الصحافة اليوم 22-2-2018: تأكيد لبناني لساترفيلد على حق لبنان في حدوده وثرواته – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 22-2-2018: تأكيد لبناني لساترفيلد على حق لبنان في حدوده وثرواته

صحف محلية

تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الخميس في 22-2-2018 العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.

الاخبارالأخبار

التفاوض الانتخابي: أولوية المقاعد لا التحالفات

حسابات الاجتماعات الانتخابية الحالية تصبّ في خانة تختلف عن الغاية الاساسية منها. سقف التفاوض لا يتعلق بالتحالف السياسي الصرف، بل في كيفية تجميع كل فريق مقاعده، لأنه في القانون النسبي لا هدايا ولا مجانية.

هيام القصيفي

أيهما أهم الدخول الى المجلس النيابي أم بناء تحالفات سياسية متجانسة؟ قد يكون أحد رؤساء الاحزاب التقليدية واضحاً حين يقول «الاولوية لبناء تحالفات واضحة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، لكن الأهم هو الوصول الى المجلس النيابي، وعلى هذا الاساس، سنضطر الى التخلي عن تحالفات مبدئية ومنطقية من أجل الوصول الى ساحة النجمة. وبعدها لكل حادث حديث».

لا ينفرد رئيس الحزب بقوله هذا. فالأجواء الانتخابية لدى معظم القوى السياسية الاساسية تبدو مماثلة. وبحسب مصادر نيابية وسياسية تشارك في لقاءات انتخابية مفتوحة للكتل الرئيسية، فإن القوى السياسية لمست، بعدما فهمت قانون الانتخاب جيداً، واستوعبت حيثياته، أن التحالفات اليوم ليست في سلم الاولويات، «فلا أحد يريد تقديم هدايا انتخابية لأي طرف مهما كان مستوى تحالفهما». لذلك تدور الاجتماعات التشاورية، حالياً، بناءً على رغبة كل طرف في تأمين وصوله الى المجلس النيابي بأكبر كتلة نيابية. أما التحالفات السياسية بالمعنى العريض، فمتروكة إلى ما بعد الانتخابات، لا سيما أن السقف المرسوم خلال عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أصبح معروفاً، بعودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى تشكيل الحكومة. وعلى هذه القاعدة، باتت النقاشات تقنية بحتة، ولم تعد سياسية…

وبما أنه لا عناوين سياسية للحملات الانتخابية، فإن ثمة عناصر أساسية تتقدم المشهد الانتخابي:

أولاً، لم تخلُ مبادرة حركة «أمل» و»حزب الله» الى تقديم مرشحيهما من ملاحظات بديهية، لا سيما في ما يتعلق بموقف الطرفين من «التيار الوطني الحر»، إعطاء مقعد شيعي في بعبدا لحركة «أمل» في عزّ الخلاف بينها وبين التيار، وسحب مقعد شيعي من «تكتل التغيير والاصلاح» لمصلحة «حزب الله» في كسروان ــ جبيل.

وأي مبادلة بمقاعد أخرى لا تقلل من أهمية هذين المقعدين وحيثيتهما، ولا تلغي كلام سياسيين أن ما حصل قد يكون مؤشراً لتحجيم التيار الوطني من جانب حلفائه، بسبب كثرة الاخطاء التي ارتكبها رئيسه في الفترة الاخيرة وأحرجت حزب الله. وهذا يؤدي تلقائياً الى أن يسعى الحزب الى تجميع حلفاء له في أكثر من دائرة، في شكل يتقدم على تفاهمه مع التيار.

ثانياً، طموح «التيار الحر» اليوم أن يستعيد حصته النيابية الحالية. لكن هناك من يتعامل بواقعية، مدركاً أنه لن يستطيع الوصول الى الرقم الحالي، وأقصى ما قد يحققه تقليص الهوة بينه وبين القوى المسيحية الأخرى التي تنافسه. هناك كلام عن تحصيل 18 مقعداً للتيار الوطني. لكن 18 مقعداً من أصل 64 نائباً مسيحياً، يعني أن التيار سيبقى حزب العهد، لكنه لن يبقى الاول عند المسيحيين. وهذا يضع تحديات كبيرة أمامه، على الاقل للوصول الى هذا الرقم الطموح، مقابل القوى المسيحية الاخرى، إضافة الى أن هذه القوى مجتمعة، اعترفت منذ إقرار القانون بأنها لم تعد قادرة على استعادة المقاعد المسيحية من الكتل النيابية الأخرى. الرئيس سعد الحريري كان واضحاً في خطابه في 14 شباط بأنه سيخوض المعركة بمرشحين عن كل الطوائف. لكنه كان أوضح لاحقاً حين طالب بحصص مسيحية في الشوف وبيروت الاولى وجزين وزحلة والشمال الثانية والثالثة، وبمقاعد مسيحية، لن يوفر جهداً للحصول عليها. وتبعاً لذلك، فإن سقف التفاوض الاساسي، أن لا مصلحة في التحالف مع التيار الوطني بالدرجة الاولى ومع القوات بالدرجة الثانية إلا بمقدار ما يحقق ربحاً صافياً في الحصص المسيحية. فالحريري يدرك سلفاً أنه، وإن تحكم في كتلة سنيّة متينة، فلن يبقى في المستقبل زعيماً متفرداً بالشارع السنّي، إذ ستكرس انتخابات 2018 تقاسم هذا الشارع من صيدا الى الشمال والبقاع، بينه وبين زعامات سنيّة من الصف الاول وقيادات من الصف الثاني.

ثالثاً، يعطي التيار الوطني لنفسه مجالاً واسعاً لإعلان التحالفات والمرشحين، وكذلك تفعل القوات اللبنانية. والأخيرة تتعامل مع الانتخابات على افتراض أنها ستعزز حصتها الحالية وتقترب من حصة التيار الوطني الحر، وثمة رهان على تحقيق رقم يوازي ضعف عدد النواب الحاليين. وهناك من يرى أن القوات تزيد فرصها كونها صبّت ثقلها على مرشح أساسي في كل دائرة انتخابية حساسة ومهمة، بحيث تستطيع تأمين وصوله. أما الباقي، فمتروك للتحالفات الموسعة. حتى الآن، يبدو المشهد الانتخابي موزعاً بين التيار والقوات، لكنه قد يتبدل وينتفي كلياً. فهل يمكن لأي طرف سياسي أن يتخيل المشهد الانتخابي فيما لو نجحت المفاوضات الجارية حالياً بين القوات والكتائب لخوض الانتخابات معاً؟ وهذا يعني أن اللا حصرية في الشارع السنّي ستتحكم أيضاً في الشارع المسيحي.

