقذ الجميع:
هناك شخص يسعى دوما أن يكون “منقذ الجميع” ويسقط أي شيء ويتنازل عن أي شيء مقابل أن يساعد أصدقائه وعائلته، يبدو ذلك الأمر على أنه “سمة نبيلة”، لكنها قد تتحول في ثوان، إلى عادة ضارة للآخرين.
وتقول تيفاني توميس، مدربة الحياة لوكالة “رويترز”: “رجل الإنقاذ هذا، الذي يفعل كل شيء من أجل الجميع، يضعون أنفسهم دوما في المركز الأخير، فهم ينقذون الجميع من المشاكل التي تواجههم، ولكن في المقابل ينسون احتياجاتهم ورفاهيتهم الخاصة”.
وتابعت “المشكلة الأخرى، أن منقذ الجميع هذا يحرم الطرف الآخر من بناء قدراته على الصمود وقدراته الداخلية على حل المشاكل وتعلم دروس الحياة، ما يخلق تأثيرا مضاعفا ساما من الطرف الآخر تجاهه دون أن يدري”.
7- الحوار الداخلي السلبي:
لدينا جميعا أصوات داخلية داخل رؤوسنا، وهو ما يعرف باسم “الحديث مع النفس”، ويمكن أن يكون إيجابيا وصحيا، أو سلبيا وضارا.
ويكون الحوار الداخلي السلبي متأصل بسبب”إحساس داخلي بعدم الأمان الناشئ من حياتنا السابقة”.
8- المنافسة المستمرة:
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، حولت حياة كل شخص إلى عبارة عن مباراة تنافسية عملاقة، لكن حذار قد يتحول هذا إلى أمر ضار ومؤذ، بصورة سريعة، خاصة إذا ما اقترنت بمشاعر الغيرة، والاستياء من النجاح الذي يحققه الأخرين.
9- كاشف العيوب:
من السهل أنك حينما تجلس مع شخص ما تشعر معه بالراحة، مثل والديك أو صديقك أو أخاك أو زوجتك أو حبيبتك، أن تتحدث معها بكل صراحة عن عيوبها، لكن حذار فهذا حتى لو كان على سبيل “النكات أو المزاح” سيخلق بيئة سامة وضارة تماما بك.
يتسبب التركيز على النقاط السلبية في الآخرين عن خلق حالة من الانزعاج الكبيرة لديهم، ولا يجعلهم يشعرون بالراحة وهم يجلسون معك.
10- قيادة المحادثات:
هناك أشخاص يفضلون دوما أن يكونوا هم من يقودون دفة أي محادثة، وهذا يخلق نظرة سلبية كبرى تجاهك، فقيمة المحادثة تكمن في أن كل شخص يمكنه يطرح وجهة نظره، ويعرض منظوره من القصة أو الرواية
11- معلهش:
استخدام كلمات من طبيعة “معلهش” أو “افرح” أو “ابتهج”، عندما يكون أمامك شخص يشعر بالحزن العميق أو يمر بوقت عصيب، إنها فعليا كلمات ستجعل منك شخص مؤذ وضار وسام لذلك الشخص.
المصدر: سبوتنيك