رابعاً، فرض القانون الانتخابي تحديات حتى على مستوى الاحزاب السياسية نفسها ومرشحيها. لا يمكن إلا التوقف عند أداء المرشحين الذين يتعاملون مع الانتخابات على أنها استحقاق فردي، لأن على كل مرشح، ولا سيما النواب الحاليين منهم، بذل جهود مضاعفة لا تشبه تلك التي سادت زمن النظام الاكثري واللوائح الحزبية الصافية. لكل نائب ومرشح اليوم استحقاقه الخاص، وهذه ليست مهمة سهلة، لا سيما أن عناصر القوة الاساسية تبدو محصورة في كيفية تأمين المال الانتخابي، ووجود متمولين كبار على اللوائح، لتغطية كلفة الحملات الاعلامية والاعلانية المرتفعة الثمن، وباتت مطروحة في التداول، بعدما حجزت قوى سياسية مكاناً لها في هذه الحملات.

البناءالبناء

القوات الشعبية تعزّز وجودها في عفرين… وموسكو تعلن فشل هدنة الغوطة لرفض إلقاء السلاح
لبنان يرفض عرض ساترفيلد بربط نزاع حول نصف البلوك 9… وخليل يُشيد بعون ويحيّد باسيل
سباق سلحفاة الموازنة مع أرنب الانتخابات… وتريُّث في التحالفات… و«القومي» يُعلن مرشحيه غداً

كتب المحرّر السياسي

كلما أعلن الرئيس التركي نفياً جديداً لتموضع القوات الشعبية السورية في عفرين أرسلت دمشق وحدات إضافية للتمركز فيها. هذه المعادلة التي رسمها مصدر عسكري معني بالوضع في عفرين تختصر المشهد على الحدود الشمالية لسورية، حيث يجد الرئيس التركي نفسه في وضع حرج بين خيارَيْ المضيّ في العملية العسكرية وتجاهل التموضع السوري ليجد نفسه وجهاً لوجه أمام معركة مع الدولة السورية لن تكون روسيا وإيران على الحياد فيها، أو التسليم بتغيّر المعطيات، واستحالة المضيّ بالمكابرة وقبول اعتبار الانتشار الرسمي للجيش السوري وليس للقوات الشعبية، تسوية مقبولة، تُنهي مخاطر ولادة كيان كردي وتنشئ مرجعية حكومية مسؤولة عن حماية الحدود بالاتجاهين.

بانتظار الحسم في مواقف أردوغان تنتقل الجهوزية السورية والروسية سياسياً وعسكرياً نحو الغوطة الشرقية للعاصمة السورية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية فشل مساعي الهدنة التي كانت تتولاها مصر كوسيط، بسبب رفض الجماعات المسلحة إلقاء السلاح، الذي تحوّل منذ تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين سقفاً لكلّ مساعي البحث عن وقف للنار في الغوطة، بعدما كان خروج جبهة النصرة ومَن معها من الغوطة كافياً لوقف النار من قبل وثبت أن لا فرصة لتحقيق هذا الهدف وفتح الباب للدخول في الحلّ السياسي أمام الجماعات الأخرى، وفقاً لمضمون المبادرة المصرية قبل شهور، والتي ضمّت الغوطة إلى مناطق خفض التصعيد تحت هذا العنوان. فيما دعت موسكو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن استباقاً لعرض مشروع كويتي سويدي لوقف النار على التصويت وهو يدعو لوقف للنار يستثني النصرة وداعش. وقد ثبت أنّ كلّ قتال معهما يتحوّل معركة مفتوحة تشترك فيها كلّ الجماعات المسلحة سواء في الغوطة أو دمشق، كما كان الحال في حلب قبل سنتين وتسبّب بإفشال كلّ مساعي التهدئة هناك، حتى قال الحسم العسكري الكلمة الفصل. التتمة ص10

لبنانياً، شكّلت العروض التي نقلها المبعوث الأميركي دايفيد ساترفيلد عن حكومة الاحتلال محور مواقف القيادات المعنية سياسياً وأمنياً في الدولة اللبنانية، بعدما تبيّن أنّ العروض تقوم على استثناء نصف البلوك التاسع النفطي اللبناني من عمليات التنقيب في مشروع لربط نزاع حتى يتمّ التوصل للتفاهم، ما يعني عملياً قبول لبنان بعدم ملكية البلوك وارتضاء الشراكة الإسرائيلية بثرواته، ما حدا برئيس مجلس النواب نبيه بري للقول إنّ معادلة ساترفيلد الجديدة تنقل الأطماع الإسرائيلية القائمة على معادلة: ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم.

في المشهد السياسي اللبناني الداخلي لا تزال الحسابات المصلحية للعائد الانتخابي تؤخر التحالفات على محاور التيارين البرتقالي والأزرق، سواء بينهما أو بين كلّ منهما والقوات اللبنانية، أو بين التيار البرتقالي ولوائح ثنائي حركة أمل وحزب الله، بينما كشف وزير المالية علي حسن خليل عن ربط نزاع مع وزير الخارجية جبران باسيل بمعادلة لا سلام ولا كلام، مشيداً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري، وبكوادر التيار الوطني الحر والعلاقة معه، فيما يعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي مرشحيه للانتخابات غداً، لتبرز العقدة الأهمّ داخلياً في السباق بين مشروع الموازنة وإحالته للمجلس النيابي وتفرّغ النواب للانتخابات النيابية مع إقفال باب الترشيحات، على مسافة شهرين من موعد الانتخابات، وهو سباق بدا أقرب لسباق سلحفاة الموازنة التي تتقدّم ببطء وأرنب الانتخابات، والموعد يقترب.

بري لساترفيلد: المعادلة «الإسرائيلية» مرفوضة

في حين تسلّلت «كوما» الانتخابات النيابية الى مفاصل وأجساد القوى والأحزاب السياسية التي تعيش سباقاً محموماً مع المهل الفاصلة عن إقفال باب الترشيحات في الخامس من آذار المقبل، دخلت العروض الأميركية لحل النزاع النفطي والحدودي بين لبنان و»إسرائيل» غرفة «العناية المركّزة» بعد «البلوك الرسمي» الذي رفعه لبنان أمام مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد. وواصل ساترفيلد أمس، حركته المكوكية في المنطقة التي سيمكُث فيها طويلاً كما تردّد حتى التوصل الى إنهاء الخلاف القائم على ملكية بعض «البلوكات النفطية» في المياه الإقليمية وترسيم الحدود النفطية والبحرية والبرية، غير أن جعبة المبعوث الأميركي الذي وصل أمس، الى بيروت قادماً من الأراضي المحتلة كانت فارغة، بحسب ما قالت مصادر متابعة لـ«البناء»، حيث كرّر العروض السابقة بصيغ مختلفة تحمل المضمون نفسه ولاقت رفضاً قاطعاً من المسؤولين اللبنانيين الذين جددوا تمسكهم بالحقوق اللبنانية كاملة ورفض التنازل عن شبرٍ من الأرض وقطرة من ماءٍ ونفط.

وإذ أطلع الدبلوماسي الأميركي وزير الخارجية جبران باسيل خلال لقائهما في قصر بسترس على موقف «الإسرائيليين» من النزاع النفطي، نقلت قناة الـ»أو تي في» عن أوساط وزارة الخارجية أن «باسيل لم يطرح في لقائه مع ساترفيلد أي تنازل بل إن الحديث تناول كل ما يحفظ حقوق لبنان »، مشيرةً إلى أن «باسيل أكد على موقف لبنان من البلوك 9، اما المنطقة المتنازع عليها فسيحاول لبنان تحصيل منها أكبر قدر من المكتسبات».

كما زار المبعوث الأميركي قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه اليرزة بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي اضطلع بدورٍ لافت في الملف، حيث زار عين التينة مرتين خلال 24 ساعة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث نقل إبراهيم إلى بري أجواء النقاش التي دارت مع ساترفيلد في اجتماع وزارة الدفاع، ما دفع بري الى توجيه رسالة عاجلة الى ساترفيلد قبل أن يلتقيه اليوم مفادها بأن «المعادلة الإسرائيلية ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم، هي معادلة مرفوضة قطعاً ولن تستقيم أو تمرّ». ونقل النواب عن رئيس المجلس بعد لقاء الأربعاء النيابي أن «موقف لبنان موحد ومتضامن في الدفاع عن سيادتنا وثروتنا النفطية وحدودنا البحرية والبرية».

«البلوكات الإصلاحية» أمام الموازنة

وجدّد بري تأكيد «ضرورة الإسراع في إقرار مجلس الوزراء لموازنة الـ 2018 وإرسالها في السرعة اللازمة الى مجلس النواب». وقال: «اذا كان هناك أمن لحدود الوطن، فإن هناك أمناً أيضاً للمجتمع وإحدى ركائزه الموازنة، واذا لم تصل هذه الموازنة قبل 5 آذار فإن هناك شبه إستحالة لإقرارها، كما ان المؤتمرات الدولية ستتأثر بالموضوع». وجدّد أيضاً تأكيد وجوب تنفيذ القوانين، معرباً عن أسفه «أن هناك 38 قانوناً لم تنفذ حتى الآن والمطلوب تنفيذها». ومواكبة للتحضيرات الجارية على أكثر من صعيد لعقد مؤتمرات الدعم الدولية للبنان، ترأس رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة درس مشروع موازنة 2018، ومن المرجح أن تعقد اجتماعاً ثانياً اليوم. وأكدت مصادر اللجنة أن «معظم الوزارات التزمت بتخفيض 20 في المئة من موازنتها وتم إقرار معظم البنود مع إصلاحاتها وأخرى عُلقت الى حين الاستحصال على الأرقام».

وأكد وزير المال علي حسن خليل بعد الاجتماع أننا لا زلنا في بداية النقاش، غير أن «البلوكات الإصلاحية» التي رفعها التيار الوطني الحر ستُعرقل إقرار الموازنة، بحسب مصادر مطلعة على ملف الموازنة، والتي لفتت لـ«البناء» الى حجم العجز في مشروع الموازنة ومحاولات إخفاء المبلغ الكبير عبر فصل عجز الكهرباء عن العجز العام. واستبعدت إدخال الإصلاحات التي ينادي بها الجميع، أما السبب بحسب المصادر فهو حاجة الأطراف الى «الإنفاق السياسي والانتخابي» قبيل الانتخابات النيابية، محذّرة من الانعكاسات السلبية للعجز والتوسع في الإنفاق على الوضع الاقتصادي».

ولفتت المصادر الى أن «الهمّ الأساسي للحكومة هو إرضاء المجتمع الدولي ومدى تأثر إقرار الموازنة على مؤتمرات الدعم الموعودة للبنان». كما شككت المصادر بقدرة الحكومة على تخفيض الإنفاق في الوزارات متساءلة: «إذا كانت الحكومة تدرك أنها ذاهبة الى تخفيض الإنفاق فلماذا تقدمت الوزارات بهذه الأرقام المرتفعة لموازناتها في مشروع الموازنة؟ وإذ أكدت أن لا ضرائب جديدة على الشرائح الشعبية تضاف الى السلة التي أُقرّت في موازنة 2017، أبدت المصادر استغرابها حيال «تقصير الحكومة في مسألة الجباية، حيث لم تأتِ الأرقام على قدر التوقعات، لا في مديرية الجمارك ولا لجهة تقليص عدد الجمعيات والمؤسسات التي تدعمها الدولة ولا لناحية المباني المستأجرة من قبل الدولة». وأكدت المصادر المالية أن «الضرائب التي فُرضت على المصارف والشركات الكبيرة لن تُمسّ في مشروع موازنة 2018 ولا تراجع عنها، لكن هناك نقاش بين وزارة المالية وجمعية المصارف حول امكان إعفاء عمليات «الانتربنك» وحسابات المصارف لدى مصرف لبنان من الضريبة على الفوائد».

«أمل: «تُرسِّم حدود» مع عون و»التيار»

سياسياً، برز الكلام الإيجابي من حركة أمل باتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، على لسان وزير المال علي حسن خليل الذي رسم الحدود السياسية والحكومية بين حركة أمل و«التيار» والرئيس عون، حيث أكد أنه «لا سلام أو كلام مع وزير الخارجية جبران باسيل ، لكن هذا لا يعني أن هناك إشكالاً مع رئيس الجمهورية ميشال عون »، موضحاً أن «هناك تعاوناً مباشراً داخل جلسات مجلس الوزراء وخارجها مع الرئيس عون، ونحن بكل الأحوال نقدر كوادر التيار وجمهوره وحريصون على نسج علاقة معه، ونحن لسنا بوارد ان نفتعل أي مشكلة مع التيار»، منوهاً بأن «موقفنا من مرسوم الأقدمية كان مرتبطاً بمسألة دستورية بحتة وأن ما حصل في الشارع بعد أزمة الضباط كان عفوياً ولم يكن مخططاً ولا بالحسبان ونحن نرفضه وتصرّفنا لوضع حدّ له». وتابع «أشهد أن ما سمعته من رئيس مجلس النواب نبيه بري على الدوام كان كل المحبّة والود للرئيس عون. وهذا لا يدل أن ليس هناك اختلاف في وجهات النظر، لكن لدينا الجرأة بالتعبير عن هذه الاختلافات».

«القومي» يعلن مرشحيه غداً

في غضون ذلك، بقي الملف الانتخابي الحاضر الاكبر في المشهد الداخلي، حيث كثفت القوى السياسية لقاءاتها ومشاوراتها لحسم التحالفات والترشيحات قبيل الخامس من آذار، ويعقد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف مؤتمراً صحافياً للإعلان عن أسماء مرشحي الحزب للانتخابات النيابية اللبنانية 2018، ظهر غد الجمعة في فندق لانكستر بلازا ـ الروشة.

«المستقبل»: انتخابات بلا تحالفات

وفي وقت تتجه الأطراف السياسية الى ترسيم حدودها الانتخابية مع القوى الأخرى، لا سيما «التيار الازرق» الذي يُعد أكثر القوى إرباكاً لجهة الترشيحات والتحالفات، أكدت مصادر في تيار المستقبل لـ«البناء» أن «الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لجهة حسم قيادة التيار خياراتها في المرشحين والتحالفات، كاشفة عن لقاءات يعقدها مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري مع كل من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ولقاءات أخرى بين الحريري والوزير ملحم رياشي»، مرجّحة أن «يتجه المستقبل الى تشكيل لوائح مستقلة في مختلف الدوائر باستثناء دائرة جزين صيدا حيث يحتاج التيار الى التحالف مع آخرين كالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لأنه من الصعب فوز مرشحي التيار في وجه اللائحة المنافسة»، لكن السؤال هل سيتحالف التيار الحر مع المستقبل في جزين – صيدا ضد المرشح الدكتور أسامة سعد المدعوم من حزب الله وأمل؟

وحدّدت المصادر المستقبلية شكل التحالف مع التيار الوطني الحر بأنه «لا يتعدّى كونه اتفاقاً تعاقدياً لمقايضة الأصوات بين الطرفين، حيث لكل منهما أصوات يستفيد من الآخر في الصوت التفضيلي والحاصل الانتخابي».

أما في دائرة طرابلس فتضيف المصادر المستقبلية أن «التيار سيشكل لائحة مكتملة مستقلة ويستطيع أن يؤمن الفوز بمعظمها منفرداً من دون تحالفات». وعن العلاقة مع «القوات اللبنانية» أوضحت المصادر أن «المشاورات لم تفضِ حتى الآن الى نتيجة»، ولفتت الى أن «العلاقة السياسية مستقرة مع القوات، لكنها لم تعد الى طبيعتها قبل أزمة احتجاز الرئيس الحريري في السعودية». وكشفت أن اللقاء بين الحريري ورئيس القوات سمير جعجع ينتظر تحديد التوقيت والإخراج المناسبين، وأكدت أن «إطلالة جعجع على تلفزيون المستقبل في الشكل ومواقفه التي أعلنها في الضمون يؤشران الى أن اللقاء بات قريباً والعلاقة تتقدم الى الإيجابية». غير أن مصادر مراقبة استبعدت التحالف الانتخابي بين «القوات» و»المستقبل» إذ إن الأخير «لا مصلحة له بالتحالف الا مع التيار الوطني الحر لحصد أكبر عدد ممكن من النواب وأن خوضه الانتخابات منفرداً سيؤدي الى خسارته عدداً كبيراً من المقاعد»، وتُقِر المصادر المستقبلية بأن «حجم كتلة المستقبل لن يكون كما كان في المجلس الجديد، لكن هدفنا تقليص حجم الخسارة الى حده الأدنى. وهذا يعتمد على الإدارة الذكية للعملية الانتخابية واللوائح في ظل طبيعة القانون الجديد».

وأكد الحريري ، خلال استقباله جمعية تجار وصناعيي شارع عفيف الطيبي أن «لوائح المستقبل في الانتخابات المقبلة، ستشمل تمثيلاً مميزاً للشباب والمرأة. لكن تحالفاتنا الانتخابية ما زالت في طور النقاش، وسنقوم بكل ما يخدم مصلحة أهلنا و تيار المستقبل والمناطق التي نمثلها، بغض النظر عن تحالفاتنا السياسية».

لا تحالف بين «التيار الحر» و«القوات»

وعلى الخطوط «العونية» «القواتية» سُجل أمس، لقاء في منزل النائب ابراهيم كنعان، ضم الى الأخير، الامينة العامة لحزب «القوات» شانتال سركيس ومنسق الانتخابات في التيار نسيب حاتم. وأشارت المعلومات الى انه انتهى الى اتفاق على متابعة البحث في التحالف الانتخابي بين الحزبين. غير أن مصادر «التيار» و«القوات» استبعدت لـ «البناء» التحالف بين الحزبين، باستثناء دائرة بيروت الأولى.

خرقُ جنبلاطي للنأي بالنفس

الى ذلك سُجل أمس، خرق جديد للنأي بالنفس من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي انتقد النظام في سورية، بسبب ما يحصل في الغوطة الشرقية، ما يُعَدّ تدخلاً في شؤون دولة عربية جارة للبنان يرتبط معها بمصالح عميقة على مختلف الصعد وخرقاً للنأي بالنفس الذي وعد الحريري بالسهر على تطبيقه، فهل يرفع رئيس الحكومة «البطاقة الحمراء» لضبط «الفاول السياسي» الذي ارتكبه جنبلاط، كما رفعها عندما انتقد جنبلاط السعودية بسبب استمرار عدوانها على اليمن، وكما فعل الحريري عند جولة بعض المسؤولين العراقيين على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة؟

الجمهوريةالجمهورية

ساترفيلد يعود.. ولبنان يرفض شراكة إسرائيل.. وتحذير من «موازنة مسلوقة»

عاد الموفد الاميركي دايفيد ساترفيلد الى بيروت، وعادت معه علامات الاستفهام لتخيّم في أجواء الحدود البحرية الجنوبية، خصوصاً انّ اي إشارات ايجابية لم تتسرّب عن لقاءات المسؤول الاميركي العائد من اسرائيل، حول ردّ تل ابيب على الموقف اللبناني الرافض للشراكة الاسرائيلية في النفط اللبناني. يأتي ذلك في وقت يشير قطار الانتخابات سريعاً الى خط الترشيحات التي تتزايد يوماً بعد يوم، وكذلك الى خط تحضيرات القوى السياسية وجهودها المتسارعة لتحديد اتجاهات مراوح التحالفات، والتي يبدو جلياً انها تشهد إرباكاً حقيقياً جرّاء الافق الواسع الذي فتحه القانون الانتخابي النسبي، والذي صعّب على القوى السياسية جميعها صياغة تحالفاتها بما تشتهي وبالتالي تركيب اللوائح على اساسها، خصوصاً في ظل الواقع الذي فرض نفسه على الجميع، والذي أظهر انّ لكل دائرة خصوصيتها وتحالفاتها المرتبطة بها.

وصل ساترفيلد الى بيروت، آتياً من إسرائيل التي نقل اليها الموقف اللبناني الرافض للطرح الاميركي الذي سبق ونقله الى بيروت، والذي يقول بتقاسم المنطقة البحرية المختلف عليها جنوباً، على نحو يعطي لبنان مساحة 60% منها أي ما يعادل 530 كيلومتراً مربعاً، فيما يعطي اسرائيل 40% اي ما يعادل 330 كيلومتراً مربعاً، على اعتبار انّ المساحة الممنوحة لإسرائيل تحت عنوان «خطة فريدريك هوف»، تنتزع من لبنان مساحات واسعة فيها، بينما هي حق للبنان وتقع ضمن حدوده ومياهه الاقليمية.

إلتقى ساترفيلد رئيس الحكومة سعد الحريري مساء امس في السراي الحكومي، بعد لقاء نهاري مع وزير الخارجية جبران باسيل، وتلته زيارة الى قيادة الجيش، على ان يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم. وموضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان، كان محل بحث بين بري والمدير العام للامن العام عباس ابراهيم، وكان لافتاً في هذا السياق، مواكبة رئيس المجلس لوصول ساترفيلد بموقف اكد فيه على «انّ موقف لبنان موحّد ومتضامن في الدفاع عن سيادتنا وثروتنا النفطية وحدودنا البحرية والبرية»، مشدداً على «انّ المعادلة الإسرائيلية «ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم»، هي معادلة مرفوضة قطعاً ولن تستقيم أو تمر». وواضح انّ بري يشير هنا الى مساحة الـ40% التي يمنحها الطرح الذي نقله ساترفيلد لإسرائيل.

وفيما اكدت مصادر مواكبة لحركة ساترفيلد لـ«الجمهورية» ان الموفد الاميركي لم يحمل في جعبته ما يمكن اعتباره تراجعاً عن الطرح الذي عرضه على المسؤولين اللبنانيين قبل انتقاله الى اسرائيل، في وقت كانت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين ما زالت تعزف على ذات الموقف الذي عبّر عنه وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حول ملكية البلوك رقم 9. الأمر الذي يبقي النفط اللبناني في هذه المنطقة معلّقاً على حبل التعقيدات الاسرائيلية ومحاولات السطو عليه.

ومن هنا، كان تأكيد قائد الجيش العماد جوزف عون لساترفيلد «موقف الجيش المتمسّك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية»، وكذلك كان موقف وزير الخارجية الذي قالت اوساط قريبة منه لـ«الجمهورية» انه اكد للمسؤول الاميركي تمسّك لبنان بموقفه الثابت من البلوك رقم 9، وحقّه فيه.

رافضاً التنازل عن هذا الحق او إعادة النظر فيه. وانّ لبنان متمسّك بالاحداثيات التي قدمها. واذ أشارت الاوساط الى ان لا نقاش على البلوك 9 من قبل لبنان، لفتت الى انّ البحث تطرّق الى المناطق المتنازَع عليها، والتي سيحاول لبنان جاهداً تحصيل اكبر قدر من المكتسبات. فيما فَضّلت مصادر السراي الحكومي عدم الدخول في تفاصيل اللقاء بين الحريري وساترفيلد او اكتفت بالقول: «لنحتفظ بالتفاصيل في عهدة المسؤولين اللبنانين».

الجدير ذكره هنا، انّ هذا الموضوع اضافة الى مسألة الجدار الاسمنتي الذي تنوي اسرائيل إقامته على الحدود الجنوبية، سيكونان محور الإجتماع العسكري الثلاثي الذي سيعقد اليوم في مقر قيادة القوات الدولية اليونفيل في الناقورة. وسط توجيهات صارمة لممثّل لبنان في اللجنة بالتأكيد على رفض لبنان لكلّ ما يمسّ سيادته وحدوده البرية والبحرية.

محاولة تجميلية

واذا كان ثمّة من استبشرَ خيراً من حركة ساترفيلد حيال الحدود النفطية البحرية، فإنّ المعلومات التي تلقّتها بعض المراجع اللبنانية، تفيد انّ ما في جعبة الموفد الاميركي، الذي قد ينتقل من بيروت الى جنيف اليوم، لا يَشي بأكثر من محاولة تجميلية للطرح الاميركي المرفوض من قبل لبنان، حيث ان ما تسمّى «وساطة اميركية» لم تخرج عن سياق الهدف الاساس منها، والرامي الى تثبيت الشراكة الاسرائيلية في النفط اللبناني، وهو امر مرفوض قطعاً من قبل لبنان.

وبحسب معلومات احد المراجع السياسية، فإنه على الرغم من الحماسة الاميركية والاستعجال لطَي هذا الملف، فإنّ ما يسمعه لبنان من الموفد الاميركي ليس سوى لغة هادئة ورغبة بالوصول الى حل يرضي الطرفين اللبناني والاسرائيلي، مع إشارة الى استعداد اسرائيل للتفاوض، الّا انّ هذه اللغة الهادئة ليست كافية لطمأنة لبنان، ذلك انّ الكلام الاميركي لا ينطلق من نظرة محايدة للمشكلة القائمة، بل ما زال ينظر من الزاوية التي تحقّق مصلحة اسرائيل على حساب لبنان. وفي خلاصة الامر، انّ ما يحمله ساترفيلد لا يفتح ثغرة في الجدار، ولا يؤدي الى نقلة نوعية تجعل الوصول الى الحلّ المرضي لكل الاطراف مُمكناً.

وعليه، يقول المرجع: «لبنان مُعتدى عليه في هذا الامر، وما عليه الّا التمسّك بموقفه، ورفض ما يمسّ سيادته في البر والبحر، وطبعاً في الجو. لبنان ليس في موقع الضعيف هنا، فلديه من القوة ما يمكّنه من انتزاع حقه، واذا كان الرئيس بري قد عكس الموقف اللبناني لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996 على غرار ما حصل بالنسبة الى الخط الازرق، فإضافة الى ذلك، أن يُصار الى اللجوء الى مظلة الامم المتحدة وتأكيد حق لبنان تحت رعايتها، وليس اللجوء الى مظلات أخرى لا تراعي الّا المصلحة الاسرائيلية.

الموازنة

من جهة ثانية، أعطت الحكومة امس، إشارة الى جديتها في إنجاز مشروع موازنة العام 2018، من خلال انطلاق اجتماعات اللجنة الوزارية المعنية بالموازنة، والتي اجتمعت في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري. وستعاود اللجنة الاجتماع اليوم، فيما قالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» انّ هناك توجّهاً عاماً بضرورة إنجاز الموازنة من قبل الحكومة في وقت قريب، وقد بدأنا النقاش في جلسة الامس، وأمكن البَت في ما يزيد عن عشرين مادة في مشروع القانون، واذا ما استمررنا على هذه الوتيرة فإنّ المسألة قد لا تتعدى اياماً قليلة ويُنجز مشروع الموازنة ويُحال الى مجلس النواب.

واشارت المصادر الى انّ الموازنة، كما هو واضح، لا تتضمن اي بنود ضريبية، الّا انّ الاساس فيها هو البند المتعلق بتخفيضات نفقات الوزارات والمؤسسات بنسبة عشرين في المئة على نحو ما طلب رئيس الحكومة، فهذه المسألة قد تستغرق وقتاً للبتّ بها وحسمها، خصوصاً انّ عدداً من الوزارات تجد صعوبة في خفض انفاقها، وهو الامر الذي عبّر عنه اكثر من وزير.

وفي وقت يؤكد وزير المالية علي حسن خليل على وجوب تضمين الموازنة بنوداً إصلاحية حقيقية تمكّننا من تجاوز الوضع المالي الصعب، قالت المصادر انّ ثمّة عقدة ما زالت موجودة، وتتمثّل في كيفية مقاربة الشروط التي طرحها وزراء تكتل الاصلاح والتغيير في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، والتي ربط الوزير باسيل مشاركته في جلسات الموازنة بالتوافق المُسبق عليها. وعلى رغم السرعة في النقاش التي عكستها جلسة اللجنة الوزارية امس، الّا انّ ذلك لم يشكّل دافعاً لبعض وزرائها لإبداء تفاؤل جدي في إمكان الانتهاء منها قريباً، ذلك انّ التجارب مع مثل هذه اللجان تَشي بتَبدّلات ومفاجآت في اي لحظة من شأنها ان تعيد الامور الى نقطة الصفر، على حدّ ما قال احد اعضاء اللجنة لـ«الجمهورية».

وعلمت «الجمهورية» انّ نقاشاً حصل بين بعض الوزراء رَسم علامات من الشك حول إمكانية إنجاز الموازنة في فترة قصيرة، ذلك انّ عامل الوقت باتَ ضاغطاً بشكل كبير، علماً انّ رئيس المجلس وضع سقفاً للنقاش الحكومي في الموازنة حدوده 5 آذار المقبل، وهو موعد نهائي يصبح إقرار الموازنة مستحيلاً في مجلس النواب اذا ما تأخّرت إحالتها الى المجلس عن هذا التاريخ، ومن شأن عدم إقرارها ان يؤثّر سلباً على المؤتمرات الدولية المعنية بلبنان، وما يعوّل عليه لبنان منها.

يعني ذلك انّ امام الحكومة عشرة ايام فقط لإحالة الموازنة الى المجلس، وهذا لا يعني بحسب مصادر وزارية، إنجاز الحكومة لموازنة كيف ما كان، او موازنة مسلوقة، ذلك انّ آثار موازنة كهذه على البلد اكثر سلبية من عدم وجود موازنة. ويتقاطع ذلك مع تشكيك مصادر نيابية بإمكان الانتهاء من الموازنة قريباً، او إمكان إقرارها من قبل المجلس قبل نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي، وحتى لو تَمّت إحالتها اليه اليوم، خصوصاً انها تتطلّب جلسات مكثّفة من قبل اللجنة المالية ولِما يزيد عن شهرين.

الإنتخابات

في هذه الاجواء، يتسارَع النبض الانتخابي في مختلف الارجاء اللبنانية، والتحضيرات قائمة على قدم وساق، فيما اللافت الهمس الذي ما زال يُسمع في بعض الاوساط الداخلية حول مصير الانتخابات، على رغم التأكيدات المتتالية للمراجع السياسية بأنّ الانتخابات حاصلة في موعدها ولا شيء قادر على تعطيلها او عرقلتها. وسجّلت حركة الاتصالات امس، نشاطاً ملحوظاً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وكذلك على مستوى الثنائي الشيعي وحلفائه حيث دخل عملياً الى حسم التحالفات على طريق حسم اللوائح النهائية، والحال نفسه بالنسبة الى تيار المستقبل الذي زَيّت ماكيناته بأقصى طاقتها في أماكن نفوذه في العاصمة والشمال والبقاع. فيما دخل الحزب التقدمي الاشتراكي في حركة اتصالات مع كافة الفرقاء، مستنداً على التحالف المبدئي مع تيار المستقبل والرئيس نبيه بري. وكشفت مصادر اشتراكية لـ«الجمهورية» انّ الاعلان الرسمي لمرشّحي الحزب سيتم في وقت قريب، وخلال احتفال يرعاه النائب وليد جنبلاط، حيث بات محسوماً ترشيح كل من: تيمور جنبلاط، مروان حمادة، اكرم شهيّب، وائل ابو فاعور، هنري حلو، نعمة طعمة، فيصل الصايغ، بلال عبدالله.

اللواءاللواء

تحالفات بلا برامج إنتخابية .. وساترفيلد يفاوض على وقع التهديدات بالحرب
بهية الحريري في عين التينة.. وجعجع سيفاجئ الحلفاء وزعيتر على لائحة التيار في جبيل؟

مع ارتفاع الحرارة الانتخابية، على بعد أسبوع من بدء آذار، شهر الاستحقاقات المالية (الموازنة) واللوائح والترشيحات، ارتفعت الوتيرة الدبلوماسية التي تسير على خطين أحدهما يتعلق «بالوساطة النفطية» التي يتولاها نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، وثانيهما يتصل بالتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر سيدر في 6 نيسان المقبل في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، وسط تهديدات إسرائيلية متزامنة عن احتمالات متزايدة لاندلاع حرب ضد أكثر من طرف، على خلفية توتر الأوضاع على الحدود الشمالية لإسرائيل.

ونقل راديو الجيش الإسرائيلي عن الجنرال نيتسان ألون رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي ان «احتمالات اندلاع الحرب على الحدود الشمالية عام 2018 أكبر من أي وقت مضى، وربما تكون على الأبواب، رابطاً ذلك بإنجازات النظام السوري مدعوماً من إيران وحزب الله، الامر الذي زاد من فرص شن حرب جديدة في مرتفعات الجولان».

اقتراحات ساترفيلد

والبارز، على هذا الصعيد، ان الجواب الإسرائيلي حول «البلوك 9» الذي يرفض لبنان مجرّد التفاوض حوله، ان الدبلوماسي الأميركي زار كلاً من الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، وقيادة الجيش، حيث التقى قائده العماد جوزاف عون بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وبحضور سفيرة الولايات المتحدة اليزابيث ريتشارد، على ان يزور الرئيس نبيه برّي قبل ان يتوجه إلى جنيف.
وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان ساترفيلد أبلغ من التقاهم ان إسرائيل تراجعت عن المطالبة بـ40٪ من البلوك 9، إلى القبول بـ25٪ منه. وكشفت ان الدبلوماسي الأميركي اقترح شمولية التفاوض بحيث يتناول البلوكات 8 و9 و10 دفعة واحدة. وانتهت لقاءات ساترفيلد في اليوم الأوّل لوصوله من تل أبيب إلى التأكيد على ان «للبحث صلة» وان الدبلوماسية هي الخيار المتاح حالياً. وحسب مديرية التوجيه في الجيش فإن البحث تناول التطورات المتعلقة بالحدود الجنوبية، وموقف الجيش المتمسك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية.

وكان الرئيس برّي التقى «اللواء» إبراهيم للمرة الثانية خلال 24 ساعة، ونقل عنه زواره ان المعادلة الإسرائيلية لا محل لها من الاعراب في ما يتعلق بالنفط، «ما لنا هو لنا وما لكم هو لنا ولكم».. وهذا الأمر سيبلغه برّي إلى ساترفيلد اليوم. واوضحت مصادر المعلومات ان البحث في وزارة الخارجية بين باسيل وساترفيلد تم على قاعدة حفظ حقوق لبنان برا وبحرا، ولم يُطرح اي تنازل عن حقوق لبنان،بينما طرحت الخارجية ما يراه لبنان «حلا للخط البري الحدودي بما لا ينتقص من سيادة لبنان على ارضه،فيما موضوع الحدود البحرية لا نقاش فيه ولاتنازل عن السيادة اللبنانية على اي متر من حقوق لبنان البحرية، وهو الموقف الموحد بين كل المسؤولين اللبنانيين رؤساء ووزيرخارجية بمن فيهم قائد الجيش».

الموازنة

إلى ذلك، جدد الرئيس برّي التأكيد على ضرورة الإسراع في إقرار مجلس الوزراء لموازنة العام 2018، وإرسالها بالسرعة اللازمة إلى مجلس النواب. ونقل النواب عنه، بعد لقاء الأربعاء النيابي الذي حضرته النائب السيدة بهية الحريري للمرة الأولى منذ فترة طويلة قوله انه «اذا كان هناك أمن لحدود الوطن، فإن هناك أيضاً أمناً للمجتمع، وأحد ركائزه الموازنة»، لافتاً إلى انه «اذا لم تصل الموازنة قبل 5 آذار المقبل، فإن هناك شبه استحالة لاقرارها، كما ان المؤتمرات الدولية التي ستعقد في الشهرين المقبلين لدعم لبنان ستتأثر بالموضوع».

في هذا الوقت، كانت اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع الموازنة، تعقد أوّل اجتماعاتها في السراي الحكومي برئاسة الرئيس الحريري، وحضور الوزراء وأعضاء اللجنة، والذين لم يغب منهم سوى وزير السياحة اواديس كدانيان الذي يرافق الرئيس ميشال عون في زيارته لكل من العراق وارمينيا، حيث ناقشت على مدى ساعتين ونصف الساعة 21 مادة من مواد مشروع الموازنة البالغ عددها 55، وبقي امامها 34 مادة تتضمن الكثير من الإصلاحات التي تحتاجها الحكومة لتصحيح الوضع المالي توطئة لتقديمها إلى مؤتمر باريس. واجمع أعضاء اللجنة على وصف الاجتماع الأوّل بالجدي والعملي، وانه اتسم بالايجابية من خلال تجاوب الوزراء مع مقترحات وزارة المال في ما يتعلق بتخفيض موازنات الوزارات.

وتقرر عقد اجتماع ثان للجنة عند الثانية من بعد ظهر اليوم في السراي، من دون استبعاد عقد اجتماعات متتالية الأسبوع المقبل قد تبلغ ثلاثة اجتماعات، بحسب توقعات بعض الوزراء، قبل رفع الموازنة إلى مجلس الوزراء لاقرارها واحالتها إلى المجلس النيابي مع مطلع الشهر المقبل. واوضح نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني لـ«اللواء» ان البحث تناول المواد القانونية في المشروع في الفصول الاول والثاني والثالث وصولا الى المادة 21، وهي تتعلق بالسياسات العامة وبمشاريع قوانين البرامج والايرادات المتوقعة، ولكن لم يختلف فيها الكثير عما ورد في موازنة 2017، لا سيما حول الغرامات والضرائب. لكننا لم نصل الى مناقشة الارقام بالتفصيل.

واضاف: الجيد في الامر ان العديد من مواد الموازنة واردة في موازنة العام 2017 لجهة النفقات والواردات تقريبا، خاصة ان موازنة العام الماضي اقرت قبل اشهر عدة وبدأت تظهر مفاعيلها علماً ان معظم النفقات هي للرواتب والنفقات الجارية. ونتوقع انتهاء النقاش في اللجنة خلال نهاية الاسبوع المقبل اذا استمرت الاجتماعات على نفس الوتيرة. وعلمت «اللواء» ان البحث في تخفيض نسبة عشرين في المائة من انفاق الوزارات يشمل اكثر ما يشمل وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والاشغال العامة والتربية. بينما المطلوب زيادة نفقات هذه الوزارات خاصة وزارة الصحة بمبلغ 75 مليار ليرة هي نفقات الاستشفاء والادوية التي لا يمكن الاستغناء عنها. بينما يمكن تخفيض بعض النفقات البسيطة من الوزارات ونفقات السفر وبعض الجمعيات التي لا تؤثر على نسبة العجز الكبيرة والتي تستهلك الكهرباء اعلى نسبة منها، بحيث وافقت اللجنة الوزارية على سلفة خزينة لمؤسسة الكهرباء بقيمة الفين ومائة مليار ليرة.

وفي المعلومات ان وزراء «القوات» أبدوا امتعاضاً من تخفيض ما نسبته 20٪ من وزارتي الصحة والنفط الاجتماعية واعتبروا ذلك «بمثابة استهداف سياسي».

واتهم وزير المال علي حسن خليل الحكومة بالتقصير، كاشفاً انه قدَّم الموازنة قبل نهاية آب 2018. وتوقع ان يرتفع العجز إلى أبعد ما هو مقدر باضافة الفي مليار إلى خمسة آلاف مليار هي العجز المعلن. وقال ان 70٪ من الميزاينة تذهب إلى الرواتب والأجور وخدمة الدين العام 37٪ (اجور)، 33٪ (خدمة الدين). واضاف: ان 1300 مليار أضيفت إلى خدمة الدين. وكشف ان 30 مليار دولار تذهب لخدمة الكهرباء التي تأكل نصف الدين العام، الذي بلغ 79،5 مليار دولار. واستبعد التوصّل إلى إصلاحات هيكلية تؤدي إلى معالجة الموازنة، بما في ذلك خدمة الدين العام.. معربا عن تشاؤمه إذا لم تكن المعالجات ناجعة، واصفاً الوضع بأنه «ذاهب إلى الهاوية؛. وكشف عن نيات حسنة طرحت في اللجنة الوزارية.

مؤتمر باريس

وفي موازاة الجهد الحكومي للإسراع باصدار الموازنة الجديدة، ظهر امام الإعلام للمرة الأولى السفير المنتدب من قبل الرئاسة الفرنسية بيار دوكازن، المكلف الاعداد بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية لمؤتمر «سيدر» المزمع عقده في العاصمة الفرنسية مطلع نيسان المقبل، وذلك من خلال زيارتين قام بهما الأولى للرئيس الحريري في حضور مستشاره الدكتور نديم المنلا والثانية لوزير المال علي حسن خليل، رغم انه موجود في بيروت منذ يومين.

وأوضح السفير دوكازن، في تصريحات أدلى بها في السراي، ان مؤتمر «سيدر» وليس باريس- 4 سيكون مؤتمرا اقتصاديا لن نناقش خلاله مواضيع أمنية أو إنسانية (مثل مسألة النازحين السوريين) لأنها ستناقش في مؤتمري روما-2 وبروكسل. وأشار إلى ان المؤتمر مخصص لتطوير البنى التحتية على المديين المتوسط والبعيد، وبشكل خاص العجز الذي تعاني منه هذه البنى والتي تشكّل عائقاً امام الاقتصاد اللبناني، ونحن لن نتعامل مع هذا الموضوع من منطلق الأزمة أو الضرورة، كما كان الأمر بالنسبة لمؤتمرات باريس السابقة.

وكشف عن اجتماع تحضيري لمؤتمر «سيدر» سيعقد في 6 آذار المقبل في بيروت، على ان يعقد مؤتمر باريس المقبل على مستوى وزاري على الأقل، ويضم المنظمات الحكومية الدولية مع حوالى 50 دولة من الأسرة الدولية، وبدعوة من قبل لبنان وفرنسا، موضحا ان الدعوات الرسمية لم توجه بعد، نافيا ان تكون هناك شروط يجب على لبنان القيام بها قبل اجراء الانتخابات في 6 أيار، لكنه قال هناك حوار حول السياسات العامة كاصلاح قطاع الطاقة مثلا.

انتخابات

وبينما يعود الرئيس ميشال عون اليوم إلى بيروت من العاصمة الأرمينية يريفان التي وصلها أمس من بغداد، بعد ان اختتم زيارته للعراق، بزيارة نصب الجندي المجهول ولقاءين مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب الرئيس العراقي اياد علاوي، بقيت الحركة على الساحة الانتخابية على وتيرة مرتفعة في المقار الحزبية والسياسية لحسم مسألة الترشيحات والتحالفات، حيث سجلت حركة الترشيحات في وزارة الداخلية المزيد من المرشحين، الذين رست «بورصتهم» على 81 مرشحا، بعد ان قدم ثمانية مرشحين اوراقهم رسميا، وهم: النائب هاني حسن قبيسي عن المقعد الشيعي في النبطية، كنزه جبران صوان عن معقد الروم الارثوذكس في طرابلس، النائب علي برّي عن المقعد الشيعي في بنت جبيل، واللواء جميل السيّد عن مقعد الشيعي في بعلبك الهرمل، والنائب أسعد حردان عن المقعد الروم الارثوذكس في دائرة مرجعيون – حاصبيا، وسعد الدين الوزان عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية، ونافذ الصمد عن المقعد السني في الضنية، علاء الدين عمر الشمالي عن المقعد السني في البقاع الغربي – راشيا.

باستثناء ذلك لم يطرأ ما يفيد عن حسم مسألة الترشيحات لدى تيّار «المستقبل» أو «القوات اللبنانية» أو حزب الكتائب، عدا إشارات أطلقها الرئيس الحريري للمرة الأولى، أمام وفد من تجار وصناعيي شارع عفيف الطيبي في الطريق الجديدة زاره في «بيت الوسط» أمس الأول، عندما أعلن ان لوائح تيّار «المستقبل» في الانتخابات ستشمل تمثيلاً مميزاً للشباب والمرأة، لكنه أشار إلى ان مسألة التحالفات الانتخابية ما زالت في طور النقاش، واعدا بالقيام بكل ما يخدم مصلحة أهلنا وتيار المستقبل والمناطق التي تمثلها بغض النظر من تحالفاتنا السياسية، في أوّل تلميح يؤشر إلى ان التحالفات قد لا تشمل سائر الدوائر الانتخابية، كما ان اللوائح ستتضمن أسماء جديدة غير النواب الحاليين.

اما الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، فستكون له إطلالة جديدة في الثالثة من بعد ظهر السبت المقبل، خلال الاحتفال الذي ستقيمه حوزة الدراسات الإسلامية في بعلبك- سيتطرق فيها مجددا إلى الحدث عن الانتخابات المقبلة، مثلما وعد في اطلالاته السابقة. وعلى صعيد «القوات اللبنانية» من المتوقع ان يعلن رئيس حزب «القوات» د. سمير جعجع مرشحي حزبه في دوائر محسومة لحلفائه المتفاهم معهم، أو خصومه الانتخابيين، وحسب أوساط معراب، فإنه الخطوة تعني التعبير عن الرغبة لدى جعجع إبلاغ خصومه وحلفائه بأننا «مازلنا هنا».

وغداً، يعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، أسماء مرشحي الحزب للانتخابات وهم: النائب أسعد حردان عن دائرة الجنوب الثالثة (مرجعيون – حاصبيا- النبطية – بنت جبيل)، وسليم سعادة عن دائرة الشمال الثالثة (الكورة – البترون – زغرتا – بشري)، لور أبي خليل (عن المقعد الماروني في عاليه – الشوف)، وأمل عبود (عن المقعد الارثوذكسي في دائرة عكار، وألبير منصور (عن المقعد الكاثوليكي في دائرة البقاع الشمالي (بعلبك – الهرمل)، فادي عبود عن (المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي)، وفارس سعد عن (المقعد الانجيلي في دائرة بيروت الثانية). وكشف العميد شامل روكز، ان الاتصالات مستمرة، ولم يستبعد ان يكون مرشّح «حزب الله» في جبيل الشيخ حسين زعيتر على لائحة التيار الوطني الحر.

المصدر: صحف